رومية 8 : 12 25
تجديد الخليقة ورجاء المجد الآتى
. 12 فاذا ايها الاخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. 13 لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون.ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون. 14 لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله. 15 اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب. 16 الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. 17 فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح.ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه
18 فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا. 19 لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله. 20 اذ اخضعت الخليقة للبطل.ليس طوعا بل من اجل الذي اخضعها.على الرجاء. 21 لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله. 22 فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن وتتمخض معا الى الان. 23 وليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا متوقعين التبني فداء اجسادنا. 24 لاننا بالرجاء خلصنا.ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء.لان ما ينظره احد كيف يرجوه ايضا. 25 ولكن ان كنا نرجو ما لسنا ننظره فاننا نتوقعه بالصبر.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ع12-14
بعد كل عطايا الله المجانية السابقة، إذا فنحن مديونون له بحياتنا وأرواحنا ولا يصح أن نحيا عبيدا للجسد وشهواته، كأننا مديونون للجسد بشىء. لأننا إن عشا نعمل أعمال الجسد التى هى الشهوات الشريرة، فالنتيجة موتا أبديا. ولكن إن قاومنا أعمال الجسد بالشبع الروحى، نستطيع بسهولة أن ننتصر، وعندئذ نستمتع بالنعيم الأبدى مع المسيح. فالإنسان الذى يسلم حياته بثقة لقيادة الله وينقاد بروح الله ، متقبلا منه كل أحداث حياته، شاكرا إياه على الحلو منها وصابرا على المر فيها، فهذا يدعى ابن الله.ع15-17
من حنان الله، أنه لم يجعل علاقتنا به علاقة العبيد الخائفين عقوبة سيدهم، ولكن علاقة بنوة له. إذ جعلنا نناديه بدالة البنين قائلين له "أبا" بحسب لغة اليهود، أو الآب بحسب لغة الأمم. أى أن بولس يؤكد البنوة فى تكرار دعوته الله بأب، فكأنه يقول يا بابا الآب.
لم نعد عبيدا خائفين أذلاء، بل صرنا أبناء للسيد، وياله من امتياز! ولأننا أبناء الله أصبح لنا نصيب في كنوز عظيمة. لقد أعطانا الرب فعلا أفضل عطاياه : ابنه، والغفران، والحياة الأبدية، ويشجعنا أن نطلب منه كل ما نحن في حاجة إليه.
المسيح بكر بين إخوة كثيرين. فقد دخل الملكوت كنائب عنا، لكى ندخل نحن أيضا فى اليوم الأخير ونتمتع معه بعطاياه فى الملكوت. فنحن لا نقول أبونا بالفم، ولكن روح الله داخلنا يؤكد لنا هذا الإحساس أننا بالحقيقة أولاده المحبوبون، وبالتالى ورثة للملكوت مع ابنه يسوع المسيح، الابن الوحيد الجنس. وإن كان الله يسمح لنا بآلام على الأرض، فذلك لأنه يحب المجاهدين الصابرين؛ وقد سبق أن سلك السيد المسيح طريق الآلام ثم المجد، وهكذا نحن أيضا نتألم أولا ثم نتمجد مجدا أبديا.
يواجه المسيحيون ضغوطا لا تقل في قسوتها عن الضغوط التي عاناها أتباع المسيح في القرن الأول. وحتى في الأقطار التي تعتبر المسيحية فيها دينا رسميا أو مسموحا به، يجب على المسيحيين ألا يقنعوا بذلك. فأن نعيش كما عاش المسيح : نخدم الآخرين، ونتنازل عن حقوقنا ونقاوم الضغوط الواقعة علينا لمشاكلة العالم، كل ذلك يقتضينا ثمنا. ومع ذلك فلا شيء من الآلام التي نعانيها يمكن أن يقارن بالثمن الفادح الذي دفعه المسيح ليخلصنا ولا بالمجد الذي ينتظرنا.
+++ الله يهبك يا أخى نعمة البنوة وميراث الحياة الأبدية إن عشت روحيا، فكيف تتنازل عن مكانتك العظيمة وتنشغل بشهوات الجسد الزائلة؟! إنك أسمى من باقى المخلوقات بسلوكك الروحى، فكيف تتدنى إلى السلوك الحيوانى؟... لتكن لذتك هى الوجود مع الله، وارفع عينيك نحو الأبدية مكانك الطبيعى، وإن سقطت فى شهوة ردية قم سريعاً وسيساعدك الروح القدس أن تحيا كابن لله.
ع18 – 22
من ذا الذى يستطيع أن يضع آلام الزمان الحاضر المحدودة فى مقارنة مع المجد العتيد المزمع أن يظهر فينا ونناله فى الأبدية اللانهائية. فاحتمال آلام هذا العالم له مكافأة غير محدودة من الفرح والسعادة الأبدية، ولذا اشتهى القديسون الآلام ليزيدوا من رصيدهم فى المجد العتيد الأبدى.
أخضعت الخليقة للبطل، أى حلت عليها اللعنة عندما أخطأ آدم "ملعونة الأرض بسببك" (تك3: 17)، وكلمة "ليس طوعاً" أى ليس نتيجة خطأ صدر من الطبيعة، بل كأمر من الله قد أخضعها للدمار ولكن لها رجاءً أن تتجدد وتتحرر من الفساد واللعنة التى حلت بها، مثلما سيتحرر أولاد الله. ولكنها لن تتمجد لأن المجد خاص فقط بالكائنات العاقلة، بل تتغير لتصير روحية وليست مادية عندما تظهر السماء الجديدة والأرض الجديدة (رؤ21: 1)، التى يحيا فيها الإنسان إلى الأبد فى ملكوت السموات.
لا زالت الخليقة إلى الآن تئن متألمة، إذ أنها لا زالت مسرحاً لحروب ومذابح ومجاعات بسبب شر الإنسان، ولا زالت متمخضة (كأنها رحم يتوجع لخروج الجنين) بزلازل وبراكين وسيول وحرائق، منتظرة متى تنتهى تلك الأحداث المؤلمة، وعندها ستصير الطبيعة إلى حال أفضل متناسب مع استعلان الإنسان كابن لله فى الأبدية، أى تتحول كما قلنا إلى سماء جديدة وأرض جديدة.
ع23-25
إن كان القديس بولس بتشبيه بليغ، صور لنا الطبيعة وكأنها إنسان يشعر ويحس، فكم بالأولى نحن البشر نئن بالرغم من تذوقنا لبعض بركات الروح القدس بشكل جزئى كعربون للدهر الآتى، إلا أننا نشتاق إلى الكل لا الجزء. فكمال البنوة لا يتم إلا بعد قيامة الأجساد من الموت، تلك التى فداها المسيح.
كلمة بالرجاء خلصنا لا تعنى أننا نلنا بالفعل الخلاص، بل تعنى أننا فى يقين أن الله سيحقق لنا وعده بالخلاص فى الحياة الأبدية، لأن وعود الله مضمونة إذ أنه صادق. فالخلاص والقيامة وكمال البنوة هى حالات آخروية لا تأخذ وجودها الحقيقى العلنى إلا فى الدهر الآتى، أما ما نتمتع به الآن هو فقط عربون للدهر الآتى الغير منظور. لذلك أعطانا الله الرجاء الذى به نثق أننا سننال الحياة الأبدية الغير منظورة الآن.
فالرجاء أيها الحبيب أشبه بشيك فى يديك الآن، ولكن ميعاد صرفه والانتفاع به هو بعد خروجك من الجسد، وسلاحك الوحيد فى صرفه هو المحافظة عليه من الضياع، والصبر لحين ميعاد صرفه فى نهاية حياتك.
+++ إن كانت آلام الحياة مؤقته فلا تنزعج منها مهما تكاثرت، بل تستطيع أن ترتفع فوقها إن نظرت إلى المجد السماوى الذى ينتظرك، وحينئذ ستنال معونة إلهية وتشفق على من يسيئون إليك وتصلى لأجلهم. وإن كنت ترى الآلام بعينيك، إلا إنك تكاد لا تشعر بها من فرط نعمة الله المساندة لك.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : يا ربي يسوع اشكرك لأنك مرات كثيرة تسمح لي بالالم لكي تعلمني شيئاً . ساعدني لكي أثق فيك أيها السيد الرب حتي عندما لا استطيع ان اري الصورة كلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق