20 أغسطس 2010

فم الصديق ينبت حكمة

صموئيل الثاني 1:14- 20

فم الصديق ينبت حكمة

1 وعلم يواب ابن صروية ان قلب الملك على ابشالوم. 2 فارسل يواب الى تقوع واخذ من هناك امراة حكيمة.وقال لها تظاهري بالحزن والبسي ثياب الحزن ولا تدهني بزيت بل كوني كامراة لها ايام كثيرة وهي تنوح على ميت. 3 وادخلي الى الملك وكلميه بهذا الكلام.وجعل يواب الكلام في فمها 4 وكلمت المراة التقوعية الملك وخرت على وجهها الى الارض وسجدت وقالت اعن ايها الملك. 5 فقال لها الملك ما بالك.فقالت اني امراة ارملة.قد مات رجلي. 6 ولجاريتك ابنان فتخاصما في الحقل وليس من يفصل بينهما فضرب احدهما الاخر وقتله.


7 وهوذا العشيرة كلها قد قامت على جاريتك وقالوا سلمي ضارب اخيه لنقتله بنفس اخيه الذي قتله فنهلك الوارث ايضا.فيطفئون جمرتي التي بقيت ولا يتركون لرجلي اسما ولا بقية على وجه الارض. 8 فقال الملك للمراة اذهبي الى بيتك وانا اوصي فيك. 9 فقالت المراة التقوعية للملك علي الاثم يا سيدي الملك وعلى بيت ابي والملك وكرسيه نقيان. 10 فقال الملك اذا كلمك احد فاتي به الي فلا يعود يمسك بعد. 11 فقالت اذكر ايها الملك الرب الهك حتى لا يكثر ولي الدم القتل لئلا يهلكوا ابني.فقال حي هو الرب انه لا تسقط شعرة من شعر ابنك الى الارض. 12 فقالت المراة لتتكلم جاريتك كلمة الى سيدي الملك.فقال تكلمي. 13 فقالت المراة ولماذا افتكرت بمثل هذا الامر على شعب الله.ويتكلم الملك بهذا الكلام كمذنب بما ان الملك لا يرد منفيه. 14 لانه لا بد ان نموت ونكون كالماء المهراق على الارض الذي لا يجمع ايضا.ولا ينزع الله نفسا بل يفكر افكارا حتى لا يطرد عنه منفيه

. 15 والان حيث اني جئت لاكلم الملك سيدي بهذا الامر لان الشعب اخافني فقالت جاريتك اكلم الملك لعل الملك يفعل كقول امته. 16 لان الملك يسمع لينقذ امته من يد الرجل الذي يريد ان يهلكني انا وابني معا من نصيب الله. 17 فقالت جاريتك ليكن كلام سيدي الملك عزاء لانه سيدي الملك انما هو كملاك الله لفهم الخير والشر والرب الهك يكون معك 18 فاجاب الملك وقال للمراة لا تكتمي عني امرا اسالك عنه.فقالت المراة ليتكلم سيدي الملك. 19 فقال الملك هل يد يواب معك في هذا كله.فاجابت المراة وقالت حية هي نفسك يا سيدي الملك لا يحاد يمينا او يسارا عن كل ما تكلم به سيدي الملك.لان عبدك يواب هو اوصاني وهو وضع في فم جاريتك كل هذا الكلام. 20 لاجل تحويل وجه الكلام فعل عبدك يواب هذا الامر وسيدي حكيم كحكمة ملاك الله ليعلم كل ما في الارض

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


أراد يوآب أن يكون هو الواسطة لمصالحة داود على ابنه أبشالوم. مما دفع به أن يلجأ إلى امرأة حكيمة من تقوع، ودبر لها الخطة حتى لا يكتشفها داود الملك.

يعرف يوآب قلب داود النبي المتسع جدًا والمملوء رحمة . لهذا طلب من المرأة أن تقوم بدور أرملة حزينة للغاية وفي ضيق شديد. وأخذت تروي للملك قصتها المزعومة لتطابق حالة أبشالوم من جوانب متعددة حتى تسحب من فمه وعدًا بل وقسمًا بالعفو عن ابنه أبشالوم.

خرت المرأة التقوعية أمام الملك على وجهها إلى الأرض وسجدت ثم طلبت منه أن يُعينها. وعرضت قضيتها... ترآف داود جدًا عليها ووعدها أن يوصي بها كي لا يموت ابنها [ع8].

لم تكتفِ المرأة بتوصية داود من أجلها ومن أجل ابنها، بل أرادت تأكيدًا بالعفو عن أن تتحمل هي إثم إلغاء حكم الشريعة الموسوية الخاص بقتل القاتل. عندئذ وعدها الملك بالعفو ... إذ تظاهرت بالخوف من ولي الدم لئلا يهلكوا ابنها، عندئذ قدم لها قسمًا: "حيّ هو الرب إنه لا تسقط شعرة من شعر ابنك إلى الأرض" [ع11]. بهذا القسم صدر الحكم من فم داود الملك بالعفو على ابنه أبشالوم قاتل أخيه أمنون.

++ جدير بمن له سلطة على الآخرين ان يكون طويل البال فى الاستماع إلى قضاياهم , و السماح لهم بشرح تفاصيل شكواهم , و تنصت لهم بكل اهتمام حتى يكون حكمة فى النهاية منصفاً .

نجحت المرأة التقوعية في تمثيل الفصل الأول من المسرحية، حيث انتزعت كل ما تُريده من فم الملك، وهو القسم بالعفو الشامل عن قاتل أخيه. عندئذ نزعت المرأة قناعها لتصارح الملك في الفصل الثاني من المسرحية أنه إن كان الملك يحكم هكذا بالنسبة لشعب الله فلماذا لا يرد منفيه، أي ابنه أبشالوم.

دُهش الملك لما فعلته المرأة، شبهت المرأة الشعب بالأم المحبة لابنها أبشالوم دون تجاهل للقتيل ابنها أمنون. والملك هو ولي الدم من حقه أن يطالب بالدم. لكنه يلزم أن يترفق بالشعب المحب والذي يطلب العفو عن أبشالوم بالنسبة لقتل أمنون

كان يمكن لداود أن يحاور المرأة مظهرًا أن حالتها غير مطابقة لحالة أبشالوم في أمور كثيرة، منها أن أبشالوم لم يقتل أمنون نتيجة ثورة مفاجئة إنما خلال خطة أحكمها ودبر لها لها زمانًا، وكان يمكنه أن يراجع نفسه أو يستشير أحدًا. وأيضًا أبشالوم ليس وحيدًا إذ له أخوة آخرون يمكنهم أن يرثوا ويحملوا اسم ابيهم. عدم محاورة داود لها يكشف عن رغبة خفية في قلبه لرجوع ابنه إلى أورشليم.

أرادت المرأة تأكيد ضرورة رجوع أبشالوم، إذ قدمت لداود حججًا وبراهين منها:

أ. قولها: "لماذا افتكرت بمثل هذا الأمر على شعب الله؟" [ع13]. كأنها تقول له إن كنت تترآف على أرملة فتعفو عن ابنها القاتل، كم بالأكثر يليق بك أن تُراعي مشاعر شعب الله بأسره وقد تعلق قلبه بأبشالوم؛ أما تستحق مشاعر هذا الشعب أن يكون لها اعتبار لديك؟

ب. قولها: "لابد أن نموت" [ع14]. ربما قصدت أن أيامنا جميعًا قليلة للغاية، فلنحتمل بعضنا بعضًا وليسامح أحدنا الآخر. أو لعلها أرادت القول إن الجميع يموتون، وكان لابد لأمنون أن يموت. لقد مات مقتولاً، لكنه حتى ولو لم يقتله أبشالوم فهو يموت أيضًا، فاصفح لأن أمنون لا يعود إلى الحياة في هذا العالم ثانية، ونفي أبشالوم لا يحل المشكلة.

ج. قولها: "لا ينزع الله نفسًا" [ع14]؛ أي لابد من الموت الطبيعي في وقته المجهول، لذا فإن الله يريد الرحمة ولا يطلب أن ننتزع حياة إخوتنا. ربما أشارت ضمنًا إلى داود نفسه الذي استوجب الموت ومع ذلك لم ينزع الله نفسه بل غفر له، لذا لاق به أن يغفر للغير.

++ استطاعت هذه المرأة بحكمتها و كلامها الطيب ان تكسب داود و ان يوافق على طلبها , فليتك تستخدم الوقت المناسب و تمدح الآخرين و تقدم لهم كلاماً طيباً مستنداً على الصلوات ليعطيك اللة حكمة فى كسبهم فتكون فى سلام مع من حولك .

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة: فى وقت الشدة يتركنى الجميع
اما انت وحدك تبقى معى
انت هو سندى و حصنى
ان سرت فى وادى ظل الموت فلا اخاف شرا
لأنك انت معى.


شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجلنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق