20 فبراير 2011

اهرب لحياتك

+
تك 39 : 1-23
اهرب لحياتك



1 واما يوسف فانزل الى مصر واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط رجل مصري من يد الاسمعيليين الذين انزلوه الى هناك. 2 وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا.وكان في بيت سيده المصري 3 وراى سيده ان الرب معه وان كل ما يصنع كان الرب ينحجه بيده. 4 فوجد يوسف نعمة في عينيه وخدمه.فوكله على بيته ودفع الى يده كل ما كان له. 5 وكان من حين وكله على بيته وعلى كل ما كان له ان الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف.وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل. 6 فترك كل ما كان له في يد يوسف.ولم يكن معه يعرف شيئا الا الخبز الذي ياكل.وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر

7 وحدث بعد هذه الامور ان امراة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي. 8 فابى وقال لامراة سيده هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ما له قد دفعه الى يدي. 9 ليس هو في هذا البيت اعظم مني.ولم يمسك عني شيئا غيرك لانك امراته.فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله. 10 وكان اذ كلمت يوسف يوما فيوما انه لم يسمع لها ان يضطجع بجانبها ليكون معها 11 ثم حدث نحو هذا الوقت انه دخل البيت ليعمل عمله ولم يكن انسان من اهل البيت هناك في البيت. 12 فامسكته بثوبه قائلة اضطجع معي.فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج الى خارج. 13 وكان لما رات انه ترك ثوبه في يدها وهرب الى خارج 14 انها نادت اهل بيتها وكلمتهم قائلة انظروا.قد جاء الينا برجل عبراني ليداعبنا.دخل الي ليضطجع معي فصرخت بصوت عظيم. 15 وكان لما سمع اني رفعت صوتي وصرخت انه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج الى خارج

16 فوضعت ثوبه بجانبها حتى جاء سيده الى بيته. 17 فكلمته بمثل هذا الكلام قائلة دخل الي العبد العبراني الذي جئت به الينا ليداعبني. 18 وكان لما رفعت صوتي وصرخت انه ترك ثوبه بجانبي وهرب الى خارج 19 فكان لما سمع سيده كلام امراته الذي كلمته به قائلة بحسب هذا الكلام صنع بي عبدك ان غضبه حمي.

20 فاخذ يوسف سيده ووضعه في بيت السجن المكان الذي كان اسرى الملك محبوسين فيه.وكان هناك في بيت السجن 21 ولكن الرب كان مع يوسف وبسط اليه لطفا وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن. 22 فدفع رئيس بيت السجن الى يد يوسف جميع الاسرى الذين في بيت السجن.وكل ما كانوا يعملون هناك كان هو العامل. 23 ولم يكن رئيس بيت السجن ينظر شيئا البتة مما في يده.لان الرب كان معه ومهما صنع كان الرب ينجحه

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

لم نسمع عن يوسف وهو في بيت أبيه يعقوب أن البيت تبارك بسببه ولا قيل: "كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحًا"، ليس لأن يوسف لم يكن "بركة" في بيت أبيه ولا لأنه لم يكن ناجحًا... لكنه إذ كان مدللاً في أحضان أبيه يتمتع بالقميص الملون دون أخوته لم يكن محتاجًا إلى كلمة تشجيع... أما وقد بيع كعبد في أرض غريبة وحرم من كل عاطفة أسرية أعلن الوحي أن الرب نفسه كان معه يهبه النجاح ويعطيه نعمة في عيني سيده..

كان يمكن ليوسف كسجين وعبد أن يرى موقفه ميئوسا منه، ومع ذلك كان يبذل أقصى جهده في القيام بأي عمل صغير يسند إليه. وسرعان ما ظهر لسيده اجتهاده وموقفه الإيجابي فرقاه وجعله مديرا لبيته. فهل تجد نفسك في مأزق ميئوس منه، في العمل أو في البيت أو في المدرسة؟ فاتبع مثال يوسف ببذل أقصى الجهد في كل عمل صغير. واذكر كيف حول الله موقف يوسف إلى النقيض تماما، والرب سيرى جهودك ويمكنه أن يعكس الظروف الصعبة.
+++يتجلى عمل الله معك فى الضيقة . فعندما كان يعقوب هارباً من عيسو رأى السلم الواصل الى السماء , و عندما طارده لابان ظهر له الله , و عندما بيع يوسف عبداً أعطاه الله نجاحاً أكثر من كل ممن حولة . فلا تنزعج من الضيقات بل أطلب معونة الله فيشعرك بوجوده معك و يفرحك و يحول الضيقة الى بركة.
+++ قبل يوسف أن يعمل عبداً بأمانة و لم يتذمر مع أن أباه و أجداده أغنياء و لهم مقام كبير. فأقبل الظروف الصعبة والأعمال الوضيعة من أجل الله و أعلم أن العظمة فى داخلك و ليست فى مظهرك فقوتك نابعة من سكنى الله فيك.

لقد نجح يوسف في تجربته التي نصبها له العدو خلال امرأة سيده لا من أجل شهامة إنسانية ولا من أجل تربية نشأ عليها وإنما بالأكثر من أجل حب الرب الذي ملأ قلبه. هذا ما أكده القديس يوحنا الذهبي الفم حين قارن يوسف وامرأة فوطيفار ففي حديثه معها لم يتفوه بكلمة أنها تزني، بل في إتضاع ذكرها بأنها سيدته، وأنها امرأة سيده... كما يعلن عن إكرامها له فكيف يرد إكرامها بهذه الخيانة؟!

حتى في السجن لم يشهر بها ولا انتقم منها حين سلمه فرعون كل شيء! وعلى العكس كانت امرأة فوطيفار
فقد فشلت امرأة فوطيفار في إغواء يوسف الذي قاوم هذه التجربة قائلا : "كيف أقترف هذا الشر العظيم وأخطيء إلى الله؟" فلم يقل يوسف لسيدته : "إن في هذا أذية لك!" أو "إنني أخطيء ضد فوطيفار"، أو "أخطيء إلى نفسي". فتحت الضغوط يسهل علينا تقديم مثل هذه الأعذار والتبريرات. اذكر أن الخطية ليست محصورة بين طرفين متفقين، بل هي فعل عصيان ضد الله.

تجنب يوسف امرأة فوطيفار بقدر ما استطاع، ورفض عروضها، وأخيرا هرب منها. وأحيانا يكون مجرد محاولة تجنب التجربة غير كاف، بل يجب أن نتحول ونهرب، وبخاصة عندما تكون التجارب أقوى منا.
+++إن كنت ترى الله دائماً أمام عينيك فسيمنعك هذا من أى خطية لأنك إن شعرت بوجوده ستخافه و تخضع له, و إن اخطأت بالفعل تسرع لتتوب عند قدميه فيسامحك و يرفعك و يحصنك بقوته.

كان يوسف يعرف ثمن هروبه: العري والفضيحة والافتراء عليه والسجن وربما الموت، لكنه قبل هذا كله ثمنًا لعلاقته مع الله وطهارته. بهذا صار يوسف الشاب مثلاً حيًا للطهارة.
+++إهرب لحياتك من الشر مهما كان الثمن فخلاص نفسك أهم من أى خسارة.. لا تكترث بكلام الناس واحفظ نفسك طاهراً حتى لو كنت متهماً بأفظع الجرائم و بهذا تحتفظ برضا الله عنك.

لقد نجح يوسف في بيت أبيه كابن محب لمبغضيه فدخل به الرب إلى العبودية ليعلن نجاحه كعبد غريب، وإذ نجح في عبوديته وزينها بفضائل دخل به إلى السجن ليتمجد الله فيه وسط المجرمين. لقد أعطاه الرب نعمة في عيني رئيس بيت السجن فسلمه كل شيء؛ وإذا بالرب معه "ومهما صنع كان الرب ينجحه".
وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [هكذا هي طرق الله في التدبير، أن الأمور التي تضرنا هي بعينها التي تنفعنا. هذا ما حدث مع يوسف].
+++لا تحكم على الأمور بتعجل خاصة إن كنت ساقطاً فى الغضب , لأن غضبك يفقدك الكثير من حكمتك و فهمك... تريث و لو قليلاً حتى تهدأ و اطلب معونة الله فيسندك و يرشدك.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة: هب لى يارب أن أحيا أميناً فى القليل كما فى الكثير أصير أميناً لا من أجل الناس و لا من أجل المكافأة و أنما من اجلك ايها الأمين لأتحد بك ايها الأمين فى وعودك لأسمع صوتك الإلهى : " كنت أميناً فى القليل فأقيمك على الكثير"
آمين

+++

صلوا من أجل الخدمة وإستمرارها

يسعدنا مشاركتكم بتأملاتكم الشخصية وأرائكم وإقتراحاتكم من هنا
قم بدعوة اصدقاءك لكى يتمتعوا معك بكلمة الله من هنا

+++

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق