3 يونيو 2012

القوي في الايمان


رومية 15 : 1-13 


القوي في الايمان 

 1 فيجب علينا نحن الاقوياء ان نحتمل اضعاف الضعفاء ولا نرضي انفسنا. 2 فليرض كل واحد منا قريبه للخير لاجل البنيان. 3 لان المسيح ايضا لم يرض نفسه بل كما هو مكتوب تعييرات معيريك وقعت علي. 4 لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء. 5 وليعطكم اله الصبر والتعزية ان تهتموا اهتماما واحدا فيما بينكم بحسب المسيح يسوع 6 لكي تمجدوا الله ابا ربنا يسوع المسيح بنفس واحدة وفم واحد.

 7 لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله. 8واقول ان يسوع المسيح قد صار خادم الختان من اجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الاباء. 9واما الامم فمجدوا الله من اجل الرحمة كما هو مكتوب من اجل ذلك ساحمدك في الامم وارتل لاسمك. 10 ويقول ايضا تهللوا ايها الامم مع شعبه. 11 وايضا سبحوا الرب يا جميع الامم وامدحوه يا جميع الشعوب. 12 وايضا يقول اشعياء سيكون اصل يسى والقائم ليسود على الامم عليه سيكون رجاء الامم. 13 وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع1-7
يبدأ القديس بولس أصحاحه بآية تلخص الأصحاح السابق، وهو أن القوى فى إيمانه ومحبته لله يتنازل عن ما يريح ويرضى نفسه حتى لا يتعب الضعيف فى الإيمان، بل ويحتمل بطول أناة ويستوعب بقلب متسع أفكار وآراء ضعفاء الإيمان. وهذا عكس فكر العالم الذى يظن أن من يحتمل هو إنسان ضعيف بلا شخصية.


 +++ يتحقق هذا الكلام عملياً بأن يتواضع الخادم أو الوالدان أمام المخدوم أو الأبناء، فيستمعون لآرائهم بهدوء وحب دون أن يهاجموهم أو يفحموهم بعظم الكلام، ومع الوقت سيجدون الفرصة لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة فى هدوء.

إذاً فليفكر كل واحد كيف سيربح الآخر بلا أنانية. ولكن إلى أى حد أرضى الآخر؟ الفيصل هو الحيز والبر، بمعنى أن الخدام يقبلون آراء المخدوم أو آراء الآخر ما دامت لا تتعارض مع الخير والصلاح، وليس المطلوب أبداً أن تتنازل الكنيسة وتتهاون وتتسيب فى مفاهيم قد تؤدى بالمخدوم إلى الهلاك، وإلا فقدت الكنيسة قداستها وتشبهت بالعالم وفقدت المخدوم أيضاً إلى الأبد. 


إن كان العالم اليوم يعلم الإنسان أن يحيا مرضياً لنفسه بأنانية شديدة حتى لو تضرر الآخر، فالسيد المسيح لم يعلمنا هذا، بل نظر إلى ما يرضينا أى الخلاص والفداء، واحتمل الآلام والإهانات لأجلنا حتى أنه صرخ إلى الآب قائلاً كل الإهانات التى يريد رافضوك قولها لك قد أهانونى بها وأنا مصلوب على الصليب.


إن قبولنا لسيادة الرب يسوع المسيح على كل نواحي حياتنا، معناه أن نشاركه قيمه وأفكاره. فكما نقبل نظرة يسوع لسلطان الكتاب المقدس، وطبيعة السماء والقيامة، علينا أيضا أن نتخذ نفس موقفه من محبة المؤمنين الآخرين. فكلما ننمو في الإيمان وتزداد معرفتنا بيسوع، نصبح أكثر قدرة على اتخاذ هذا الموقف كل يوم، ونجد موقف يسوع مشروحا بأكثر تفصيل في الفصل الثاني من الرسالة إلى الكنيسة في فيلبي.


+++ لا تنس هدفك الوحيد وهو خلاص نفسك والآخرين. وتنازل عن راحتك ورغباتك لتكسب المحيطين بك. فوسط عالمنا الأنانى تتجلى المحبة التى يحتاجها الكل. قدم محبتك، ولو بابتسامة أو كلمة تشجيع صغيرة، وصلِ من أجل الكل.


ع 8-13
اليهود والأمم متساوون من حيث أن المسيح خدم كليهما بتقديم الخلاص لهما، لا لفضل فيهم، فاليهود خلصهم من أجل وعده لآبائهم أنه سيخلص نسلهم بالرغم من كثرة عصيانهم، والأمم قد سبق وأشارت النبوات (مز18: 49)، (تث32: 43)، والتى استشهد بها القديس بولس فى (ع 9، 10) على التوالى إلى أن الله سيرحمهم لأنه إله حب ورحمة ورأفة، مع أنهم غير مستحقين لأجل كثرة خطاياهم.
السيد المسيح سيكون ملككم (إش11: 10)، أى يملك على قلوبكم وأفكاركم، وستنتهى حالة العداوة بينكم وبينه وتتحول إلى رجاء فيه أى ثقة بأن يحبكم ويخلصكم. وقد اختص بالآيتين (11، 12) الأمم، ليمحو من قلوبهم أى إحساس بالنقص بالمقارنة باليهود.


+++ من عظائم رحمة الله أن كل إنسان موضوع فى خطة الله للخلاص، حتى البعيدين الذين لم تُتَاح لهم فرصة التعليم الروحى فى صغرهم سيأتى يوم تفتقدهم نعمة وعمل الله بقوة، فترحمهم وتعيدهم إلى أحضانه إن هم أرادوا. فاهتم بأن تظهر المسيح للبعيدين وتدعوهم للكنيسة وتصلى لأجلهم مهما كان شرهم واضحاً، فالله يبحث عن خلاصهم بل وقادر أن يحولهم إلى قديسين.


أخيراً يدعو لهم القديس بولس أن تؤازرهم نعمة الروح القدس، ليثبتوا ويزداد رجاءهم ويقينهم بالمسيح، فيفرحون بحياتهم مع الله ويشعرون بالسلام.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++
امنحني يا رب روح الاتضاع وليس روح الضعف ، اضع امامك يا رب كل امكانياتي من اجل خدمتك من غير تحزب او غيرة من احد 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق