18 يناير 2011

معاهدة صلح

+
تك 31: 43-55
معاهدة صلح بين لابان و يعقوب 


٤٣‏فَأَجَابَ لاَبَانُ وَقَالَ لِيَعقُوبَ: "الْبَنَاتُ بَنَاتِي، وَالْبَنُونَ بَنِيَّ، وَالْغَنَمُ غَنَمِي، وَكُلُّ مَا أَنْتَ تَرَى فَهُوَ لِي. فَبَنَاتِي مَاذَا أَصْنَعُ بِهِنَّ الْيَوْمَ أَوْ بِأَوْلاَدِهِنَّ الَّذِينَ وَلَدْنَ؟٤٤‏فَالآنَ هَلُمَّ نَقْطَعْ عَهْدًا أَنَا وَأَنْتَ، فَيَكُونُ شَاهِدًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ".٤٥‏فَأَخَذَ يَعْقُوبُ حَجَرًا وَأَوْقَفَهُ عَمُودًا،٤٦‏وَقَالَ يَعْقُوبُ لإِخْوَتِهِ: "الْتَقِطُوا حِجَارَةً". فَأَخَذُوا حِجَارَةً وَعَمِلُوا رُجْمَةً وَأَكَلُوا هُنَاكَ عَلَى الرُّجْمَةِ. ٤٧‏وَدَعَاهَا لاَبَانُ "يَجَرْ سَهْدُوثَا" وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا "جَلْعِيدَ".

٤٨‏وَقَالَ لاَبَانُ: "هذِهِ الرُّجْمَةُ هِيَ شَاهِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ الْيَوْمَ". لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا "جَلْعِيدَ".٤٩‏وَ "الْمِصْفَاةَ"، لأَنَّهُ قَالَ: "لِيُرَاقِبِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِينَمَا نَتَوَارَى بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ. ٥٠‏إِنَّكَ لاَ تُذِلُّ بَنَاتِي، وَلاَ تَأْخُذُ نِسَاءً عَلَى بَنَاتِي. لَيْسَ إِنْسَانٌ مَعَنَا. اُنْظُرْ، اَللهُ شَاهِدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ".٥١‏وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: "هُوَذَا هذِهِ الرُّجْمَةُ، وَهُوَذَا الْعَمُودُ الَّذِي وَضَعْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. ٥٢‏شَاهِدَةٌ هذِهِ الرُّجْمَةُ وَشَاهِدٌ الْعَمُودُ أَنِّي لاَ أَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ إِلَيْكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ وَهذَا الْعَمُودَ إِلَيَّ لِلشَّرِّ. ٥٣‏إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَآلِهَةُ نَاحُورَ، آلِهَةُ أَبِيهِمَا، يَقْضُونَ بَيْنَنَا". وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ. ٥٤‏وَذَبَحَ يَعْقُوبُ ذَبِيحَةً فِي الْجَبَلِ وَدَعَا إِخْوَتَهُ لِيَأْكُلُوا طَعَامًا، فَأَكَلُوا طَعَامًا وَبَاتُوا فِي الْجَبَلِ.

 ٥٥‏ثُمَّ بَكَّرَ لاَبَانُ صَبَاحًا وَقَبَّلَ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَبَارَكَهُمْ وَمَضَى. وَرَجَعَ لاَبَانُ إِلَى مَكَانِهِ.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

رأى لابان أنه من الحكمة أن يقيم عهدًا مع يعقوب صهره حتى لا يسئ أحدهما إلى الآخر، وقد أقام يعقوب عمودًا، ثم عملوا رجمة (كومة) من الحجارة ليأكلوا عليها وليمة مصالحة، ويكون العمود والرجمة شهادة وتذكارًا للميثاق الذي قطعاه. دعى لابان الرجمة بالسريانية يجرسهدوثا، ويعقوب بالعبرية جلعيد، وكلا التعبيرين يعنيان "رجمة الشهادة"، كما دعيت بالعبرية مصفاة بمعنى "برج المراقبة"، كأن الله يكون رقيبًا عليهما.
+++ ما أجمل التصالح بينك و بين جميع الناس . فاسع إليه مهما كانت اساءات الآخرين لتحتفظ بسلامك و تنطلق الى هدفك الذى هو محبة الله و تتفرغ لكل عمل ايجابى.

إن كان يعقوب ولابان قد أقاما عمودًا ورجمة كشهادة للصلح وأكلا هناك معًا علامة السلام، أي اشتركا معًا في خبزة واحدة كما في دم واحد، فإن هذا العمود يشير إلى صليب ربنا يسوع الذي ارتفع على جبل الجلجثة مقدمًا جسده ودمه ذبيحة حب لنا. صالحنا السيد المسيح مع الله أبيه في جسده ببذله عنا وتقديمه طعام حب فائق، قادر أن يرفعنا إلى الإتحاد مع الله الآب بالثبوت فيه! ويبقى الصليب وتبقى جراحات الرب ويبقى جسده ودمه الأقدسين شهادة حق لهذه المصالحة على مستوى أبدي، وعلامة الميثاق الجديد الذي صار لنا الذي ندعوه "بالعهد الجديد" هذا العهد قبلناه ونلتزم به .

في نهاية الموقف رجع لابان إلى مكانه، وذهب يعقوب في طريقه... لقد وضع لابان قلبه في حاران، ووضع يعقوب قلبه في أرض الموعد، فأعطى الله لكل واحد سؤال قلبه، الله لا يحابي إنسانًا، من وضع قلبه في التراب يسمع الصوت الإلهي: "لأنك تراب وإلى التراب تعود" (تك ٣: ١٩)، أو "لأنك أرض وإلى الأرض تعود"، أما من وضع قلبه في السماء فيسمع الصوت الإلهي: "لأنك سماء وإلى السماء تعود". إنه يعطينا حسبما يشتهي القلب وأينما ينطلق، فإن انحدر هابطًا إلى الزمنيات تحولت حياتنا إلى الفساد الزمني، وإن أنطلق مرتفعًا نحو السماء تتحول حياتنا كلها إلى السمويات!

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة:
يا رب نحن نعلم ان هذا العالم ليس موطننا الأصلى بل هو نهر يجب علينا ان نعبره حتى نصل الى موطن قلوبنا و روحنا ...
وهو جبل شاهق لا نرى نهايته لكن علينا ان نتسلقه حتى نصل الى موطنا الأصلى  و هى الأرض التى وعدتنا بها التى يوجد بها ما لم تره عين و لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر...
من فضلك يا رب لا تؤدبنا بغضبك بل اصنع معنا رحمة وساعدنا فى عبور هذا العالم بنجاح حتى نتمكن من التمتع بك فى حياتنا الأبدية...آمين
+++

شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
 
صلوا من أجل الخدمة واستمرارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق