3 مارس 2012

ثمار بر المسيح


رومية 1:5-11

ثمار بر المسيح

    1 فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح 2 الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله. 3 وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا 4 والصبر تزكية والتزكية رجاء 5 والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. 6 لان المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لاجل الفجار. 7 فانه بالجهد يموت احد لاجل بار.ربما لاجل الصالح يجسر احد ايضا ان يموت. 8 ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا. 9 فبالاولى كثيرا ونحن متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب. 10 لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته. 11 وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الان المصالحة

+++++++++++++++++++++++++++++++++++


ع1-2
تفتتح هذه الأعداد جزءا يتضمن بعض المفاهيم الصعبة، ولفهم الفصول التالية، علينا أن نحتفظ في أذهاننا بالحقيقة المزدوجة للحياة المسيحية فمن جانب نحن كاملون في المسيح (فقبولنا معه مضمون)، ومن الجانب الآخر نحن ننمو في المسيح (أي نصبح أكثر فأكثر مثله). وفي نفس الوقت لنا مقام ملوك وواجبات عبيد. إننا نشعر، في نفس الوقت، بحضور المسيح وبضغط الخطية. نستمتع بالسلام الذي لنا بالمصالحة مع الله، ومع ذلك نواجه يوميا مشاكل تعيننا على النمو. فإذا وضعنا نصب أعيننا هذين الجانبين للحياة المسيحية، فلن نفشل عندما نواجه التجارب والمشاكل، بل بالحري نتعلم الاتكال على القوة المتاحة لنا من المسيح الذي يحيا فينا بالروح القدس.  


عندما نلنا التبرير بالإيمان، والذى هو غفران الخطايا بالمعمودية، وبدء حياة القداسة بالروح القدس فى مسحة الميرون، أصبحنا فى حالة سلام مع الله، وهذا الصلح تم بربنا يسوع المسيح ... وبالمسيح أيضا "صار لنا الدخول". وكلمة صار تعنى أننا تحولنا من موقف الخاطئ المرفوض المطرود، إلى المبرر المحبوب المدعو للدخول إلى حظيرة المسيح بالإيمان، للتمتع بنعمة الفداء فالتبرير فالسلام. 


ع 3-5 
يخبرنا الرسول بولس عما سنصير إليه في المستقبل، ولكن إلى أن يأتي ذلك الوقت، يجب علينا أن نغلب، وهذا معناه أننا سنواجه صعابا تساعدنا على النمو، فالمتاعب التي سنجتاز فيها ستنمي صبرنا، الذي بدوره سيقوي شخصيتنا ويعمق اتكالنا على الله، ويمنحنا ثقة أعظم من جهة المستقبل. والأرجح أنك لابد أن تتعرض لامتحان صبرك على وجه ما كل يوم. اشكر الله لأجل هذه الفرص التي يتيحها لك النمو، وتعامل معها بقوته والذى يجعلنا نحتمل الضيقات هو أن الروح القدس المسكوب فى قلوبنا، يؤكد لنا على الدوام حب الله لنا، لذا لا نخشى أى شر.


+++ لا تنظر أيها الحبيب إلى مرارة الضيقة، بل إلى يد الله الحانية المتحكمة فى الضيقة، فلن يصيبك منها إلا ما هو لخيرك على الأرض، ولمجدك فى السماء.


ع 6-9 
يعلمنا المنطق البشرى أنه بالكاد قد يموت إنسان من أجل إنسان بار منشغل بالعبادة والتقوى، أو ربما يموت شخص من أجل إنسان صالح (وهو أكثر تفوقًا من الإنسان البار فى خدمته وأعماله الخيرة وبذله لنفسه من أجل الآخرين ) . لكن من ذا الذى يموت ويضحى بحياته من أجل فاجر، غير مستحق للحياة أصلاً؟!!


هنا يبين المسيح عظم محبته للبشر، عندما مات وهو البار من أجل خطاة مثلى ومثلك ... "ونحن مازلنا خاطئين"، هذه عبارة مذهلة! أرسل الله ابنه يسوع المسيح ليموت عوضا عنا، ليس لأننا كنا على درجة كافية من الصلاح، بل لأنه أحبنا بهذا المقدار. عندما تتنازعك مشاعر الشك في محبة الله لك، اذكر أنه أحبك قبل أن تتجه أنت إليه.


+++ إن المحبة التي جعلت المسيح يموت، هي نفس المحبة التي ترسل الروح القدس ليحيا فينا ويباركنا كل يوم، فالقوة التي أقامت المسيح من الأموات هي نفسها القوة التي خلصتنا، وهي نفسها القوة المتاحة لك في حياتك اليومية. فثق أنك، وقد بدأت حياتك مع المسيح، لك ذخيرة من القوة والمحبة تستمد منها ما يعينك على مواجهة تحديات وتجارب كل يوم. وكما تستطيع أن تصلي طلبا للغفران، تستطيع أن تصلي ملتمسا من الله أن يمنحك ما أنت في حاجة إليه من قوته ومحبته.


ع 10-11 
هنا يصل بنا القديس بولس إلى فكرة منطقية، وهى أنه بما أن المسيح عندما كان ميتًا بالجسد كان سبب صلحنا مع الآب نحن الخطاة، فبالأولى بعدما نلنا الصلح، ننال الخلاص بالنمو فى محبته والالتصاق به.
( نخلص بحياته): يكشف القديس بولس عن جزء هام من عمل الخلاص، وهو حياة السيد المسيح نفسه وتشمل:
- حياته بالجسد التى عاشها فى الأرض، والتى فيها أكمل كل بر عنا، فصار مرضيًا  للآب نيابة عن بشريتنا، كما صار لنا مثالا لنتبعه.
- حياته فى جسدنا، فعندما نتناول من جسده ودمه الأقدسين، يثبت فينا ونحن فيه. 
وعندئذ يعمل فينا وبنا أعمالا حسنة مرضية للآب، تكون سبب خلاص لنا.


 هكذا نفرح ونفتخر بمصالحتنا مع الله، المدبر لحظة خلاص البشرية من خلال ابنه الذى بذله لأجلنا. وهنا يلفت القديس بولس نظرنا إلى أن الخلاص ليس عمل الابن فقط، بل هو من تدبير الآب أيضا، لنفرح ونفتخر بالآب والابن.


++++ إن كنت يا أخى قد اصطلحت مع الله، فاستغل محبته بأن تقيم علاقة قوية معه، فتهتم بصلواتك وتأملاتك فى كلامه والذهاب إلى بيته (الكنيسة) ، لتثبت علاقتك به، بل وتختبر أعماق جديدة من محبته. وليكن لك طموح متجدد كل يوم نحو الله.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : 
عندما أجلس الي نفسي أتذكر حضورك أيها الأب في وقت ضيقي وشدتي . أنت قريب دائما لمن يدعوك ... انت تنتظر ان نفتح لك قولبنا فتدخل وتتعشي معنا. 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق