26 مارس 2012

لا دينونة للسالكين حسب الروح


رومية 8: 1- 11 


لا دينونة للسالكين حسب الروح

 1 اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. 2 لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت. 3 لانه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية ولاجل الخطية دان الخطية في الجسد 4 لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. 5 فان الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون ولكن الذين حسب الروح فبما للروح

. 6 لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. 7 لان اهتمام الجسد هو عداوة لله اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع. 8 فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله. 9 واما انتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم.ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له. 10  وان كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية واما الروح فحياة بسبب البر. 11 وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم.  

+++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع1-2


ها قد وصلنا مع القديس بولس إلى قدس أقداس الرسالة، وهو أن المتحدين بالمسيح يسوع قد أُنقِذوا من الدينونة وفتح لهم أخيرا باب الفردوس، بشرط سلوكهم سلوك روحى، خاضعين لوصايا المسيح وغير منقادين وراء الشهوات والأهواء الجسدانية ... شكرا لله لأنه قد أعلن براءتنا ومنحنا الحرية من الخطية، كما منحنا القدرة على فعل مشيئته.


لماذا لا توجد دينونة على أولاد العهد الجديد؟
لأن الناموس الجديد الروحى المؤدى إلى الحياة الأبدية لهؤلاء المتحدين بالمسيح قد حررهم من سلطان الخطية أى ناموسها عليهم، وبالتالى حررهم من الموت كأجرة للخطية. وكيف ذلك؟


بالمسيح الذى لم يكتفِ بالوصايا والتعاليم، بل أعطاهم الروح القدس الذى به يستطيعون أن ينفذوا تلك الوصايا وينتصروا على الخطية.
لاحظ أيها الحبيب أن بولس الرسول ذكر كلمة الروح فى هذا الأصحاح 20 مرة، فى مقابل ذكره كلمة أنا المغلوب 20 مرة فى الأصحاح السابق، ليبرز عجز الأنا فى مقابل الانتصار بالروح فى هذا الإصحاح.


ع3 
عاجزا عنه: عاجزا عن مساندة الإنسان لتنفيذ الوصية.
ضعيفا بالجسد: أى الجسد الضعيف أمام الخطية ومائلا إليها.
شبه جسد الخطية: تجسد المسيح بجسد إنسانى كامل ولكن غير مائل للخطية، لذا يسميه "شبه" لأنه نقى وغير مائل للخطية.
لأجل الخطية: لينتصر على الخطية ولا يسقط فيها.
دان الخطية: أظهر شرها، فقد استعبدت الإنسان طوال العهد القديم، أما الآن فبتجسد المسيح ينال الطبيعة الجديدة فى سر المعمودية، فيميل للخير ويرفض الشر.


أظهر الناموس الصلاح، ولكن عجز عن مساعدة الجسد المائل للشر، فكان الإنسان يفعل الشر. ولكن عندما تجسد المسيح ليحررنا من الخطية، أعطانا طبيعة جديدة مائلة للخير، فأظهر خطأ الخطية وشرها وأصبح الإنسان لا يريدها ما دام ملتصقا بالله.


ع4-8 
يقسم الرسول بولس الناس إلى قسمين : الذين يتركون أنفسهم لتتسلط عليهم طبائعهم الدنيا، والذين ينقادون بالروح القدس. ولو لم يفتح لنا الرب يسوع طريق النجاة، لكنا جميعا من القسم الأول، لكن حيث إننا تجاوبنا مرة مع المسيح، فعلينا أن نواصل السير وراءه، لأن طريقه تؤدي إلى الحياة والسلام. يجب علينا، بكامل إرادتنا، أن نختار تركيز حياتنا في الله. 


ما يطلبه الجسد متنافى مع ما يطلبه الروح، والمبدأ الذى وضعه هنا القديس بولس واضح، أن من ركَّز كل اهتماماته على جسده فقد خرج من دائرة الله إلى دائرة العالم المعادية لله، ولا يستطيع أن يخضع لناموس الله حتى إن أراد، لأن جسده المدلل يجذبه للشهوات المختلفة، مانعاً إياه من تنفيذ الوصايا المرضية لله. فكيف للجسد المتراخى أن يسهر فى الصلاة، وكيف للجسد المتخم بالأطعمة أن يصوم، وكيف للذات المتضخمة أن تتضع، وكيف للزانى أن يحيا حياة القداسة؟


ع 9 – 10 
أما إن كان روح الله ساكناً وحياً فينا، فلا يقال عنا أننا جسدانيون بل روحيون، نعيش فى العالم ولا يعش فينا، كأننا زوار غرباء عنه، نستعمل من العالم ما هو ضرورى فقط لحياتنا بقناعة ورضا دون طمع وتعظم معيشة.


إذا هذه الآيات السابقة كلها تدل على أن المعمودية لا تكفى وحدها لخلاصنا، ما لم نمارس حياة لائقة بهذه العطية بعد نوالها. والذى ليس له حب واقتناع بطريق المسيح، وغير خاضع للروح القدس، معطلا عمله وكأنه ليس له روح المسيح فى داخله، فهذا لا سلام له ولن تكون له حياة أبدية.


إن سلكنا بالروح واتحدنا بالمسيح، ففى نهاية حياتنا على الأرض سيخضع الجسد للموت الطبيعى كنتيجة للخطية الأصلية، أما الروح فستكون لها حياة أبدية بسبب حياة البر التى عشناها بمساندة الروح القدس الساكن فينا. وكذلك عندما يتحد المسيح بنا، يموت الجسد عن الخطية، أى يرفضها ويتنافر معها، أما الروح التى يعمل فيها المسيح فتحيا للبر بنعمة الروح القدس.


ع11 
الروح الذى أقام يسوع : الروح القدس ، الذى أقام المسيح: الله الآب ، سيحيى أجسادكم المائته : إن كان الجسد لابد أن يموت، لكنه سيقوم فى اليوم الأخير بشكل جديد روحانى يتحد بالروح ليتمجد معها ، روحه الساكن فيكم : الروح القدس. 


إذًا فالله قادر أن يقيم أجسادنا فى اليوم الأخير، ليتمتع كل من الجسد والروح (الجسد الروحانى المقام) بملكوت السماوات مع المسيح.


++++  هذه الآية تعطى أيضا رجاء لكل نفس، بأن المسيح قادر أن يقيمها من سقطات الخطية مهما كانت بشعة، إن أرادت التوبة وأصرت على الجهاد.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة: يا ربنا يسوع أعنا دائما علي الرجوع الي الحق والثبات فيه . نشكرك  لأنك اشتريتنا بدمك الغالي الثمين لك كل مجد وكرامة من الآن والي الابد امين .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق