12 مارس 2012

الناموس كاشف الخطية


رومية 7 :7-13 

الناموس كاشف الخطية

    7 فماذا نقول.هل الناموس خطية.حاشا.بل لم اعرف الخطية الا بالناموس.فانني لم اعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته. 8 ولكن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية انشات في كل شهوة.لان بدون الناموس الخطية ميتة. 9 اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا.ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمت انا. 10 فوجدت الوصية التي للحياة هي نفسها لي للموت. 11 لان الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها وقتلتني. 12 اذا الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة. 13 فهل صار لي الصالح موتا.حاشا.بل الخطية.لكي تظهر خطية منشئة لي بالصالح موتا لكي تصير الخطية خاطئة جدا بالوصية

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع7-8
التبس الأمر على بعض الناس، فظنوا أن الناموس والخطية شئ واحد باعتبار أننا تحررنا من كليهما فى آن واحد بعد المسيح. وبالقطع ليس الناموس هو الخطية بل حاشا أن يكون هذا صحيحا، فالناموس عرفنى الخطايا بأنواعها وأشكالها ولكنه نهانى عنها. فالناموس قال لى لا تشته،ِ وبدلاً من أن أبتعد عن الشهوة وأفرح بوصية الله، إذ بى قد اشتهيت الخطية أكثر، عملاً بالمبدا النفسى القائل (الممنوع مرغوب).


لقد كشفت الوصية الخطية، فتعلقت النفس بها بدلا من أن تتركها؛ أى أن الوصية كشفت لى الشر فسعيت إليه وتعلقت به. وعبارة "بدون الناموس الخطية ميتة"، ليس معناها أن الخطية كانت غير موجودة، بل المعنى أن الإنسان قبل الناموس كان يصنع الخطية كشئ طبيعى فى سلوكه اليومى، غير عارف أن هذا السلوك خطية، أى ظن أن الخطية غير موجودة وكأنها ميتة، ثم جاء الناموس فكشف خطاياه.


وعدم تمييز الإنسان للخطية قبل الناموس سببه هو أن الإنسان عوج الضمير الذى كان يميز به الخطأ من الصواب، فاحتاج إلى الناموس لكى يرشده ويكشف له الخطية.


ع9-11
أكد القديس بولس كلامه بقوله أن الإنسان قبل الناموس مارس الخطية كشئ عادى، فكان يقتل ويشتم ويسرق ويغضب، وكان عائشا بالجسد، أى يعيش حياة جسدانية حيوانية غير روحية وراضيا بحاله هكذا. ولم يكن ناموس موسى قد جاء بعد ليكشف ويحسب عليه خطاياه، فلما جاءت الوصية بالناموس أدرك الإنسان ورطته وقال لنفسه، أنا هالك لا محالة وسأموت بسبب خطاياى.
وكلمة "عاشت الخطية" لا تعنى أنها كانت ميتة فعاشت، بل المعنى أن الإنسان استطاع أن يعرفها بالناموس، فكُشِفَت وصارت حية، وفى نفس الوقت ظهر خطأ الإنسان واستحقاقه للموت.


تخيل أنك ذهبت إلى شاطئ البحر في يوم مشرق جميل، وما إن غطست في الماء وأحسست بالانتعاش، حتى لاحظت راية ترفرف فوق السارية على الشاطئ : "ممنوع السباحة، فأسماك القرش تحوم في الماء". لقد ضاع عليك يومك، لكن هل هي غلطة الراية؟ هل تسخط على الناس الذين رفعوها؟ إن الشريعة تشبه هذه الراية. إنها لازمة، ويجب أن نكون لها من الشاكرين، ولكنها لا تخلصنا من أسماك القرش.


لقد خدعت الخطية الناس بإساءة استخدام الشريعة. عندما تقابلت حواء مع الحية في جنة عدن (تك 3)، خدعتها الحية بجذب انتباهها بعيدا عن الحرية الواسعة التي منحها لها الله، لتركز نظرها على القيد الوحيد الذي وضعه. ومنذ تلك اللحظة صرنا جميعا عصاة. فالخطية تبدو جميلة في نظرنا لأن الله قال عنها إنها سيئة. وبدلا من أن نعير تحذيراته انتباهنا، نتصرف وكأنه أمرنا بفعلها. وعندما نشعر بالعصيان، علينا أن ننتبه وننظر إلى الشريعة من منظور أوسع، في ضوء نعمة الله ورحمته، فإذا ركزنا على محبته العظيمة لنا، نستطيع أن ندرك لماذا يطلب منا أن نقيد سلوكنا، فهو لا ينهانا إلا عن أمور تؤدي في النهاية إلى ضررنا.


ع 12-13
الناموس مقدس وصالح وعادل لأنه كلمات خارجة من فم الله القدوس، والإنسان الحكيم يحب الناموس ويفهمه ويطبقه، ولكن الجاهل الذى يحور الوصايا لتوافق هواه، يخدع نفسه ويسقط فى الخطية والموت.... لا يمكن أن يُلام الناموس كسبب لسلوك الجاهل فى الشر ثم موته، مثلما لا يمكن أن يُلام القاضى ويوصف بالقاتل إذا حكم على مجرم بالموت. وبالتالى لا يمكن لصلاح الناموس أن يصير سبب موت، إلا لمن أراد لنفسه عدم طاعة الناموس وتحوير وصاياه.


فيا لخبث الشيطان؛ فهو يحرض على فعل الخطية، مستغلاً كل الفرص لإسقاط الإنسان، ولم يكتفِ بذلك، بل استغل حتى وصايا الله ليعمل دعاية للخطية ويعرفها للناس. وبذلك تصير الخطية شئ بغيض وخاطئ جدًا، لأنها لم تستحِ من وصية الله بل بالحرى استغلتها لصالحها.


+++  لعلك صديقى الآن قد أدركت أن الشيطان يريد أن يغويك بالخطية حتى عن طريق استغلال الوصية نفسها. لذلك إقرأ وافهم كتابك المقدس جيداً، متعمقاً فيه بدقة، فكم من أناس هلكوا عندما أساءوا فهم بعض الآيات أو فسروها بطريقة تطابق هواهم الشخصى، أو أخذوا بمبدأ الآية الواحدة دون محاولة معرفة ظروف كتابة كل آية، كيف ولمن قيلت، ودون حتى مقارنتها مع بقية نصوص الكتاب. وإن كنت خادماً أو أبا أو أما، فلا تتحدث بالتفصيل عن الخطايا لئلا تثير حواس مخدومك، ولا تتحدث عن أنواع جديدة من الخطايا لئلا تثير حب استطلاع المخدوم، فيسعى وراء هذه الخطايا الجديدة لاكتشافها وممارستها.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
يا رب ساعدني أن أثبت نظري فيك علي الدوام خاصة في وقت الظروف الصعبة  . ساعدني ان أفكر في قوتك ومعونتك وليس في قسوة الظروف وقوة الأعداء ومؤامراتهم 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق