23 نوفمبر 2010

رحمة أم طول أناة

(تك 6: 1-22)

رحمة أم طول أناة


1 وحدث لما ابتدا الناس يكثرون على الارض وولد لهم بنات 2 ان ابناء الله راوا بنات الناس انهن حسنات.فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا. 3 فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد.لزيغانه هو بشر وتكون ايامه مئة وعشرين سنة. 4 كان في الارض طغاة في تلك الايام.وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا.هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم 5 وراى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض.وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم

. 6 فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض.وتاسف في قلبه. 7 فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته.الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء.لاني حزنت اني عملتهم. 8 واما نوح فوجد نعمة في عيني الرب 9 هذه مواليد نوح.كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله.وسار نوح مع الله. 10 وولد نوح ثلاثة بنين ساما وحاما ويافث. 11 وفسدت الارض امام الله وامتلات الارض ظلما. 12 وراى الله الارض فاذا هي قد فسدت.اذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الارض 13 فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد اتت امامي.لان الارض امتلات ظلما منهم.فها انا مهلكهم مع الارض

. 14 اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر.تجعل الفلك مساكن.وتطليه من داخل ومن خارج بالقار. 15 وهكذا تصنعه.ثلث مئة ذراع يكون طول الفلك وخمسين ذراعا عرضه وثلثين ذراعا ارتفاعه. 16 وتصنع كوا للفلك وتكمله الى حد ذراع من فوق.وتضع باب الفلك في جانبه.مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية تجعله. 17 فها انا ات بطوفان الماء على الارض لاهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء.كل ما في الارض يموت. 18 ولكن اقيم عهدي معك.فتدخل الفلك انت وبنوك وامراتك ونساء بنيك معك. 19 ومن كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل الى الفلك لاستبقائها معك.تكون ذكرا وانثى. 20 من الطيور كاجناسها ومن البهائم كاجناسها ومن كل دبابات الارض كاجناسها.اثنين من كل تدخل اليك لاستبقائها. 21 وانت فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك.فيكون لك ولها طعاما. 22 ففعل نوح حسب كل ما امره به الله.هكذا فعل

+++++++++++++++++++++++++++++++++

كان نسل شيث يحيون مع الله منعزلين عن نسل قايين الذين انشغلوا بالكرامة والمقتنيات وتركوا عبادة الله و أعجب أبناء شيث بالجمال المادي الذي لبنات قايين وتزوجوا بهن فأختلط الخير مع الشر وساد الشر فى كل العالم وهكذا لم يحتفظ أولاد الله بانعزالهم عن الشر عندما تهاونوا فقدوا طهارتهم وانشغل الكل بشهوات العالم وابتعدوا عن الله.

+++ليكن قلبك مصليا من اجل العالم كله بل و تبحث عن خلاص نفوس الكل بجميع الوسائل و لكن احترس من ان تختلط بشر الاشرار فى كلامهم و مجالسهم و شهواتهم الشريرة. تمسك بوصايا الله و ارفض كل شر مهما كان صغيرا لترضى الله فى كل اعمالك.

ضاق الله من شرور الانسان المتزايدة و رفضه التوبة فقرر اهلاكه لانه رفضه ولكنه اعطاه بحنانه الابوى فرصة أخيرة للتوبة مدتها 120 سنة سيعلن نوح اثناءها هلاك الاشرار ان لم يتوبوا

+ ما أعظم الصبر و طول الاناة الذي أبداه الله! فأمهل الناس في أيام نوح زمنا طويلا (١٢٠ سنة) ليرجعوا عن طرقهم الخاطئة. والله يبدي صبره العظيم علينا نحن أيضا، فهو يمهلنا وقتا للتخلي عن طرقنا، ولنبدأ الحياة في طريقه، الطريق التي يرينا إياها في كلمته. ومع أن ١٢٠ سنة تبدو زمنا طويلا لإمهال الله، إلا أنها انتهت في يوم ما، وغمرت مياه الطوفان الأرض. ولعل وقتك أنت أيضا أوشك على الانتهاء، فارجع إلى الله ليغفر لك خطاياك، فأنت لا تستطيع رؤية ساعة توقيت صبر الله، ولا مجال للمساومة على وقت إضافي.

لاحظ ع 6: هل معنى هذا أن الله حزن لأنه خلق البشر؟ هل هذا اعتراف منه بأنه قد أخطأ؟ كلا! فالله لم يغير فكره (١صم ١٥: ٢٩)، بل كان هذا تعبيرا عن حزنه على ما فعله الناس ضد أنفسهم، وهو نفس شعور الوالدين بالنسبة لولد عاق. لقد حزن الله لأن الناس اختاروا الخطية والموت عوضا عن علاقتهم معه.

لاحظ الله انتشار الشر فى العالم و استمرار الناس فى هذا الشر كل يوم ورفضهم المستمر للتوبة ولهذا يصور لنا الوحي المقدس مدى حزن الله لان الإنسان لم يحقق قصده و هو الصداقة معه و السلوك فى طريق البر

قرر الله إهلاك الأشرار لان الإنسان لن يستفيد من بقائه على الأرض بل يزداد شرا فتنتظره عقوبة اكبر فمن رحمة الله و عدله قرر إنهاء حياته وفى نفس الوقت أعطاه فرصة أخيرة للتوبة لعله يرجع اليه وقرر أيضا إهلاك البهائم مع أنها لم تخطئ ولكنها تدنست بشر الانسان الذى خلقت لأجله فلم يشكر الله على هذه الحيوانات بل على العكس استخدمها فى شهواته

+++لاحظ أيها الحبيب كم يحزن الشر قلب الله و كم تفرحه توبتك و عودتك فكن اذا مصدر لإسعاد قلبه ولا تجعل العدو يستخدمك
لإيلامه حتى لا تقع تحت سلطان تأديبه

لقد كسرت خطية الناس قلب الله، فخطايانا تكسر قلب الله، كما فعلت الخطية في أيام نوح. لكن نوحا كان سبب سرور لله. ومع أننا أبعد ما نكون عن الكمال، إلا أنه يمكننا أن نحذو حذو نوح ونتمثل بحياته، فنكون سبب سرور لله في وسط عالم الخطية المحيط بنا.
رغم أن نوحا عاش بين أناس أشرار، لكنه حاول أن يفعل ما يرضي الله، بالتصرف حسب مشيئة الله. فعاش بالإيمان خطوة بعد خطوة طيلة حياته، مثالا حي لجيله. ونحن مثل نوح نعيش في عالم مليء بالشر، فهل نحن نؤثر في الآخرين أم نتأثر بهم؟

+++نعمة الله تناديك لتحيا معه فاسلك فى طريقه مستندا على قوته واثقا انه ينجيك من كل شر و يشجعك على حياة البر... ل تستهن بصوت الله الذى يناديك للتوبة و الرجوع عن خطاياك ...فالله يحبك وينتظر رجوعك فقدم توبة اليوم و جدد عهدك معه لتستعيد سلامك و تفرح قلبه

شرع نوح في بناء الفلك حالما أمره الله بذلك، ولاشك في أنه حذر سائر الناس الآخرين من الكارثة القادمة (١بط ٣: ٢٠)، ولكن من الواضح أنهم لم يتوقعوا حدوثها. ولم تتغير الأحوال اليوم كثيرا عن ذلك، فآلاف الناس يحذرون كل يوم من دينونة الله المحتومة، ومع ذلك فغالبيتهم لا يؤمنون حقيقة بأنها ستحدث. فلا تنتظر من الناس أن يرجعوا أو أن يقبلوا رسالتك عن دينونة الله القادمة من أجل الخطية، فالذين لا يؤمنون بالله ينكرون دينونته، ويحاولون أن يحملوك على إنكارها مثلهم. ولكن اذكر وعد الله لنوح بحفظه آمنا، ولابد أن هذا يشجعك على الاتكال على الله لإنقاذك من الدينونة التي لابد أن تأتي.

عهد الله مع نوح ان يحفظه من الهلاك بسبب ايمانه فالعهد دائما بين طرفين يوفى كل منهما واجباته الانسان واجبه الايمان و الحياة مع الله و الله مسئوليته ان يحفظ الانسان من الهلاك ويعطيه حياة و سعادة معه

+++ليتك تتمتع بالعهود مع الله فهو مستعد ان يعطيك محبته اللانهائية ويحفظك فى كل طرقك ان كنت تظل امينا فى تنفيذ عهودك و ان قصرت فهو طويل الاناة كثير الرحمة فارجع اليه سريعا لتتمتع بحبه
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة:
الهنا الرحوم...ما اعظم رحمتك يا الله! فكم من مرة وعدتك ان ارجع ولم افعل؟! كم من مرة عاهدتك و لم اوفى؟! و لكنك رغم هذا تهبنى فرص كثيرة لكى ارجع وانا غليظ الرقبة لم انصت ...اعود اليك الان يا الهى كى اراك تمسح ذوبى و تغفرها لى من اجل اسمك القدوس الذى دعى علىَّ...فاعطنى يا الله ان اتلذذ بك حتى اكره كل افعالى الغير مرضيه امامك ...آمين


شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة واستمرارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق