26 مارس 2011

تعلموا منى...

+
مت 3 :1-17
تعلموا مني ...

 
1 وفي تلك الايام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية. 2 قائلا: «توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات. 3 فان هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب.اصنعوا سبله مستقيمة». 4 ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الابل وعلى حقويه منطقة من جلد.وكان طعامه جرادا وعسلا بريا. 5 حينئذ خرج اليه اورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالاردن. 6 واعتمدوا منه في الاردن معترفين بخطاياهم

    7
فلما راى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين ياتون الى معموديته قال لهم: «يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي
. 8 فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة. 9 ولا تفتكروا ان تقولوا في انفسكم لنا ابراهيم ابا.لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم. 10 والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر.فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. 11 انا اعمدكم بماء للتوبة.ولكن الذي ياتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه.هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. 12 الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع قمحه الى المخزن.واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا».

    13
حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه
. 14 ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي. 15 فاجاب يسوع وقال له اسمح الان.لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر.حينئذ سمح له. 16 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء.واذا السموات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة واتيا عليه. 17 وصوت من السموات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت».

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

لابد أن مظهر يوحنا المعمدان كان غريبا! فقد كان يلبس ثياباً غريبة ويأكل طعاماً غير المألوف. ولعل البعض جاءوا ليسمعوه من باب الفضول، وإذ استمعوا إلى رسالته القوية، تابوا عن خطاياهم.
+++قد يدفع الفضول الناس لمعرفة أسلوب حياتنا المسيحية وقيمنا، ونستطيع أن نستخدم هذا الفضول كنافذة يعرفون منها كيف غيَر المسيح حياتنا.

استخدم يوحنا عملاً رمزياً يستطيع الناس أن يروه، وهوالاغتسال،فحينما  تغسل يديك القذرتين، تظهر النتائج فوراً ، وفي المعمودية التوبة تحدث في الداخل، ولا يظهر التطهير في الحال، لذلك وكان اليهود قد استخدموا المعمودية علامة لقبول كل من يعتنق اليهودية، لذلك كان المستمعون ليوحنا على معرفة بهذا الطقس، الذي استخدمه يوحنا علامة على التوبة ومغفرة الخطايا.
+++التوبة معناها "الرجوع"، مما يعنى تغييراً في السلوك، إنها التحول عن الخطية إلى الله.
فهل تبت عن الخطية في حياتك؟ هل يستطيع الآخرون أن يروا ما أحدثته التوبة فيك من تغيير؟
إن الحياة المتغيرة مع السلوك الجديد الذي يختلف عما مضى، يجعلان توبتك واضحة جلية.
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﻰ ﻃﺮﻳﻘﻚ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﻗﻠﺒﻚ ﺣتى ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ المسيح.
ﻓﻼ تهمل ﺃﺻﻮﺍﺕ ﷲ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍلمقدس ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﺑﻞ ﺃﻳﻀاً ﻣﻦ المحيطين بك ﻭعتابهم ﻟﻚ ، ﻓﺘﺴﺮﻉ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﷲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻟﺘﻨﺎﻝ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺧﻄﺎﻳﺎﻙ.

قسَّم قادة اليهود الدينيون إلى فرق عديدة، وكان أشهر هذه الفرق الفريسيين والصدوقيين. و انتقد يوحنا المعمدان الفريسيين لناموسيتهم وريائهم، إذ كانوا يتمسكون بحرفية الناموس، لكنهم يتجاهلون مضمونه الحقيقي. وانتقد الصدوقيين لأنهم كانوا يستخدمون الدين لتأييد موقفهم السياسي. ان يوحنا المعمدان يدعو الناس إلى ما هو أكثر من مجرد كلمات أو طقوس، فقد طلب منهم أن يغيروا حياتهم.
+++ الله ينظر إلى ما هو أبعد من أقوالنا ونشاطاتنا الدينية، ليرى ما إذا كانت حياتنا تؤيد أقوالنا، وهو يحكم على أقوالنا بما يصاحبها من أفعال، فهل تتفق أفعالك مع أقوالك؟!

كما ينتظر من شجرة فاكهة أن تعطي ثمراً، هكذا يجب على شعب الله أن يعطوا محصولاً من الأعمال الصالحة، فليس الله بحاجة إلى من يدعون أنفسهم مسيحيين ولكنهم لا يفعلون شيئاً يدل على ذلك، مثل الكثيرين من الناس الذين كانوا في أيام يوحنا، فلم يكونوا شعب الله إلا بالاسم. ولا فائدة منا إن كنا مسيحيين بالاسم فقط، فإن لم يستطع الآخرون أن يروا إيماننا في طريقة حياتنا، فقد لا نكون أبداً شعب الله.
حبة القمح هي الجزء النافع من النبات، أما التبن فهو قشرة خارجية لا قيمة لها فلذلك يحرق التبن، أما القمح فيجمع إلى مخازن. وسيدان الناس غير التائبين ويلقى بهم خارجاً إذ لا فائدة منهم في عمل الله، أما من يتوبون ويؤمنون فسيخلصون ويستخدمهم الله.
+++ ﻻ تتكل ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻚ مسيحي، ﺑﻞ ﺗﺐ ﻭﺍﻋﻤﻞ الخير، ﻟﺘﺘﻤﺘﻊ برعاية ﷲ ﻭملكوت ﺍﻟﺴﻤﻭﺍﺕ. ﻓﺎﻻﺳﻢ يدينك إن لم تحيا به، وكذا ﻛﺮامة عائلتك وقرابتك لأناس روحيين ﻻ تفييدك ،ﺑﻞ تدعوك للتمثل بهم، فتعيش حياة التوبة ، ﻭتصنع خيرًا مثل مسيحك.

كان يوحنا قد أعلن أن معمودية الرب يسوع ستكون أعظم من معموديته، وإذ به يفاجأ بالرب يسوع يقف أمامه ليعتمد منه! فلم يشعر يوحنا بأنه أهل لذلك. وكان يريد أن يعمده الرب يسوع.
+++ضع نفسك في موقف يوحنا، فعملك يسير على ما يرام، والناس يلاحظون ذلك، وكل شيء ينمو، ولكنك تعلم أن الهدف من عملك هو إعداد قلوب الناس لقبول الرب يسوع ، وها قد جاء يسوع، ومعه الاختبار الصادق لأمانتك، فهل ستستطيع أن تحول أتباعك إليه؟ لقد فاز يوحنا في الاختبار بتعميده الرب يسوع علناً، وقال بعدها : "لابد أن يزيد هو وأنقص أنا"، فهل نستطيع أن نفعل ما فعله يوحنا، بأن نلقي بذواتنا وعملنا النافع جانباً، لنقود الآخرين ليسوع؟ هل نحن على استعداد أن نفقد شيئاً من وضعنا لفائدة الآخرين؟

ﻋﺮﻑ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ المسيا المنتظر ، ﻭﺗﻌﺠﺐ ﻻﺗﻀﺎﻉ المسيح ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﺎﺗﻀﺎﻉ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ المحتاج ﻟﻠﻌﻤﺎﺩ ﻣﻨﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﻤﺪﻩ؟ ﻭﻳﺮﺩ ﺍلمسيح ﺑﻠﻄﻒ ﻭﺍﺗﻀﺎﻉ ، طالباً ﻣﻦ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﻭﻳﻌﻤﺪﻩ، ﻟﻴﺘﻤﻢ ﻛﻞ ﺑﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮالخطاه، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻤﻮﻩ ﺑﺎﺑﺘﻌﺎﺩﻫﻢﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ و الحياة الصالحة.
 +++ ﺗﺄﻣﻞ ﻫﺬﺍ الحب ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ، ﻟﺘﺘﻀﻊ ﺃﻧﺖ أيضاَ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻚ، ﺑﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻨﻚ ﻣﺮﻛزاً ﺃﻭ ﺳﻨاً، ﻭﺍﺳﺄﻝ ﻧﻔﺴﻚ: ﻫﻞ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﺍﺗﻀﺎﻉ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ؟

ﻧﺰﻝ ﻳﺴﻮﻉ ﺇلى نهر ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﻏﻄس في الماء ثم ﺻﻌﺪ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦالماء. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻄﻘﺲ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺲ في ﻣﺎﺀ ﺍلمعمودﻳﺔ، ﻷنها تعني ﺩﻓﻦ ﻣﻊ ﺍلمسيح، و ﻗﻴﺎﻣﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻌﻪ،  ﻛﻤﺎ في (ﻛو12:2) ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ يُظهرﷲ ﺃﻗﺎﻧﻴﻤﻪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻛﺎﻣﻞ ﻭبهذا ﺍﻟﻈﻬﻮﺭالإلهي ﺗﺒﺪﺃ ﺧﺪﻣﺔ المسيح ﻋﻠﻰ  ﺍﻷﺭﺽ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ الملوك ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻬﻨﺔ قديمًا يمسحون ﺑﺎﻟﺪﻫﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﻫﻮ ﺇﺷﺎﺭﺓ لمسحة ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﻓﻴﺒﺪﺃﻭﻥ ﺧﺪﻣﺘﻬﻢ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻵﻥ في  ﺳﺮ ﺍﻟﻜﻬﻨﻮت في  ﺍﻟﻌﻬﺪ الجديد.
+++ المسيح ﻳﺘﻤﻢ ﻋﻨﺎ ﻛﻞ ﺑر حتى ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ الحب ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻟﺒﻌﺾ، ﻟﻨﻜﻤﻞ ﻧﻘﺎﺋﺺ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻭﻧﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ الخطايا، ﻓﻨﺘﻌﻠﻢ ﺍﻻﺗﻀﺎﻉ ﻭالخدمة في الخفاء.ِ

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة:
إلهي الحبيب...
ساعدني لأعد قلبي لسكناك ، نظفه وطهره من كل الخطايا والشهوات والزلات...
وكما قلت على قلب داود أنه كان "حسب قلبك"،لتساعدني ان يكون قلبي كذلك مثل قلبك الحنون...
ليكون أفضل هدية أقدمها لك ، ويكون هو بيتك الذي لا تتركه أبدًا...
هبني يا إلهي أن اكون مثلك قولاً وفعلاً...
لأني كثيرًا ما أنسى او أتناسى أني جزء منك،
وأني تابع لك، وتأخذني الحياة و ملذات العالم وأكون مثل الآخرين الذين لم يعرفوك من قبل،
وأنكر أني نور العالم وملح الأرض كما دعوتني أنت،
لذا لتكن أنت الحافظ لقلبي لكي لا ينساق وراء العالم وأنسى اني أنا ابن ملك الملوك وإله الالهه...
سامحنى يا إلهي فانا لا اعلم ماذا افعل وساعدنى أن اتعلم منك...
آمين

+++

صلوا من اجل الخدمة واستمرارها


يسعدنا ان تشاركونا تأملاتكم الشخصية وارائكم واقتراحاتكم من هنا


قم بدعوة اصدقاءك للتمتع معك بكلمة الله من هنا


+++


+++


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق