27 يونيو 2012

دور المسيحي مع أخوته


نحميا 5

دور المسيحي مع أخوته

 1 وكان صراخ الشعب ونسائهم عظيما على اخوتهم اليهود. 2 وكان من يقول بنونا وبناتنا نحن كثيرون.دعنا ناخذ قمحا فناكل ونحيا. 3 وكان من يقول حقولنا وكرومنا وبيوتنا نحن راهنوها حتى ناخذ قمحا في الجوع. 4 وكان من يقول قد استقرضنا فضة لخراج الملك على حقولنا وكرومنا. 5 والان لحمنا كلحم اخوتنا وبنونا كبنيهم وها نحن نخضع بنينا وبناتنا عبيدا ويوجد من بناتنا مستعبدات وليس شيء في طاقة يدنا وحقولنا وكرومنا للاخرين 


    6 فغضبت جدا حين سمعت صراخهم وهذا الكلام. 7 فشاورت قلبي في وبكت العظماء والولاة وقلت لهم انكم تاخذون الربا كل واحد من اخيه واقمت عليهم جماعة عظيمة. 8 وقلت لهم نحن اشترينا اخوتنا اليهود الذين بيعوا للامم حسب طاقتنا.وانتم ايضا تبيعون اخوتكم فيباعون لنا.فسكتوا ولم يجدوا جوابا. 9 وقلت ليس حسنا الامر الذي تعملونه.اما تسيرون بخوف الهنا بسبب تعيير الامم اعدائنا. 10 وانا ايضا واخوتي وغلماني اقرضناهم فضة وقمحا.فلنترك هذا الربا. 11 ردوا لهم هذا اليوم حقولهم وكرومهم وزيتونهم وبيوتهم والجزء من مئة الفضة والقمح والخمر والزيت الذي تاخذونه منهم ربا. 12 فقالوا نرد ولا نطلب منهم.هكذا نفعل كما تقول.فدعوت الكهنة واستحلفتهم ان يعملوا حسب هذا الكلام. 13 ثم نفضت حجري وقلت هكذا ينفض الله كل انسان لا يقيم هذا الكلام من بيته ومن تعبه وهكذا يكون منفوضا وفارغا.فقال كل الجماعة امين وسبحوا الرب.وعمل الشعب حسب هذا الكلام 

    14 وايضا من اليوم الذي اوصيت فيه ان اكون واليهم في ارض يهوذا من السنة العشرين الى السنة الثانية والثلاثين لارتحشستا الملك اثنتي عشرة سنة لم اكل انا ولا اخوتي خبز الوالي. 15 ولكن الولاة الاولون الذين قبلي ثقلوا على الشعب واخذوا منهم خبزا وخمرا فضلا عن اربعين شاقلا من الفضة حتى ان غلمانهم تسلطوا على الشعب.واما انا فلم افعل هكذا من اجل خوف الله. 16 وتمسكت ايضا بشغل هذا السور.ولم اشتر حقلا.وكان جميع غلماني مجتمعين هناك على العمل. 17 وكان على مائدتي من اليهود والولاة مئة وخمسون رجلا فضلا عن الاتين الينا من الامم الذين حولنا. 18 وكان ما يعمل ليوم واحد ثورا وستة خراف مختارة.وكان يعمل لي طيور وفي كل عشرة ايام كل نوع من الخمر بكثرة.ومع هذا لم اطلب خبز الوالي لان العبودية كانت ثقيلة على هذا الشعب. 19 اذكر لي يا الهي للخير كل ما عملت لهذا الشعب


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

مما تجدر ملاحظته أن نحميا لم يستسلم لمجرد المشاعر فقط ، بل كانت مشاعره تقوده الي خطوات عمليه . فقد قاده الحزن ( عدد1-4 ) علي حالة الشعب الي الصلاة والتخطيط . والآن نجد ان غضب نحميا قاده الي التصرف بحكمة لمعالجة موقف غير صحيح . فلقد كان بناء السور عملا تطوعياً ولم يكن المشتغلون يتقاضون أجراً .

وبسبب الانشغال في بناء السور أهملت الأعمال الأخرى مما اضطر الفقراء منهم الي رهن بيوتهم وحقولهم لكي يشتروا قمحاً في الجوع . واستغل الأغنياء هذه الظروف فأقرضوهم بالربا ، ولما عجزوا عن وفاء ديونهم أخذوا بنيهم وبناتهم عبيداً لهم وبك خالفوا الناموس . " إذا افتقر أخوك ... لا تأخذ منه ربا ... إذا افتقر أخوك ... وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد " ( لا 25: 35-39 )

 لقد كانت حياة نحميا مختلفة عن الآخرين بسبب علاقته القوية بالله ، فعندما علم بهذه المظالم غضب (عدد7) . "فشاورت قلبي " وهذا يدل على الانتظار أمام الرب وطلب المشورة والحكمة منه قبل عمل أي شئ . وقد اتخذ نحميا عدة خطوات لإزالة أسباب التذمر من بينهم  :

(1) بكسب العظماء والولاة : (ع7) "الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف " (1تي5  :20) وهكذا نري الظلم من حولنا فيجب أن نسعى علي قدر طاقتنا لرفع هذا الظلم  وإنصاف البائسين .

+++ يقول الله إن اهتمام أحدنا بالأخر أهم من الربح الشخصي . فعندما يتألم أخ أو أخت منا فإننا جميعاً نتألم معه (1كو12: 26) فيجب علينا مساعدة رفقائنا من المحتاجين وليس استغلالهم . وقد مُدحت الكنيسة في أورشليم لأنهم عملوا معاً للقضاء علي الفقر (أع4: 34-35)... فليكن من عادتك أن تساعد من حولك من المحتاجين .

(2) طلب منهم ان يردوا لأخواتهم ممتلكاتهم حقولهم وبيوتهم مع الرب الذي أخذوه منهم (ع14-19) نري كيف كان نحميا مثالا للتضحية وإنكار الذات فلقد سلك نحميا طوال اثنتي عشر سنة بالاستقامة فتنازل عن مخصصات الوالي ولم يأكل خبزاً من أحد ولا أخذ فضة من الشعب كما كان يفعل الولاة الذين قبله . مغبوط هو العطاء أفضل من الأخذ : ونحميا يذكرنا بكلمات بولس في شهادته عن نفسه (1كو4: 12)

+++  لم يكن نحميا بيروقراطياً في مكتب تحيطه حراسة جيدة ، بل كان قائداً مشاركاً في العمل كل يوم ، فلم يتخذ من موقعه فرصة لاستغلال شعبه ... والقائد الناجح يندمج في العمل الذي يجب انجازه . فأفضل القادة هم الذين يقودون من خلال ما يقومون بعمله .
++++++++++++++++++++++++++++++++++

صـــــلاة  : أعطني يا رب قلباً محباً مثل قلبك فأحب كل أخواتي ولا أميز بينهم ... ويكون عندي القوة لمساعدة كل محتاج فلا أرد أي سؤال ويكون عندي القوة لأقف أمام كل ما هو خاطئ ولا أقول أن ذلك ليس من شأني .  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق