7 سبتمبر 2010

كونوا حكماء

صموئيل الثاني 20

كونوا حكماء

1 واتفق هناك رجل لئيم اسمه شبع بن بكري رجل بنياميني فضرب بالبوق وقال ليس لنا قسم في داود ولا لنا نصيب في ابن يسى.كل رجل الى خيمته يا اسرائيل. 2 فصعد كل رجال اسرائيل من وراء داود الى وراء شبع بن بكري.واما رجال يهوذا فلازموا ملكهم من الاردن الى اورشليم. 3 وجاء داود الى بيته في اورشليم.واخذ الملك النساء السراري العشر اللواتي تركهن لحفظ البيت وجعلهن تحت حجز وكان يعولهن ولكن لم يدخل اليهن بل كن محبوسات الى يوم موتهن في عيشة العزوبة. 4 وقال الملك لعماسا اجمع لي رجال يهوذا في ثلاثة ايام واحضر انت هنا. 5 فذهب عماسا ليجمع يهوذا ولكنه تاخر عن الميقات الذي عينه. 6 فقال داود لابيشاي الان يسيء الينا شبع بن بكري اكثر من ابشالوم.فخذ انت عبيد سيدك واتبعه لئلا يجد لنفسه مدنا حصينة وينفلت من امام اعيننا

. 7 فخرج وراءه رجال يواب الجلادون والسعاة وجميع الابطال وخرجوا من اورشليم ليتبعوا شبع بن بكري. 8 ولما كانوا عند الصخرة العظيمة التي في جبعون جاء عماسا قدامهم.وكان يواب متنطقا على ثوبه الذي كان لابسه وفوقه منطقة سيف في غمده مشدودة على حقويه فلما خرج اندلق السيف. 9 فقال يواب لعماسا اسالم انت يا اخي.وامسكت يد يواب اليمنى بلحية عماسا ليقبله. 10 واما عماسا فلم يحترز من السيف الذي بيد يواب فضربه به في بطنه فدلق امعاءه الى الارض ولم يثن عليه فمات.واما يواب وابيشاي اخوه فتبعا شبع بن بكري. 11 ووقف عنده واحد من غلمان يواب فقال من سر بيواب ومن هو لداود فوراء يواب. 12 وكان عماسا يتمرغ في الدم في وسط السكة.ولما راى الرجل ان كل الشعب يقفون نقل عماسا من السكة الى الحقل وطرح عليه ثوبا لما راى ان كل من يصل اليه يقف

. 13 فلما نقل عن السكة عبر كل انسان وراء يواب لاتباع شبع بن بكري. 14 وعبر في جميع اسباط اسرائيل الى ابل وبيت معكة وجميع البيريين فاجتمعوا وخرجوا ايضا وراءه. 15 وجاءوا وحاصروه في ابل بيت معكة واقاموا مترسة حول المدينة فاقامت في الحصار وجميع الشعب الذين مع يواب كانوا يخربون لاجل اسقاط السور 16 فنادت امراة حكيمة من المدينة.اسمعوا.اسمعوا.قولوا ليواب تقدم الى ههنا فاكلمك. 17 فتقدم اليها فقالت المراة اانت يواب.فقال انا هو.فقالت له اسمع كلام امتك.فقال انا سامع. 18 فتكلمت قائلة كانوا يتكلمون اولا قائلين سؤالا يسالون في ابل وهكذا كانوا انتهوا. 19 انا مسالمة امينة في اسرائيل.انت طالب ان تميت مدينة واما في اسرائيل.لماذا تبلع نصيب الرب

. 20 فاجاب يواب وقال.حاشاي حاشاي ان ابلع وان اهلك. 21 الامر ليس كذلك.لان رجلا من جبل افرايم اسمه شبع بن بكري رفع يده على الملك داود.سلموه وحده فانصرف عن المدينة.فقالت المراة ليواب هوذا راسه يلقى اليك عن السور. 22 فاتت المراة الى جميع الشعب بحكمتها فقطعوا راس شبع بن بكري والقوه الى يواب فضرب بالبوق فانصرفوا عن المدينة كل واحد الى خيمته.واما يواب فرجع الى اورشليم الى الملك 23 وكان يواب على جميع جيش اسرائيل وبنايا بن يهوياداع على الجلادين والسعاة 24 وادورام على الجزية ويهوشافاط بن اخيلود مسجلا 25 وشيوا كاتبا وصادوق وابياثار كاهنين 26 وعيرا اليائيري ايضا كان كاهنا لداود

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

( ع 1 – 3 ثورة شبع بن بكري )

نزل البنيامينيون إلى الأردن ليعبّروا داود الأردن، لكنهم غضبوا من كلام يهوذا (19: 41-43)، ولسبب تافه ضرب شمعي بالبوق ليعود رجال إسرائيل (10 أسباط) إلى بلادهم في تمرد ضد داود، لكنهم عوض الرجوع إلى بلادهم عادوا فتجمعوا لإثارة حرب جديدة بقيادة شبع (1 مل 12: 16).

واضح أن ما يحدث ليس بالأمر الطبيعي، فالشعب يتقلب بسرعة عجيبة، كانوا قبلاً مع داود، ثم تبعوا أبشالوم ثم رجعوا إلى داود، وها هم يتركونه ليتبعوا شبع... هناك يد خفية تحرك هذا كله هو "السماح الإلهي" لأجل تأديب داود.

++بدأت المناقشة كنوع من اظهار الحماس نحو تمليك داود و لكنها انتهت بالانفصال بين الاسباط . هذا يعلمنا الا ندخل في مناقشة لا طائل من ورائها بل ربما تؤدى الى عكس المرجو منها .قال بولس الرسول " الباحثات الغبيو و السخيفة اعرض عنها لانها تولد الخصومات"(2تى23:2)فلا تتكلم مع الغضوب, بل امتص غضبة بمحبتك و احتمالك فتجذبة و تجنب نفسك مشاكل كثيرة .
( ع 4 غدر يوآب بعماسا )

طلب داود الملك من عماسا أن يجمع له رجال يهوذا في ثلاثة أيام، وهي مدة غير كافية، لكن الأمر كان خطيرًا لا يحتمل أي تأخير، إذ يُريد أن يضرب شبع بن بكري بسرعة حتى لا تضيع المملكة كلها.

++ليس من الحكمة التكاسل و البطؤ فى مواجهة العدو الشيطان , بل ينبغى قطع الخطية بسرعة لئلا تنمو داخل الإنسان و تصعب مقاومتها .فأطرد الفكر من بدايته ولا تتهاون فى الكلام الشرير حتى لا تسقط فى الأفعال الرديئة .

تجاهل داود الملك يوآب وأقام عماسا رئيسًا للجيش كله لأسباب كثيرة:

أ. اعتاد داود أن يفي بوعده مهما كانت الظروف، وقد سبق فأرسل له لكي يرجع إليه فيقيمه رئيسًا للجيش (19: 13).
ب. إن كان شبع قد جمع الأسباط كلها عدا يهوذا، فإن تعيين عماسا رئيس جيش أبشالوم يعني في أذهان الشعب أن داود غير منحاز لسبطه، وأنه لازال يفتح يديه للجميع لكي يعمل معهم وبهم.
ج. الخلافات القديمة بين داود ويوآب التي سبق لنا الحديث عنها (راجع 2 صم 19).

تأخر عماسا عن الميعاد المحدد فطلب داود من أبيشاي أخي يوآب أن يلحق بشبع، فخرج أبيشاي ومعه أخوه يوآب ورجاله.

التقى يوآب بعماسا في عودته ومعه رجال يهوذا وبنيامين عند الصخرة العظيمة التي في جبعون. أمسك يوآب بلحية عماسا بيده اليمنى كمن يقبله – وعن عمد – أغمد سيفه الذي أمسكه بيده اليسرى ليقتل به عماسا، وتركه يتمرغ بدمه في وسط الطريق.

تبقى شخصية يوآب غريبة ومحيرة، فمن جانب كان صادقًا في أمانته لداود فمع اختلافه في التفكير معه لكنه لم يخنه قط ولا توانى في بذل كل طاقته لتثبيت مملكته، رافقه كل الطريق... لكنه كان متسرعًا يُريد تحقيق سلام داود بتصرفات يراها داود الملك متهورة مثل قتله أبنير وعماسا... ولعل وراء ذلك دافعًا خفيًا هو الغيرة منهما كقائدي جيش قويين، فأراد الخلاص منهما كمنافسين خطيرين على مركزه. أيضًا قتل أبشالوم متجاهلاً أوامر الملك مادام في قتله سلام للملك والمملكة. لا يهتم بالوسيلة مادامت تحقق الهدف فقتل أبنير وعماسا غدرًا!

++ لاتسع وراء المراكز و الكرامة لئلا تصطدم بالاخرين و تحقد عليهم و تعيش فى اكتئاب و تعاسة , بل اطلب ملكوت اللة و ثق انة يعطيك سلاما و كرامة فتعيش سعيد اكثر من كل من حولك.

(ع 5 – 22 قتل شبع بن بكري )

عبر الشعب تحت قيادة يوآب وأخيه أبيشاي نحو الشمال حتى بلغ مدينة "آبل بيت معكة" أقام يوآب ورجاله مترسه (حائطًا أو ساتر تراب يحميهم) حول المدينة.

أدرك أهل المدينة بالخطر المحدق بهم، وكانوا معروفين بالحكمة. نادت امرأة حكيمة: "اسمعوا. اسمعوا. قولوا ليوآب تقدم إلى ههنا فأكلمك" [16]. تحدثت معه قائلة: "كانوا يتكلمون أولاً قائلين: سؤالاً يسألون في آبل وهكذا كانوا انتهوا" [18]. هذا مثل مشهور عن آبل معناه أنها مدينة مشهورة بالحكمة، يلجأ إليها كثيرون يسألونها المشورة ، فينالون إجابة قاطعة. كأنها تقول له: لماذا لم تأتِ إلينا بالتفاوض والتفاهم نحن أناس مسالمون وحكماء؟" قالت له: "لماذا تبلع نصيب الرب؟" بمعنى إنك تهاجم مدينة هي هبة قدمها الله لأهلها، وها أنت تخربها (بحسب الشريعة كان يلزمه أن يقدم السلام ويدخل في حوار قبل أن يهاجم (تث 10: 10)). أجابها يوآب: "حاشاى. حاشاى. أن أبلع وأن أهلك؛ الأمر ليس كذلك، لأن رجلاً من جبل أفرايم اسمه شبع بن بكري رفع يده على الملك داود؛ سلموه وحده فأنصرف عن المدينة (10: 21). استطاعت بحكمتها أن تقنع أهل المدينة، فقُطعت رأس شبع وألقتها إلى يوآب الذي ضرب بالبوق لينصرف الجيش من محاصرة المدينة.

++تدخل الحكماء بحكمتهم يجنب الكثير من المواقف الصعبة . فلنكن ايجابيين فى مواجهة الإحداث و نتصرف بالحكمة التى ينعم الله بها علينا فى معالجة الأمور فنكون رسل سلام فى المحيط الذى نعيش فية فالحكمة كما وصفها سفر الامثال "هى شجرة حياة لممسكيها و المتمسك بها مغبوط"(أم18:3)


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة: هب لى ان اتعلم كل شيء يا سيدى
اتعلم الحكمة من الحية
و الوداعة من الحمامة
والجهاد من النملة
لاتعلم من الشرير فأكف عن الشر
و من الحكيم فأحب الحكمة
ليعمل روحك القدوس فى
يا ايها الحكمة الالهى !!!


شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من اجلنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق