5 سبتمبر 2010

أحبوا أعدائكم

صموئيل الثاني 19: 1-23

أحبوا أعدائكم

1 فاخبر يواب هوذا الملك يبكي وينوح على ابشالوم. 2 فصارت الغلبة في ذلك اليوم مناحة عند جميع الشعب لان الشعب سمعوا في ذلك اليوم من يقول ان الملك قد تاسف على ابنه. 3 وتسلل الشعب في ذلك اليوم للدخول الى المدينة كما يتسلل القوم الخجلون عندما يهربون في القتال. 4 وستر الملك وجهه وصرخ الملك بصوت عظيم يا ابني ابشالوم يا ابشالوم ابني يا ابني. 5 فدخل يواب الى الملك الى البيت وقال قد اخزيت اليوم وجوه جميع عبيدك منقذي نفسك اليوم وانفس بنيك وبناتك وانفس نسائك وانفس سراريك 6 بمحبتك لمبغضيك وبغضك لمحبيك.لانك اظهرت اليوم انه ليس لك رؤساء ولا عبيد لاني علمت اليوم انه لو كان ابشالوم حيا وكلنا اليوم موتى لحسن حينئذ الامر في عينيك

. 7 فالان قم واخرج وطيب قلوب عبيدك.لاني قد اقسمت بالرب انه ان لم تخرج لا يبيت احد معك هذه الليلة ويكون ذلك اشر عليك من كل شر اصابك منذ صباك الى الان. 8 فقام الملك وجلس في الباب.فاخبروا جميع الشعب قائلين هوذا الملك جالس في الباب.فاتى جميع الشعب امام الملك.واما اسرائيل فهربوا كل واحد الى خيمته 9 وكان جميع الشعب في خصام في جميع اسباط اسرائيل قائلين ان الملك قد انقذنا من يد اعدائنا وهو نجانا من يد الفلسطينيين.والان قد هرب من الارض لاجل ابشالوم 10 وابشالوم الذي مسحناه علينا قد مات في الحرب.فالان لماذا انتم ساكتون عن ارجاع الملك. 11 وارسل الملك داود الى صادوق وابياثار الكاهنين قائلا كلما شيوخ يهوذا قائلين لماذا تكونون اخرين في ارجاع الملك الى بيته وقد اتى كلام جميع اسرائيل الى الملك في بيته. 12 انتم اخوتي انتم عظمي ولحمي.فلماذا تكونون اخرين في ارجاع الملك. 13 وتقولان لعماسا.اما انت عظمي ولحمي.هكذا يفعل بي الله وهكذا يزيد ان كنت لا تصير رئيس جيش عندي كل الايام بدل يواب. 14 فاستمال بقلوب جميع رجال يهوذا كرجل واحد فارسلوا الى الملك قائلين ارجع انت وجميع عبيدك

. 15 فرجع الملك واتى الى الاردن واتى يهوذا الى الجلجال سائرا لملاقاة الملك ليعبر الملك الاردن. 16 فبادر شمعي بن جيرا البنياميني الذي من بحوريم ونزل مع رجال يهوذا للقاء الملك داود 17 ومعه الف رجل من بنيامين وصيبا غلام بيت شاول وبنوه الخمسة عشر وعبيده العشرون معه فخاضوا الاردن امام الملك. 18 وعبر القارب لتعبير بيت الملك ولعمل ما يحسن في عينيه.وسقط شمعي بن جيرا امام الملك عندما عبر الاردن 19 وقال للملك.لا يحسب لي سيدي اثما ولا تذكر ما افترى به عبدك يوم خروج سيدي الملك من اورشليم حتى يضع الملك ذلك في قلبه. 20 لان عبدك يعلم اني قد اخطات وهانذا قد جئت اليوم اول كل بيت يوسف ونزلت للقاء سيدي الملك. 21 فاجاب ابيشاي ابن صروية وقال الا يقتل شمعي لاجل هذا لانه سب مسيح الرب. 22 فقال داود ما لي ولكم يا بني صروية حتى تكونوا لي اليوم مقاومين.اليوم يقتل احد في اسرائيل.افما علمت اني اليوم ملك على اسرائيل. 23 ثم قال الملك لشمعي لا تموت.وحلف له الملك.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

( ع 1- 8 يوآب يخرج داود من حزنه )
اعتبر يوآب حزن داود المفرط على ابنه العاق أبشالوم إهانة للشعب الذين خاطروا بحياتهم في الحرب من أجله، لهذا دخل يوآب إلى الملك و تحدث معه بكلمات جارحة و لكنه بالغ في الحديث عندما ذكر أن داود أحب مبغضيه لأنه لو انتصر أبشالوم لقتل داود وبنيه ونساءه ورجاله خاصة الجبابرة كيوآب، لكن داود لم يبغض محبيه كما ادعى يوآب.

في جسارة طلب يوآب من الملك قائلاً: "قم واخرج وطيب قلوب عبيدك" [ع7]. لقد خشى أن يتركه الكل ويطلبوا ملكًا آخر لأنه فضل ابنه العاق عن كل رجاله، فيحل الشر بداود ... فرضي داود أن يفعل ذلك وجلس علي الباب .

++لا تنغمس فى حزنك على فقدان أحد أحبائك لدرجة تؤذى من حولك , بل كن معتدلا و لك رجاء في اللة و اطلب معونتة و تعزيته

( ع 9 – 15 يهوذا يلتقي بداود )
صار الموقف مربكًا فكل الأسباط تذكر دور داود منذ صباه في الدفاع عنهم أيام شاول الملك، وكيف قابل عداوة شاول بالسماحة، وأيضًا خدمته الناجحة كملك. ومع هذا إذ ثار عليه ابنه وانضم إليه كثيرون حزن على موت ابنه العاق... والآن مات أبشالوم وصاروا بلا ملك، ولا يعرفون ماذا يفعلون خاصة سبط يهوذا الذي كان يساند أبشالوم في فتنته وخشوا نقمة داود منهم.

أرسل داود الكاهنين صادوق وأبيأثار إلى يهوذا ليسرعوا إلى داود، يعلنون خضوعهم له. لكي لا يتحرجوا من الموقف ... ذكَّرهم داود أنهم إخوته من عظمه ولحمه كما أرسل إلى عماسا رئيس جيش أبشالوم ليعده بأن يقيمه رئيسًا على الجيش عوض يوآب لكي يكسب الشعب الذي تعلق بأبشالوم.

من كان فينا كعماسا له دور قيادي شرير لحساب أبشالوم (رمز إبليس) يحوله بنعمته الإلهية ليصير قائدًا لحساب ملكوت المسيح، كما فعل مع شاول الطرسوسي الذي كان يضطهد الكنيسة فصار بنعمته رسولاً أمينًا وكارزًا بالمسيح.

كما اهتم داود الملك بيهوذا كسبط وأيضًا بعماسا كشخص هكذا يهتم السيد المسيح بكنيسته كجماعة مقدسة عروسه الواحدة دون تجاهل لكل عضو فيها.

++استطاع داود بالحكمة و الاتضاع و الكلام اللين أن يقضى علي الشر الذي سقط فية سبط يهوذا , اذ كانوا معرضين للانقسام عن داود بقيادة عماسا ,ولكن باللطف استطاع ان يكسبهم ,فخضعوا لة و كسب عماسا ايضا ,فليتك بالاتضاع و اللطف تواجة الغضوبين فتكسر كل شر يقابلك و تكسب من حولك و تحيا فى سلام

( ع 16 – 23 شمعي وصيبا يلتقيان بداود )
أسرع شمعي وصيبا لمقابلة داود، الأول سبه عند هروبه من أورشليم (16: 5-13)، والثاني كذب عليه حينما ادعى أن مفيبوشث يطمع في الكرسي الملكي (16: 1-4). خرج الأول معه ألف رجل من بنيامين وجاء الثاني معه بنوه الخمسة عشر وعبيده العشرون. خاضوا الأردن ليلتقوا بالملك.

رأى أبيشاي أن الوقت مناسب للانتقام من شمعي، أما داود فحسب أن الوقت هو وقت فرح، وقت حب وسماحه وعفو!

ما أعجب شخصية داود، مع كل نجاح أو نصرة لا يطلب سلطة وإن نالها لا يسيء استغلالها، بل يحول السلطة إلى حب ورعاية. بعفوه عن شمعي كسب كل سبط بنيامين بل واستراحت قلوب الأسباط الأخرى من أجل هذه الروح السمحة!

إن كان هذا بالنسبة للملك، فماذا نقول عن الأسقف أو الكاهن أو أي قائد روحي؟!

++ ليتنا نتبصر الامور بعمق اكبر حتى لا ننزلق الى تصرفات نندم عليها فيما بعد فقد يصبح علاجها صعبا ان لم يكن مستحيلا ,فلن نصادف دائما شخصا طيب القلب يغفر لمن اساء اليه مثل داود.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة :
يا رب استعملني أداة لسلامك ...فأزرع الحب والغفران مكان الحقد و الكراهية ...
ايها الرب..
استعملني اداة لسلامك، فأرني الأيمان و الرجاء محاربا الشك واليأس.و بث النور و الفرح طاردا الظلمة و الكآبة.
لا تسمح أيها السيد بان أنصرف إلى البحث عن سعادتي و تعزيتي، دون الاكتراث بسعادة الآخرين وتعزيتهم.
أعطني أن أسارع إلى تفهم الآخرين قبل أن أطلب منهم أن يفهموني.
و اجعلني أن أبادرهم بمحبتي غير منتظر منهم أن يبادلوني محبتهم وعطفهم. فبالعطاء يتم الأخذ، و بالاخلاء يتم الامتلاء.
إذ عندما نغفر للآخرين يغفر لنا.

شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من اجلنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق