11 سبتمبر 2010

نشيد النصرة

صموئيل الثاني 22 : 1- 22

نشيد النصرة

1 وكلم داود الرب بكلام هذا النشيد في اليوم الذي انقذه فيه الرب من ايدي كل اعدائه ومن يد شاول 2 فقال.الرب صخرتي وحصني ومنقذي 3 اله صخرتي به احتمي.ترسي وقرن خلاصي.ملجاي ومناصي.مخلصي من الظلم تخلصني. 4 ادعو الرب الحميد فاتخلص من اعدائي. 5 لان امواج الموت اكتنفتني.سيول الهلاك افزعتني. 6 حبال الهاوية احاطت بي.شرك الموت اصابتني. 7 في ضيقي دعوت الرب والى الهي صرخت فسمع من هيكله صوتي وصراخي دخل اذنيه. 8 فارتجت الارض وارتعشت.اسس السموات ارتعدت وارتجت لانه غضب. 9 صعد دخان من انفه ونار من فمه اكلت.جمر اشتعلت منه. 10 طاطا السموات ونزل وضباب تحت رجليه

. 11 ركب على كروب وطار ورئي على اجنحة الريح. 12 جعل الظلمة حوله مظلات مياها حاشكة وظلام الغمام. 13 من الشعاع قدامه اشتعلت جمر نار. 14 ارعد الرب من السموات والعلي اعطى صوته. 15 ارسل سهاما فشتتهم برقا فازعجهم. 16 فظهرت اعماق البحر وانكشفت اسس المسكونة من زجر الرب من نسمة ريح انفه. 17 ارسل من العلى فاخذني.نشلني من مياه كثيرة. 18 انقذني من عدوي القوي.من مبغضي لانهم اقوى مني. 19 اصابوني في يوم بليتي وكان الرب سندي. 20 اخرجني الى الرحب.خلصني لانه سر بي. 21 يكافئني الرب حسب بري.حسب طهارة يدي يرد علي. 22 لاني حفظت طرق الرب ولم اعص الهي.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

يبدو أن داود النبي كان يُكرر هذا النشيد مع غيره من أناشيد أو مزامير النصرة في كل غلبة، إذ قيل: "وكلم داود الرب بكلام هذا النشيد في اليوم الذي أنقذه فيه الرب من أيدي كل أعدائه ومن يد شاول فقال..." [1-2].

( ع 2 – 4 الرب صخرتي )
إن كانت الحية القديمة – إبليس – هي العدو الحقيقي الذي يود أن يفترسنا، فإن الحية لا تقدر أن تتسلق الصخرة الملساء، لهذا يقدم السيد المسيح ربنا نفسه صخرة به نرتفع فلا تقدر الحية أن تقترب إلينا. لهذا فهو "الصخرة" (1 كو 10: 4)، فيه نتحصن وبه نخلص من العدو ... أنت المدافع عني، فإني لا أعتمد على ذاتي متعاليًا

++ليتنا ــ بدلا من ان نضطرب و نقلق اذا لحق بنا شر ــ نلجأ للصلاة رافعين الأيادى طالبين ان ينجينا الرب و يخلصنا من التجربة متمسكين بوعوده , و الرب قريب و لن يتواني و ان لم يرفع التجربة عنا , يكفينا وجودة معنا فى عمق التجربة كما فعل مع الثلاث فتية فى اتون النار.

( ع 5 – 7 أمواج الموت اكتنفتني )
في ضيقي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت فسمع من هيكله صوتي وصراخي دخل أذنيه" [5-7].

يتصاغر داود جدًا أمام ما حلَّ به من ضيقات مُرّة كادت تقتله، فحسب نفسه كمن حاصرته الأمواج وحطمت طاقته، وكمن جرفته السيول، وأحاطت به جبال شامخة أغلقت حوله طرق الخلاص، وصار كفريسة في شباك الموت... لكنه لم يكن بلا معين، إذ سمع له الله الساكن في هيكل قدسه وأمال بأذنيه إلى صراخه كصديق شخصي!

الموت هنا ليس انفصال النفس عن الجسد وإنما موت النفس ذاتها. لذا تصرخ النفس إلى الله بكلمات وصرخات داخلية ليسمعها الله نفسه لا البشر، تبلغ إليه من أعماق النفس كقدس وهيكل الله.

++اذا واجهت الضيقات , اسرع الى الكنيسة امك فتجد فى أحضانها الراحة و القوة عندما تتغذى بجسد الرب و دمه فتشعر بطمأنينة مهما احاطت بك المشاكل

( ع 8 – 16 طأطأ السموات ونزل )
مقاومة شاول وغيره من الأعداء لداود كانت مجالاً رائعًا خلاله تلَّمس داود حب الله الفائق، بل وتعرَّف على الله أكثر فأكثر. خلال الضيق يتجلى الله بحبه في حياة الإنسان ليجده الأب المحب والمخلص.

خلال مقاومة الأعداء شاهد داود بروح النبوة ما حل بالإنسان من هلاك بحسد إبليس وكيف نزل الله الكلمة ذاته من السماء ليعلن حبه الناري نحو البشر، الأمر الذي أدهش المسكونة كلها: السماء والأرض. يقول: "فارتجت الأرض وارتعشت. أسس السموات ارتعدت وارتجت لأنه غضب" [8]. لقد غضب لما فعلته الخطية بحياة الإنسان وبطبيعته وذلك بحسد إبليس، فارتجت الأرض وارتعدت السموات أمام هذا الحب الفائق، إذ "طأطأ السموات ونزل"

نشيد النصرة يدور في جوهره حول عمل الله الخلاصي: كلمة الله يطأطئ السماء بتجسده لينزل إلينا، مشرقًا كشمس البر على الجالسين في الظلمة. أمامه يرتعد كل ما هو زمني فينا لتقديس سمواتنا الداخلية (النفس) وأرضنا (الجسد)، مبددًا ظلمة الجهل التي حلت فينا. ركب على السحاب كما على كاروب وصعد ليحملنا إليه ويجلسنا معه في السمويات. أرسل تلاميذه ورسله كسهام، تنفذ كرازتهم الإنجيليه إلى القلوب، وتبرق فيها بنور المعرفة فيهتز كل شر فيها وتقوم مملكة الرب داخلها.

++هكذا فعل ربنا يسوع المسيح , اخلي ذاته و اخذ صورة عبد و نزل من علوه ليخلص جنس البشر , و هو مستعد كل يوم ان يسرع اليك لينقذك من ضيقاتك , فثق انه اقرب مما يكون اليك فى وقت الضيقة , و تشعر بذلك عندما تطلبه و تلح اليه.

++ان كنا بالعقل ندرك وجود الله , فلا يسعفن العقل لمعرفة ذات الله , فلنكمل بالأيمان ما لا يسعفن به العقل و لا نرتئى فوق لا ينبغى ان نرتئي.

++ حين تشتد التجربة علينا يليق بنا ان نتذكر سابق اعمال الله الرحيمة العديدة معنا فتطمئن نفوسنا و تهدأ مقرين ان من أخرجنا من التجارب السابقة بأمان هو نفسه القادر ان ينشلنا من التجربة الحالية.

( ع 17 – 21 تحقيق الخلاص )
يعلن داود النبي في نشيد النصرة غاية نزول الرب من السماء أو تجسده، ألا وهي خلاص الإنسان من الضيق والارتفاع به إلى رحب السماء، إلى حضن الآب:
"أرسل من العُلى فأخذني، نشلني من مياه كثيرة. أنقذني من عدوي القوي... أخرجني إلى الرحب" [17-20].
إن كنيسة العهد الجديد قد انتُشلت من مياه كثيرة، من وسط الأمم لتخلص من الضيق الداخلي وتنعم بالحياة السماوية .

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة: انت غناى ايها الحب المشبع قلبى
انت تسبحتى و فرحى يا شهوة قلبى
لأقتنيك و لا اطلب شيئا
لأحملك فى داخلى يا مالىء السموات و الارض

شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من اجلنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق