31 مايو 2012

قبول ضعيف الإيمان


رومية 14 : 1-12 
قبول ضعيف الإيمان

   1 ومن هو ضعيف في الايمان فاقبلوه لا لمحاكمة الافكار. 2 واحد يؤمن ان ياكل كل شيء واما الضعيف فياكل بقولا. 3 لا يزدر من ياكل بمن لا ياكل.ولا يدن من لا ياكل من ياكل.لان الله قبله. 4 من انت الذي تدين عبد غيرك.هو لمولاه يثبت او يسقط.ولكنه سيثبت لان الله قادر ان يثبته. 5 واحد يعتبر يوما دون يوم واخر يعتبر كل يوم.فليتيقن كل واحد في عقله. 6 الذي يهتم باليوم فللرب يهتم.والذي لا يهتم باليوم فللرب لا يهتم.والذي ياكل فللرب ياكل لانه يشكر الله.والذي لا ياكل فللرب لا ياكل ويشكر الله

. 7 لان ليس احد منا يعيش لذاته ولا احد يموت لذاته. 8 لاننا ان عشنا فللرب نعيش وان متنا فللرب نموت.فان عشنا وان متنا فللرب نحن. 9 لانه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الاحياء والاموات. 10 واما انت فلماذا تدين اخاك.او انت ايضا لماذا تزدري باخيك.لاننا جميعا سوف نقف امام كرسي المسيح. 11 لانه مكتوب انا حي يقول الرب انه لي ستجثو كل ركبة وكل لسان سيحمد الله. 12 فاذا كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا لله.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع1-4
بعد أن أرسى القديس بولس قواعد الإيمان بين المسيحيين من أصل يهودى وأصل أممى، ها هو يحل مشكلة فرعية ليقضى على كل انقسام فى الكنيسة. حيث وجد أن هناك فريقين، واحد سماه الضعيف فى الإيمان وهم غالباً المسيحيون من أصل يهودى، والمتأثرون بعباداتهم السابقة من حيث عدم أكلهم بعض الأطعمة مثل لحم الخنزير على اعتبار أنها نجسه بالنسبة لهم، وقد سماهم بالضعفاء فى الإيمان حيث أنهم لا يزالوا مقيدين بحرف الناموس بشىء من الوسوسة، وأوصى أن لا يحتقرهم أحد من الفريق الثانى الذى يأكل كل شىء بشكر وأيضا لا يدين ضعفاء الإيمان أقوياء الإيمان على أكلهم كل شىء، فالله قد قبل كلا الفريقين كما هما.


ثم يوجه كلامه إلى الفريقين أن لا يدين أحدهما الآخر لأنهما عبدان عند الله والله هو وحده المسئول عن كل أحد حيث يقبل كل واحد ويثبت كل واحد فيه، لأنه قادر على ذلك.


 +++ التفت أيها الحبيب إلى مناقشاتك، فكم أضعت من وقتك ووقت الناس فى مناقشة وجدال ومباحثات غبية هدفها إثبات الذات ولا ترضى المسيح بأى حال من الأحوال، بل تسقطك فى إدانة كثيرة.


ع5-7
تمسك بعض المسيحيين من أصل يهودى بأعياد اليهود فى بداية المسيحية، وهى ذات معانى روحية مثل عيد الكفارة أى فداء المسيح وعيد المظال ومعناه غربة العالم... إلخ. والفريق الآخر، أى المسيحيين من أصل أممى وباقى الذين من أصل يهودى عاشوا هذه المعانى كل يوم، لأن الأعياد المسيحية لم تكن قد حددت بعد فى بداية العصر الرسولى فيما عدا عيد القيامة. كذلك الفريق الأول لا يأكل بعض الأطعمة المحرمة عند اليهود، أما الفريق الآخر فيأكل كل شىء بشكر من أجل الله. فيطالبهم بولس الرسول جميعاً ألا يدين أحد الآخر، فالكل غرضه حسن وهو الاقتراب لله.


المهم أن يعيش الإنسان لكى يرضى الله بالأعمال الحسنة وليس ذاته، أى آراءه الشخصية، وحتى لو مات يموت فى الإيمان مُرضياً لله. ووضح أن الله يقبل الإختلاف بين الأفراد، إن كان غرضه إرضاء الله، ولكن بهدوء. وبهذا يحمى الكنيسة من الاتجاهات الفردية التى يمكن أن تؤدى إلى انقسام الكنيسة، إذا ارتبطت بالكبرياء وعدم الخضوع لتعاليمها وإرشاداتها.


ع8-12
ما الحياة فى كل تفاصيلها بالنسبة للمؤمن إلا تقدمة حب لله، يحاول فيها على قدر ما يستطيع بما وُهِبَ من إمكانيات وطاقات أن يرضى الله ويكون أميناً فى وزناته. فالمسيحى قوى لا يخاف الموت بل يرحب به إذ هو غايته، لأنه سيؤدى إلى رؤية المسيح فى السماء.


كانت خطة السيد المسيح وتدبيره، عندما مات وقام من الأموات وصعد إلى السموات، أن يسود بالحب على قلوب المؤمنين فى الأرض والمنتصرين فى السماء.


يعود القديس بولس قائلاً للفريق الضعيف الإيمان لا تدين أخاك، ويقول للفريق القوى الإيمان لا تزدرى بتصرفات ضعيف الإيمان، بل فليلتفت كل واحد إلى نفسه مؤنباً نفسه على خطاياه هو شخصياً، لأن كل إنسان من كل جنس أو دين سيسجد ويقف أمام عرش المسيح، معطياً حساباً عن نفسه وأعماله هو وليس أعمال أخيه.


 +++ إن الإدانة تشغلك عن توبتك، فحاسب نفسك كل يوم وابدأ فى الجهاد الروحى، وخلال أتعاب الجهاد ستشعر بضعف الآخرين وحاجتهم لصلاتك بدلاً من الإدانة.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
امنحني يا رب القوة التي هي محبتك وحنوك علي بني البشر  ... امنحني أن اتذوق بكلمة الحق القادرة ان تسحق ابليس وكل جنوده ... اشكرك يا الله لانك دائما معي وتقويني. 





30 مايو 2012

محبة كل إنسان فى العالم


رومية 13: 8-14

محبة كل إنسان فى العالم

  8 لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا.لان من احب غيره فقد اكمل الناموس. 9 لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته وان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك. 10 المحبة لا تصنع شرا للقريب.فالمحبة هي تكميل الناموس



    11 هذا وانكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم.فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا. 12 قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور. 13 لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد. 14 بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لاجل الشهوات

++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع8-10
يوصى بولس الرسول الإنسان المسيحى بحب الآخرين فى المجتمع، لأن الله وضع محبة فائضة فى قلب كل مسيحى ليوزعها على الآخرين وكأنها دين عليه ملزم بسداده للآخرين، لأن المسيحى هو نور العالم وملجأ لكل متعب وصدر حنون لكل محتاج إلى الحب. ولا يجب على المسيحى أن يكون مديوناً لأحد، أى يأخذ شئيا ماديا أو معنويا من الناس ولا يرده، لأنه بهذا سيصبح وكأنه سارق.

والناموس منقسم إلى قسمين:
 أ) قسم خاص بوصايا نحو الله.
ب) قسم خاص بوصايا نحو الناس (لا تزن – لا تقتل... إلخ) وملخصها هو أن تحب قريبك كنفسك. ولاحظ أن السيد المسيح فسر معنى القريب فى مثل السامرى الصالح بأى إنسان محتاج فى العالم.

من يحب أحد لا يقدر أن يصنع به سوءًا، والذى عنده محبة يجد نفسه لا يخطئ فى أى واحدة من وصايا الناموس، أى كاملاً فى كل وصايا الناموس، فالمحبة هى تكميل الناموس.

 +++ لذلك أيها الحبيب، إن كنت ساقطاً فى خطايا كثيرة، أو فاشلاً فى تدريباتك الروحية لمقاومة الخطية، فاعلم إذاً أن أسهل وأقصر الطرق لنوال الفضائل هى المحبة. فنقِ قلبك من الحقد والكراهية، حينئذ ستتدفق الفضائل إلى قلبك واحدة فواحدة حتى الكمال.

ع11-14
ينبهنا بولس الرسول إلى عدم إضاعة الوقت فى ملذات العالم أو أشياء باطلة، ولسنا ندرى كم تبقى لنا من العمر. فكل يوم يمر علينا يقربنا من لقاء المسيح، وقد يأتينا الموت أقرب مما نتصور أو قد يأتى المسيح نفسه فى مجيئه الثانى فى أى وقت.

إذاً فلنقم ونترك أعمال الظلمة، وهى الشرور، ونعمل أعمال النور التى هى الفضائل. وقد شبه الفضيلة بالسلاح لما لها من قوة للانتصار على محاربات العدو.ويشبه حياتنا على الأرض بالليل لما فيه من ظلمة وكآبة وتعب، ولقاءنا بالمسيح فى الفردوس بالنهار المبهج السعيد.

 +++ لاحظ أيها الحبيب جمال آية "تناهى الليل"، فهى تعطى عزاء لكل متعب بأن كل شر وظلم سيزول قريباً. فاحتمل بشكر من يد الله واثقاً بالمكافأة الأبدية، فتنال أيضاً سلامًا وعزاءً على الأرض.

فلنسلك بأعمال لائقة وتصرفات حسنة كما لو كنا فى النهار، أى كأن كل إنسان يرانا. ولا يصح أن ننغمس فى الشهوات الشريرة. والغريب أنه أضاف الخصام والحسد بعد الخطايا الصعبة كالزنا، ليوضح أنها كلها تحرمنا من الملكوت.

+++ من التدريبات اللطيفة لترك الخطية هو أن أسأل نفسى:
هل كنت سأفعل هذه الخطية لو أن الناس يروننى الآن؟ والسؤال الأهم هل أقدر أن أفعل هذه الخطية والله يرانى الآن؟
إذاً درب نفسك على الشعور بحضرة الله كما يقول إيليا النبى "حى هو الرب الذى أنا واقف أمامه"(1مل17: 1)، فتبعد بهذا عن كل خطية.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ربي الحبيب .. هل استطيع ان اعرفك بوضوح اكثر وان احبك بقوة اكبر واتبعك بقرب اكثر يوما بعد اليوم 




28 مايو 2012

واجبات المسيحى نحو المجتمع


رومية 13: 1-7 


واجبات المسيحى نحو المجتمع

    1 لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة.لانه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. 2 حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سياخذون لانفسهم دينونة. 3 فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة.افتريد ان لا تخاف السلطان.افعل الصلاح فيكون لك مدح منه. 4 لانه خادم الله للصلاح.ولكن ان فعلت الشر فخف.لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر. 5 لذلك يلزم ان يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل ايضا بسبب الضمير. 6 فانكم لاجل هذا توفون الجزية ايضا.اذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه. 7 فاعطوا الجميع حقوقهم.الجزية لمن له الجزية.الجباية لمن له الجباية.والخوف لمن له الخوف والاكرام لمن له الاكرام

+++++++++++++++++++++++++++++++++++

عاشت المسيحية فى أغلب عصورها تحت حكم أناس غير مسيحيين، وهنا يشير القديس بولس إلى أن السلطة جيدة بصفة عامة، لأنها نظام اجتماعى لتنظيم الحياة والعلاقات بين الناس، وهذا أفضل من المجتمعات البدائية التى تسودها الفوضى وحكم العصابات. والله يفرح بالسلطة لأنه إله نظام وليس إله تشويش، فالسلطة ترتيب يوافق عليه الله لتنظيم المجتمع، ويوصينا الرسول بالخضوع له والتجاوب معه. 


من يقاوم السلطة أى يرفضها أو يعارضها ويحاربها، كأنه يقاوم الله نفسه، ويعرض نفسه أيضا للدينونة الأرضية أى عقاب الحكام. وحتى فى العصور التى كان السلاطين يقاومون ويضطهدون المسيحيين، كان المطلوب هو الخضوع الذى وصل إلى حد الاستشهاد، ذاك الذى كان بسماح من الله إذ أنه كان سبب بركة وانتشار للمسيحية. ولذلك لم تسمح المسيحية طوال عصورها بقيام ثورات أو شغب ضد الدول أو السلطات المضطهدة لها، بل احتملت الاضطهادات ببسالة وشجاعة وفرح.


  أما نُظُم الحكم العادية أى الغير مضطهدة للمسيحية، حيث يقول القديس أن الحكم والحكام ليسوا مخيفين أو معاقبين للذين يعملون الصلاح، ولكن سبب خوف وتأديب لصانعى الشر مثل اللصوص – القتلة – المرتشين – المزورين... إلخ؛ لذلك من يريد أن يعيش مطمئناً تحت نظام أى حكم، فليفعل الصلاح أى ما هو مطلوب منه أو مصرح به من قبل قوانين الدولة، فيصير مواطناً صالحاً.


المسئول هو خادم الله، أقامه ليحكم بالعدل بين الناس، فيسود الأمن والعدل والطمأنينة فى المجتمع، وبذلك يتطهر المجتمع. ومن أجل هذا يوجه القديس بولس نصيحة لكل إنسان، يصنع الشر حتى: 


أولا: لا يدخل فى دائرة الخوف والقلق والعقاب من الحكام.
ثانياً: لأن ضميرنا المسيحى المحب للتواضع والطاعة وبذل الذات، لا يرضى إلا بتنفيذ وصية المسيح بالخضوع للرياسات. فالمسيحية ديانة مسالمة ليست معترضة أو مقاومة أو مشاغبة. وليس معنى ذلك ألا يطالب الإنسان بحقه أو يدافع عنه، ولكن فليطالب بحقه بطرق سليمة منطقية وليس بأساليب ملتوية أو جدال غير منطقى. فقد ظهر فى عصور الاضطهاد مدافعون عظماء دافعوا عن الديانة المسيحية بكل قوة.


+++ إن كنا مطالَبين بالخضوع لرؤسائنا الغير مؤمنين فى العالم، فكم وكم بالحرى يجب علينا الخضوع لرعاتنا الروحيين كالكهنة والمرشدين ولآبائنا وأمهاتنا.


إن كان الإنسان المسيحى يخضع للرئاسات فى كل شئ بما لا يتعارض مع وصايا الله، فبديهى أن هذا يعنى الخضوع فى الأمور البسيطة مثل دفع الجزية أى الضرائب لأنها تؤدى خدمات عامة للمجتمع كله. وإن كانت الكنيسة قد طوبت العطاء للمحتاجين (احتياجات القديسين)، فإنها تحسب جامعى الضرائب مثل خدام الله الذين يجمعون التبرعات لخدمة الآخرين، وكذلك الخدمات العامة التى يتمتع بها جميع المواطنين.


الجزية: هى ضريبة على النفوس أو العقارات تُعطَى لجامعى الجزية ... اما الجباية: هى ضريبة على السلع التجارية تعطى لجامعى الجباية.


أعطانا السيد المسيح نفسه مثلا عندما دفع الجزية وقال "أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (لو20: 25). كل لابد أن يأخذ حقه، ويجب أن نقدم الاحترام لكل ذى مركز بتقدير ومخافة وليس عن رياء أو وصولية، فنخاف من الشر ولا نفعله خوفا من عقوبته، وكذلك نكرم ذوى المراكز فى الدولة بالإكرام المعتاد لهذه الرتب، فنؤكد موافقتنا وخضوعنا لنظام المجتمع المفيد فى ضبط كل شئ.


 +++ أنت أيها الحبيب فلتراجع موقفك من جهة رؤسائك، وتسأل نفسك.
1- هل أنا أمين فى ما هو مطلوب منى، أم أنا متكاسل ومخالف فى أعمالى؟
2- هل أطالب بحقى بطرق مستقيمة إذا ظُلمت، أم تُرى ألجأ لطرق ملتوية أو عنيفة لأخذ حقى؟




نورد هنا راي اخر بخصوص رومية 13 وفتوي عدم الخروج عن الحاكم .. مقتبسة من مدونة (قلم رصاص) من هنا 


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : الهي الحبيب .. نحن لا نعلم ماذا نفعل ولكن نحوك اعيننا 






27 مايو 2012

الفضائل المسيحية


رومية 12 : 9-21 


الفضائل المسيحية

9 المحبة فلتكن بلا رياء.كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير. 10 وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية.مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة. 11 غير متكاسلين في الاجتهاد.حارين في الروح.عابدين الرب. 12 فرحين في الرجاء.صابرين في الضيق.مواظبين على الصلاة. 13 مشتركين في احتياجات القديسين.عاكفين على اضافة الغرباء. 14 باركوا على الذين يضطهدونكم.باركوا ولا تلعنوا. 15 فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين. 16 مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا غير مهتمين بالامور العالية بل منقادين الى المتضعين.لا تكونوا حكماء عند انفسكم. 17 لا تجازوا احدا عن شر بشر.معتنين بامور حسنة قدام جميع الناس 18 ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس 19 لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب.لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.20 فان جاع عدوك فاطعمه.وان عطش فاسقه.لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه.21 لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

يعرف الاغلبية منا كيف يظهرون المحبة من نحو الآخرين، وكيف يتحدثون بلطف، ويتحاشون جرح مشاعر الآخرين، ويبدون الاهتمام بهم. بل قد نبرع في خداع أنفسنا، فقد تجيش عواطفنا عندما نسمع باحتياجات الآخرين، أو قد نثور عندما نسمع عن ظلم، ولكن الله يطالبنا بالمحبة الصادقة التي تتأصل في الأعماق تحت السطح، وتسمو على مجرد التصرفات والمشاعر. فالمحبة الحقيقية تعني العمل، عمل شيء من أجل من نحبهم ليكونوا أناسا أفضل.


 إنها تقتضينا بذل وقتنا ومالنا واهتماماتنا. وليس في قدرة إنسان أن يحب جماعة بأكملها، ولكن الكنيسة المحلية، جسد المسيح، تستطيع ذلك. فابحث عن أناس في حاجة إلى محبتك العاملة، وابحث عن طرق تستطيع بها أنت ورفقاؤك من المؤمنين أن تتحدوا معا في محبة كل جماعتكم في تحت اسم المسيح.


نستطيع إكرام الآخرين بطريقين : فطريق العالم لها دوافع وأهداف تسعى إليها. ففي العالم، نكرم رؤساءنا لكي يكافئونا، ونكرم مرؤوسينا ليعملوا بجد، ونكرم الأغنياء ليساهموا في مشروعاتنا، ونكرم الأقوياء ليستخدموا نفوذهم لخيرنا وليس ضدنا. أما طريق الله في إكرام الآخرين، فتختلف عن ذلك تماما، فنحن، كمسيحيين، نكرم الناس لأنهم قد خلقوا على صورة الله، إخوتنا وأخواتنا في المسيح، ولأننا نشكر الله من أجل مايبذلونه لبنيان جسد المسيح.


فى مسيرتنا نحو الأبدية تعترضنا ضيقات كثيرة هدفها تعطيلنا وتجريحنا واسقاطنا، لذلك يقدم القديس بولس الحل وهو الفرح بالرجاء، أى النظر إلى المجد العتيد أن يستعلن فينا. فالضيقة هى مجالنا للربح وكسب المكافأة السمائية، إذا نجحنا وواظبنا على الصلاة، وكأننا نقول لا شئ يفصلنا عن محبة المسيح، فنجد معونة وقوة كبيرة من الله تسندنا.


ويا لجمال اللقب الذى أطلقه القديس بولس على الفقراء(ع13 )، فهم القديسون لما يحتملونه من صعوبة العيش وظلم الأغنياء وقسوه المتكبرين عليهم، ويعنى أيضاً بالقديسين المؤمنين المقدسين فى المسيح. وكلمة مشتركين معناها أن كل عضو فى الجسد لابد أن يشارك فى هذه الخدمة لأخوه المحتاج. ولذلك عاشت الكنيسة الأولى حياة تسمى "حياة الشركة"، حيث لم تكن هناك أى فروق طبيعية، فالكل شبعان.


ثم يوجهنا القديس بولس(ع15) إلى مشاركة الآخر فى فرحه، أى أفرح له من قلبى بلا غيرة وبلا حسد، ويجب أن تكون مشاركتى فى مظاهر فرحه فى حدود لا تحزن روح المسيح الساكن فىًّ. وإن كان الإنسان فى العالم اليوم يرفض مشاركة الآخر فى حزنه لأنه ببساطة لا يستطيع أن يحتمل الآخر أو حتى يستمع إلى أحزانه وهمومه، فالإنسان الروحى هو دائماً صدر حنون، وأذن مصغية ولسان لطيف معزى.


شركتنا بعضنا البعض فى الفرح والحزن تصيرنا جسداً واحداً ولنا اهتمام واحد وهو الحياة الأبدية، غير مهتمين بأمور العالم المادية وتعظم المعيشة (الأمور العالية)، بل تجعلنا ننقاد إلى المتضعين أى نتمثل بالقديسين المتضعين ونقتدى بهم.


ومن فضائل المتواضع أنه يسمع ويتعلم ويطيع ويخضع، أما المتكبر الحكيم فهو الذى يسير بحسب أهوائه الشخصية وآرائه، غير خاضع للمرشدين أو الكهنة أو الكنيسة ولا حتى الله نفسه. فالحكمة الحقيقية هى فى الخضوع لله والمرشدين، أما الحكيم فى عينى نفسه فهو المتكبر، فتكون حكمته زائفة ومجرد ذكاء أو معلومات ولكن لا يستطع أن يتصرف حسنا لأن الحكمة هى التصرف الحسن.


(ع17-21)
تلخص هذه الأعداد لب الحياة المسيحية، فلو أحببنا أحدا، كما يحبنا المسيح، فلابد أن يكون لدينا الاستعداد لأن نغفر. وإذا كنا قد اختبرنا نعمة الله، فلابد أننا نود توصيلها للآخرين. واذكر أن النعمة هي الإحسان لمن لا يستحق، فإعطاء العدو جرعة ماء ليس تبريرا لأفعاله الرديئة فنحن نعيها تماما بل ونغفرها، ونحبه رغم ذلك مثلما فعل معنا الرب تماما.  
في زماننا هذا، زمان الدعاوى القضائية المتواصلة والمطالبة المستمرة بالحقوق القانونية، يبدو طلب بولس في ع19 وكأنه أمر مستحيل. فعندما يؤذيك أحدهم بشدة، فبدلا من معاملته بما يستحق، يقول لك الرسول بولس أن تحسن إليه، وتجعل منه صديقا لك. 


لماذا يطلب منا الرسول بولس أن نغفر لأعدائنا؟ (1) لأن الغفران قد يكسر حلقة الانتقام ويؤدي إلى المصالحة المتبادلة. (2) قد يخجل العدو فيغير من أساليبه. (3) إن مقابلة الشر بالشر ستسبب لك من الضرر مثلما تسببه لعدوك، ولكن الصفح عنه، ولو لم يتب هو مطلقا، سيحررك من عبء ثقيل من المرارة.   


+++ أنت أيها الحبيب مدعو لاقتناء كل هذه الفضائل لتصير بالحقيقة إبناً لله، وخلاصتها أن تحب كل إنسان وتشعر باحتياجه وتسعى لمساعدته. وعلى قدر محبتك العملية تنال سلاماً داخلياً وبركة من الله فى كل خطواتك.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

يا رب اعني اذا ما ابتعدت عن طاعتك ، انقذني من عنادي وضعفي ، عرفني طريقك وابعد عني روح الارتداد والكبرياء .. انتي معيني ومخلصي الي الابد أمين . 




23 مايو 2012

تقديس الجسد والعقل

رومية 12 : 1-8

تقديس الجسد والعقل

  1 فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية. 2 ولا تشاكلوا هذا الدهر.بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة. 3 فاني اقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم ان لا يرتئي فوق ما ينبغي ان يرتئي بل يرتئي الى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الايمان. 4 فانه كما في جسد واحد لنا اعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الاعضاء لها عمل واحد 5 هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح واعضاء بعضا لبعض كل واحد للاخر. 6 ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا.انبوة فبالنسبة الى الايمان. 7 ام خدمة ففي الخدمة.ام المعلم ففي التعليم. 8 ام الواعظ ففي الوعظ.المعطي فبسخاء.المدبر فباجتهاد.الراحم فبسرور.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع1-3
يوجه بولس الرسول نظر المؤمنين، إلى أنهم بعدما عاملهم الله بكل رأفة، إذ قدم لهم الخلاص والفداء، يجب عليهم فى المقابل للحفاظ على تلك النعم الجزيلة أن يقدم المؤمن كل أعضائه لصنع الخير والبر والقداسة، ويذبح ويطرد كل شهوة شريرة تخالفها، وأن يشترك الفكر فى تسبيح الله وعبادته.


لا ينبغى أن يتشبه المؤمن بأهل العالم. فكم يقدم العالم من سلوكيات أو عادات تخالف وصية المسيح، بل ويتجاسر ويتهم الكنيسة وأولادها بالانغلاق والرجعية. لذا لا يجب علينا مجاراة أو إرضاء أهل العالم، بل فليستنر ذهننا وفكرنا كل يوم بأفكار الكتاب المقدس، لندخل من عمق إلى عمق فى الحياة الروحية، ونصير أكثر اقترابًا وتفهمًا لمشيئة الله الصالحة فى حياتنا، فينعكس ذلك على سلوكنا الخارجى (شكلكم).


+++ اعلم إنك وإنت كنت تعيش فى العالم لكن مبادئك مختلفة عنه. فلا تشاركه فى أخطائه، وإن كنت قد انسقت معه فى بعض التصرفات الغير سليمة، فأنت محتاج للتوبة وتجديد ذهنك، فتحيا لمحبة الله. كن قوياً فى قطع الخطية وكل ما يوصلك إليها، لتحيا منشغلاً بمحبة الله. 


ع3-8 
كثيرا ما نسمع عن أهمية التقدير السليم للذات، ولكن الرسول بولس يحذرنا من الشطط في محبة الذات. وقد جاء هذا العدد في ترجمة أخرى : أن لا يرتئي أحد (يرى في نفسه) فوق ما ينبغي أن يرتئي". فقد يبخس أحدنا قدر نفسه، بينما يغالي البعض في تقدير أنفسهم، ولكن المعيار الصحيح للتقدير الأمين والدقيق إنما هو معرفة قيمة نفوسنا، حقيقتنا الجديدة في المسيح، فبدون المسيح، نحن لسنا شيئا ذا قيمة في المعايير الأبدية. أما في المسيح، فقيمتنا، كخليقة الله الجديدة، لا حدود لها. أما تقدير نفوسنا بمعايير العالم للنجاح والإنجازات، فيمكن أن يدفع إلى المغالاة في تقدير نفوسنا في نظر الآخرين، فنفقد رؤيتنا لقيمتنا في نظر الله.


يمنحنا الرب مواهب حتى نستطيع بناء كنيسته. ولاستخدام هذه المواهب بفعالية، يجب علينا أن : 
(1) ندرك أن كل المواهب والقدرات إنما هي من الله.
(2) نعرف أن ليس لكل واحد نفس المواهب.
(3) نعرف من نحن وما هو أفضل ما نستطيع القيام به.
(4) نكرس مواهبنا لخدمة الله وليس لنجاحنا الشخصي.
(5) نكون على استعداد لأن نخدم بمواهبنا بسخاء، فلا نبخل بشيء على خدمة الله.  


تأمل هذه القائمة من المواهب (ع6-8) ، وتصور نوعيات الناس الذين يمكن أن تكون لهم كل موهبة منها، فالأنبياء، في الغالب، جسورون فصحاء. والخدام يجب أن يكونوا أمناء وأوفياء، ويجب أن يكون المعلمون ذوي فكر واضح، وأن يعرف الوعاظ كيف يحثون الآخرين. 


كما يجب أن يكون المعطون أسخياء وأمناء، وأن يكون المدبرون ممن يحسنون التنظيم والإدارة، وأن يكون المعزون أناسا عطوفين يسعدهم أن يبذلوا أوقاتهم من أجل الآخرين. 


ولاشك أنه من العسير أن يجمع شخص واحد بين كل هذه المواهب، فنبي قدير قد لا يكون دائما مشيرا صالحا، والمعطي بسخاء قد لا يصلح أن يكون مدبرا، فعندما تتحقق من مواهبك فاطلب من الله أن يرشدك إلى كيفية استخدامها لمجده. وفي نفس الوقت ثق أن مواهبك، مهما كانت، لا يمكن أن تجعلك تقوم بمفردك بعمل الكنيسة. واشكر الله من أجل الآخرين الذين تختلف مواهبهم عن مواهبك، ولتكن قوتك كفيلة بموازنة ضعفاتهم، واشكر أيضا لأن قدراتهم تسد نقائصك، فبالتعاون معا يمكن بناء الكنيسة.



+++ إن كنا أعضاء فى جسد واحد، فليتك تقدر خدمة كل إنسان مهما بدت صغيرة، وشجعه بكلمات طيبة. وفى نفس الوقت لا تستهن بأى عمل صغير تقدمه، واثقاً أن الله يهتم به. وإن كنت تقوم بخدمة كبيرة فلا تستكبر لأنها نعمة معطاة لك لأجل الآخرين، لئلا يسحبها الله منك مهما كنت موهوباً حتى يخلصك من كبريائك.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : اشكرك يا ربنا المبارك من اجل الذين دعوتهم للتعليم عن الايمان بك . ثبتهم ليكونوا امناء لكلمتك المقدسة . مخلصين لجوهر عملك الفدائي .. 




22 مايو 2012

سمو حكمة الله


رومية 11: 25-35

سمو حكمة الله

  25 فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا هذا السر.لئلا تكونوا عند انفسكم حكماء.ان القساوة قد حصلت جزئيا لاسرائيل الى ان يدخل ملؤ الامم 26 وهكذا سيخلص جميع اسرائيل.كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب. 27 وهذا هو العهد من قبلي لهم متى نزعت خطاياهم. 28 من جهة الانجيل هم اعداء من اجلكم.واما من جهة الاختيار فهم احباء من اجل الاباء. 29 لان هبات الله ودعوته هي بلا ندامة. 30 فانه كما كنتم انتم مرة لا تطيعون الله ولكن الان رحمتم بعصيان هؤلاء 31 هكذا هؤلاء ايضا الان لم يطيعوا لكي يرحموا هم ايضا برحمتكم. 32 لان الله اغلق على الجميع معا في العصيان لكي يرحم الجميع

    33 يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه.ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. 34 لان من عرف فكر الرب او من صار له مشيرا. 35 او من سبق فاعطاه فيكافا. 36 لان منه وبه وله كل الاشياء.له المجد الى الابد.امين

+++++++++++++++++++++++++++++++++
يلخص القديس بولس الحقيقة التى لا يجب أن ينساها كل أممى، وهى أن إسرائيل قد تقسى جزئياً، أى أن بعض اليهود رفضوا الإيمان حتى تتاح فرصة للأمم للدخول إليه. ولا يظن الأممى أن القصة انتهت عند هذا الحد لئلا يكون جاهلاً لحكمة الله الذى سيقبل اليهود فى الإيمان قبل نهاية الايام. وهذه نبوة واضحة عن إيمان اليهود فى نهاية الأيام.

وقد سمى القديس بولس هذا الحدث بالسر، لأنه من الصعب على العقل البشرى إدراك أن اليهود الصالبين للمسيح، سيعودوا للإيمان به بعد كل هذه السنين الطويلة من النكران.

+++ كيف سيخلص إسرائيل؟ بالمنقذ يسوع المسيح، الذى يعمل فى القلوب فيغيرها متى أبدت استعدادها لذلك، فيردهم عن شرورهم. وما هو أعظم الفجور؟ أليس هو نكران المسيح؟!.

الخلاصة، أن الله يعد برجوع إسرائيل للإيمان فى نهاية الأيام، حينما يتركون خطاياهم أى قساوة قلوبهم ورفضهم للمسيح وكل شهواتهم الشريرة.

يعتبر اليهود الآن هم أعداء الإنجيل والبشارة به، إلى أن تصل البشارة إلى العالم كله. فالأميريكتان مثلاً لم تصلهما البشارة إلا فى القرن السادس عشر، وأفريقيا فى القرن العشرين، وإلى أن يصل الإيمان إلى كل الأمم أى ملؤ الأمم (ع25) سيظل اليهود أعداء للإنجيل. ثم يعود اليهود إلى الإيمان لأنهم فى الأصل شعب الله المختار، وأحباء الله أولاد آبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب.

وأنتم يا أمم قد دعاكم الله منذ بدء البشرية، ولكنكم رفضتم دعوة الله بينما قبلها إبراهيم وشعبه. ولكن الآن بعد توبتكم، صرتم من المستحقين الرحمة، فى حين عصى اليهود ولكن عندما يتوب اليهود ويعودون إلى الله فى نهاية الأيام، سيُرحمون بنفس نوع الرحمة التى رُحمتم بها.

 +++ لعل هذه الآيات درس لكل إنسان، أن لا يحتقر أحداً مهما كانت خطيته. فمن يدرى فربما ذاك الخاطئ اليوم هو قديس عظيم غداً.

لأن الله أغلق على الأمم أولاً باب الرحمة بسبب عصيانهم من قبل للمسيح، ثم أغلق على اليهود باب الرحمة بسبب عصيانهم بعد تجسد المسيح. ثم ها الأمم فتح لهم باب الرحمة بعد قبولهم المسيح منذ القرن الأول، وسيفتح باب الرحمة لليهود قبل مجئ المسيح الثانى. إذًا فالجميع، أمم ويهود، متساوون من حيث أنهم رُفضوا مرة ورُحموا مرة. وبهذا ستحل رحمة المسيح على الجميع، وإن كانت فى أوقات مختلفة. .

ع33-36
حقاً يا لهذه التركيبة العجيبة والحكمة الفائقة الإدراك التى لله! فهو يوجه كل الأحداث لكى تحقق أهدافها النبيلة فى النهاية. ويا لسابق علمه العظيم!.

ومن ذا الذى يستطيع أن يدَّعى المعرفة فيقول أنا أستطيع أن أفحص أحكام الله، وكأنه أعظم من الله، أو من يقدر أن يحقق ويفحص طرق الله وأساليبه؟ وكأن خطط الله تنقصها الدقة أو الحكمة ... من يستطيع أن يقول أنا أعرف كيف يفكر الله أو أنا مستشار الله؟!

 من أعطى الله شيئاً من عنده كإنسان، فاستحق مكافأة على عطائه لله؟ بمعنى ماذا وهب إسرائيل لله حتى يتجاسر فيطالب بحقه كما لو كان الله مديونا له؟

+++ أخيراً أيها الحبيب قد تحدث أشياء فى حياتك تبدو صعبة الفهم ولا يدركها العقل البشرى الآن، ولكن حكمة الله العظيمة التى تحفظك وترعاك سَتُعَلن لك يوماً، وعندئذ ستدرك كم أحبك الله، وأن كل خططه وتدبيراته آلت عليك بالخير فى النهاية لأنه هو وحده صانع الخيرات الرحوم الرؤوف. فاقبل كل ما يمر بك وأشكر الله عليه واثقاً من محبته وأبوته لك.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : اغفر لي يا ربي يسوع خطاياي وتقصيري وفشلي . أعطني الفرح الذي يولده خلاصك ، واجعلني مستعدا لطاعتك 





17 مايو 2012

دعوة الله لليهود للإيمان


رومية 11:11-24 


دعوة الله لليهود للإيمان

  11 فاقول العلهم عثروا لكي يسقطوا.حاشا.بل بزلتهم صار الخلاص للامم لاغارتهم. 12 فان كانت زلتهم غنى للعالم ونقصانهم غنى للامم فكم بالحري ملؤهم. 13 فاني اقول لكم ايها الامم.بما اني انا رسول للامم امجد خدمتي 14 لعلي اغير انسبائي واخلص اناسا منهم. 15 لانه ان كان رفضهم هو مصالحة العالم فماذا يكون اقتبالهم الا حياة من الاموات. 16 وان كانت الباكورة مقدسة فكذلك العجين.وان كان الاصل مقدسا فكذلك الاغصان. 17 فان كان قد قطع بعض الاغصان وانت زيتونة برية طعمت فيها فصرت شريكا في اصل الزيتونة ودسمها 18 فلا تفتخر على الاغصان.وان افتخرت فانت لست تحمل الاصل بل الاصل اياك يحمل. 19 فستقول قطعت الاغصان لاطعم انا.

 20 حسنا.من اجل عدم الايمان قطعت وانت بالايمان ثبت.لا تستكبر بل خف. 21 لانه ان كان الله لم يشفق على الاغصان الطبيعية فلعله لا يشفق عليك ايضا. 22 فهوذا لطف الله وصرامته.اما الصرامة فعلى الذين سقطوا.واما اللطف فلك ان ثبت في اللطف والا فانت ايضا ستقطع. 23 وهم ان لم يثبتوا في عدم الايمان سيطعمون.لان الله قادر ان يطعمهم ايضا. 24 لانه ان كنت انت قد قطعت من الزيتونة البرية حسب الطبيعة وطعمت بخلاف الطبيعة في زيتونة جيدة فكم بالحري يطعم هؤلاء الذين هم حسب الطبيعة في زيتونتهم الخاصة

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
يسأل القديس بولس سؤال استنكاريا وهو، هل عدم تصديق اليهود أن يسوع هو المسيا المنتظر ورفضهم له، أن هذا معناه أنهم سقطوا إلى المنتهى؟
بالقطع لا، لأن عثرتهم هى فترة مؤقته، حتى أنهم عندما ابتعدوا عن الإيمان، اتجه الله لإنقاذ الأمم. ولعل أحد فوائد ذلك هو بث روح الغيره فى قلوب اليهود.


يعود القديس بولس لرفع روح اليهود المعنوية، فيوضح حالتهم بأنها "زلة"، كما أوضح أن الله حول زلتهم للخير بأن فتح ذراعيه للأمم. 
أما البهجة العظمى فستكون بملؤهم أى رجوع غالبيتهم للإيمان بالمسيح حيث ستكون بركه للعالم كله، إذ سينتهى العالم المادى ونبدأ بالتمتع بملكوت السموات وذلك فى نهاية الأيام.


الآن ما هى قيمة اليهود فى نظر الله؟ هنا يشبه القديس بولس الآباء (إبراهيم وإسحق ويعقوب) بالباكورة (وهى تقدمة أول الحصاد لله فيتبارك بذلك محصول القمح كله الذى يستخدم فى العجين)، ويشبه شعب اليهود بالعجين نفسه المقدس. ثم عاد ليشبه الآباء بالأصل (جذر وساق شجرة جيدة) وشعب اليهود بالأغصان الجيدة لتلك الشجرة.


بالقطع لا يمكن لك أن تفتخر على الأغصان المقطوعة، أى اليهود المرفوضين لعدم إيمانهم، ظاناً أنك أفضل، حتى وإن أثمرت ثمارًا روحية جميلة، فالمجد والفخر والفضل يعود إلى الأصل، أى آباء الشعب اليهودى وأنبيائه، الذى يحملك ويغذيك ولولاه لسقطت أنت.


 إن قلت فى قلبك أنا الغصن الثابت أحسن من الأغصان الأصلية التى قطعت، لأن الله رفضها ووضعنى بدلاً منها؛ فلتعرف إذاً السبب الحقيقى لسقوطها، وهو عدم الإيمان، والسبب الحقيقى لثباتك وهو إيمانك. وهذا يجعلك ليس متكبرًا مفتخرًا، بل خائفًا من السقوط.


+++ إن مخافة الله هى طريق خلاصك، واتضاعك يسندك. فافحص نفسك بالتوبة عالماً أنك أقل من جميع الكائنات، ولكن الله هو الذى يمجدك بمحبته وعطاياه. وعلى قدر ما تخاف الله، ترفض الخطية فيتنقى قلبك وتتعلق بمحبته فتحيا بكل قلبك له.


يعلن بولس أن إيمان وعودة اليهود الرافضين ليس مستحيلاً، لأنه إن كنت أنت أيها الأممى زيتونة برية مختلفة عن الزيتونة الأصلية، استطاع الله أن يطعمك فيها، فكم بالأسهل يستطيع الله أن يطعم الأغصان التى لها نفس طبيعة الزيتونة الأصلية، أى اليهود عندما يتوبون.


ومن أجل ذلك أحبت الكنيسة كتاب العهد القديم وقرأته بل وأخذت منه فصولاً فى قراءاتها الكنسية، لأنه أصل الزيتونة، وتتطلع إلى اليهود ليعودوا إلى الزيتونة ويرجعوا إلى الإيمان، إذ أنهم بعيداً عن الإيمان كغصن جاف ميت مصيره النار، فالسيد المسيح قال لكل إنسان فى (يو15: 6) "إن كان أحد لا يثبت فى يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه فى النار فيحترق".


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : اشكرك يا الله لانك الله رحيم ورؤوف . اشكرك لانك تريد ان جميع الناس يخلصون والي معرفة الحق يقبلون ... من فضلك يا رب اقبل توبتي وافتح لي باب المغفرة فاعيش في محبة وسلام مع الجميع . امين 






16 مايو 2012

مستقبل اليهود من جهة الخلاص


رومية 11: 1-10 


مستقبل اليهود من جهة الخلاص


   1 فاقول العل الله رفض شعبه.حاشا.لاني انا ايضا اسرائيلي من نسل ابراهيم من سبط بنيامين. 2 لم يرفض الله شعبه الذي سبق فعرفه.ام لستم تعلمون ماذا يقول الكتاب في ايليا كيف يتوسل الى الله ضد اسرائيل قائلا 3 يا رب قتلوا انبياءك وهدموا مذابحك وبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي. 4 لكن ماذا يقول له الوحي.ابقيت لنفسي سبعة الاف رجل لم يحنوا ركبة لبعل. 5 فكذلك في الزمان الحاضر ايضا قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة. 6فان كان بالنعمة فليس بعد بالاعمال.والا فليست النعمة بعد نعمة.وان كان بالاعمال فليس بعد نعمة.والا فالعمل لا يكون بعد عملا. 7 فماذا.ما يطلبه اسرائيل ذلك لم ينله.ولكن المختارون نالوه.واما الباقون فتقسوا 8 كما هو مكتوب اعطاهم الله روح سبات وعيونا حتى لا يبصروا واذانا حتى لا يسمعوا الى هذا اليوم. 9 وداود يقول لتصر مائدتهم فخا وقنصا وعثرة ومجازاة لهم. 10 لتظلم اعينهم كي لا يبصروا ولتحن ظهورهم في كل حين

++++++++++++++++++++++++++++++++++

إن كان الله قد وصف إسرائيل بالشعب المعاند فى الأصحاح السابق، فهذا لا يعنى إطلاقاً أنه أغلق باب الخلاص أمام من يريد أن يؤمن به منهم، بدليل أن القديس بولس نفسه الإسرائيلى ومن سبط بنيامين قَبِلَهُ الله عندما تجاوب مع محبة المسيح له، وأدخله إلى حظيرة الإيمان، ليس فقط كمؤمن بل ككارز عظيم. 

الله الذى اختار إسرائيل كشعبه، لا يمكن أن يرفضه حتى بعدما صلبوه ورفضوه. وإن كان قد رفضهم كدولة سياسياً حين قال "هوذا بيتكم يترك لكم خراباً" (مت23: 38)، إعلانا عن نهاية الديانة اليهودية، إلا أنه سيظل دائماً وإلى الأبد فاتحاً ذراعيه لكل من يؤمن به من شعب إسرائيل. لأنه فى كل جيل توجد قله إسرائيلية تؤمن به، بدليل أن إيليا النبى عندما اشتكى شعب إسرائيل لله قائلاً عنهم أنهم قتلوا الأنبياء وهدموا المذابح (أى استبدلوا عبادة الله بعبادة الأوثان)، وطلبوا قتل إيليا نفسه، أجاب الله أنه يوجد 7000 رجل لم يسجدوا للبعل (امل19: 18). ورقم سبعة يشير للكمال ورقم 1000 للحياة السماوية، أى أن 7000 يحيوا بكمال الحياة السماوية، طالبين لا الأرضيات بل السماويات.

كذلك أيضا فى زمان بولس، بل وفى كل الأزمنة، يوجد قلة إسرائيلية مختارة تدخل إلى الإيمان بالمسيح. وكيف يكون ذلك؟ باختيار النعمة، أى ينظر الله إلى القلوب فيرى من هو مستعد لقبوله ويرسل له نعمة الروح القدس لتؤازره وتنير قلبه وتقويه ليدخل الإيمان المسيحى ويعتمد، فيثبت فيه الروح القدس إلى الأبد.

ع6: ليس بعد بالأعمال: أى أعمال الناموس.
ليست النعمة بعد نعمة: لا فائدة للنعمة فى الخلاص.
إن كان بالأعمال فليس بعد نعمة: إن كان الخلاص بأعمال الناموس، فلا يكون بنعمة المسيح وتكفينا أعمال الناموس للخلاص.
العمل لا يكون بعد عملا: أعمال الناموس لا تكون بعد عملا مخلصا للإنسان، بل هى تمهيد فى رفض الخطية حتى نؤمن بالمسيح وننال الخلاص بنعمته.


يعود القديس بولس ليؤكد أن اختيارهم ليس بناء على أعمال ناموسهم. لأنه لو كانت أعمالهم سبب خلاصهم لكانوا فى غير حاجة إلى نعمة الله. ومن ذا الذى يستطيع أن يخلص بدون نعمة الله؟


ع8-10 : عندما وجدهم الله قساة، تركهم فى قساوتهم وحجب عنهم نعمته لانهم رافضون لها، وعندما ينظر الإنسان إليهم يجدهم وكأنهم فى نوم عميق لا يسمعون ولا يرون. فهوذا العالم من حولهم يؤمن بالمسيح وينال الخلاص فى كل الأجيال. وبالرغم من أنهم رأوا المسيح وسمعوا تعاليمه إلا أنهم أغلقوا قلوبهم وعيونهم وآذانهم عنه. وهذه الآية نبوة عنهم من كل من موسى النبى (تث29: 4)، إشعياء النبى (إش29: 10-12).


+++ كن مستعدا فى كل حين للتعلم ممن حولك، ولا تدع الكبرياء يمنعك من التلمذة وفهم رسائل الله لك على فم المحيطين بك. فالاتضاع هو طريق المعرفة والحكمة وكل صلاح.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : اما انا فمسكين وبائس الرب يهتم بي.عوني ومنقذي انت.يا الهي لا تبطئ . مز40 : 17 






15 مايو 2012

رفض اليهود للكرازة


رومية 10: 14-21 


رفض اليهود للكرازة

.  14 فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به.وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به.وكيف يسمعون بلا كارز. 15وكيف يكرزون ان لم يرسلوا.كما هو مكتوب ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات. 16 لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا.17 اذا الايمان بالخبر والخبر بكلمة الله. 18 لكنني اقول العلهم لم يسمعوا.بلى.الى كل الارض خرج صوتهم والى اقاصي المسكونة اقوالهم. 19 لكني اقول العل اسرائيل لم يعلم.اولا موسى يقول انا اغيركم بما ليس امة.بامة غبية اغيظكم. 20 ثم اشعياء يتجاسر ويقول وجدت من الذين لم يطلبوني وصرت ظاهرا للذين لم يسالوا عني. 21 اما من جهة اسرائيل فيقول طول النهار بسطت يدي الى شعب معاند ومقاوم

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

لكى يدعو أى إنسان باسم الرب، أى يصلى للمسيح ويعتبره إلها، لابد أن يؤمن به أولاً، وذلك بعد أن يسمع عنه بواسطة كارز (مبشر).

لكى ينجح الكارزون فى مهمتهم، لابد أن يرسلوا من الله باسم السيد المسيح بنعمة ومعونة الروح القدس. وقد سبق إشعياء (إش52: 7) وطوَّب أقدامهم المتعبة، ووصفهم بالمبشرين بالسلام والخيرات والخلاص والتحرر من الخطية. وهم ليسوا كأنبياء العهد القديم الذين حملوا تهديدات ووعيداً، وكانت الأنباء السارة مؤجلة إلى أن يأتى المسيح.


 +++ نحن نسأل أنفسنا كخدام، هل يظهر السلام فى حياتنا فينجذب الكل إلى مسيحنا المعطى السلام، أم تبدو علينا هموم وشهوات العالم؟!

كان من المفروض أن اليهود هم أول من يصدقوا الخبر، بل ويشتركوا هم بأنفسهم فى الكرازة بالمسيح مثل بقية الرسل، ولكنهم عوض ذلك لم يصدقوا بشارة الإنجيل، بل قاوموها، وقد سبق إشعياء وتنبأ عنهم (إش53: 1) قائلاً من سيصدق خبرنا من إسرائيل، أى الكرازة بالمسيح.
  
الإسرائيليون مسئولون عن رفضهم، وليست لهم حجة أنهم لم يسمعوا الخبر، لأن الكرازة بالمسيح قد وصلت إلى كل أقطار المسكونة عن طريق الرسل، وأيضاً عن طريق اليهود المجتمعين فى يوم الخمسين من كل بلاد العالم. فهؤلاء لما علموا بخبر قيامة المسيح آمنوا، ثم انطلقوا كل واحد إلى بلده ينقل الأخبار السارة إلى أقاربه اليهود المشتتين فى العالم أجمع.

بالتأكيد قد علم إسرائيل بخبر الإنجيل ورفضوه بإرادتهم. وهنا يستشهد القديس بولس بنبيين عظيمين، هما موسى وإشعياء، اللذين تنبآ عن رفض إسرائيل للإيمان بالمسيح. فأولا تنبأ موسى فى تثنية (32: 21) أن الله سيرفضهم كشعبه ويغيظهم بقبول الأمم، الذين أطلق عليهم قديما "الأمة الغبية" من جهة الأمور الروحية. وإن كان الأمم قد فهموا حكمة الله، فما حجة اليهود فى عدم الفهم وهم الأذكياء؟


ثانيا تكلم الله على لسان إشعياء (65: 1) قائلاً، أنا كإله أصبحت مفهومًا وواضحًا لمن لم يطلبوننى أو يسألوا عنى، أى الأمم.


+++ هنا قد يسمع إنسان خارج الكنيسة عن المسيح، فيمتلئ قلبه حباً له ويقدم توبة قوية وحياة جديدة مقدسة أكثر من إنسان متدين ظاهرياً ومتكبر داخلياً. فلا تعتمد على تعودك الارتباط بالكنيسة، ولكن لتكن لك التوبة الداخلية ومحاولة فهم ما تصلى به وتسمعه.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : يا رب اني اعتمد عليك بالتمام . ساعدني لكي امجدك بسلوكي سواء في وقت الرحب او في وقت الضيق. 





13 مايو 2012

بر المسيح للكل


رومية 10 : 1-13 


بر المسيح للكل

 1 ايها الاخوة ان مسرة قلبي وطلبتي الى الله لاجل اسرائيل هي للخلاص. 2 لاني اشهد لهم ان لهم غيرة الله ولكن ليس حسب المعرفة. 3 لانهم اذ كانوا يجهلون بر الله ويطلبون ان يثبتوا بر انفسهم لم يخضعوا لبر الله. 4 لان غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن. 5لان موسى يكتب في البر الذي بالناموس ان الانسان الذي يفعلها سيحيا بها. 6 واما البر الذي بالايمان فيقول هكذا لا تقل في قلبك من يصعد الى السماء اي ليحدر المسيح. 7 او من يهبط الى الهاوية اي ليصعد المسيح من الاموات. 8 لكن ماذا يقول.الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك اي كلمة الايمان التي نكرز بها. 9 لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وامنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات خلصت. 10 لان القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص. 11لان الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى.12 لانه لا فرق بين اليهودي واليوناني لان ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به. 13 لان كل من يدعو باسم الرب يخلص

++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ع1-5
يعلن القديس بولس أن مشتهى قلبه ومسرته وصلواته هى من أجل خلاص إسرائيل، فقلبه يمزقه الألم حزناً وحسرة على بنى إسرائيل الذين رفضوا المسيح فرُفضوا من الله.


ها هو القديس بولس، بعين محبة طاهرة غير ناقدة، ينظر إلى الميزة الوحيدة الحلوة فى اليهود، وهى تمسكهم الشديد بالله وغيرتهم على اسمه ولكن تنقصها المعرفة الروحية، متذكرا نفسه هو شخصياً عندما كان شديد الغيرة على الله، فبجهله اضطهد المسيحيين قبل أن يستنير قلبه برؤية المسيح.


ماذا سيحدث لليهود الذين يؤمنون بالله ولكنهم لا يؤمنون بالمسيح؟ حيث إنهم يؤمنون بنفس الإله ألا يخلصون؟ لو كان الأمر كذلك لما أجهد الرسول بولس نفسه وبذل كل تلك التضحيات ليعلمهم عن المسيح. وحيث إن المسيح هو أكمل إعلان لله، ولا يمكننا معرفة الله تماما إلا في المسيح، وحيث إن الله قد عين المسيح لمصالحة الناس مع الله، فلا يمكننا أن نأتي إلى الله بطريق آخر. فاليهود، كسائر الناس، لا يمكنهم أن ينالوا الخلاص إلا بالمسيح يسوع وحده (يو 14: 6 ؛ أع 4: 12). ونحن نود مثل بولس لو أن جميع الناس يخلصون، ويجب أن نصلي لأجلهم، ونسعى، بكل محبة، أن نوصل إليهم بشارة الخلاص.


في عدد 3  يوضح الرسول لماذا أعطى الله الشريعة وهو يعلم أنه ليس في قدرة الناس حفظها؟ يقول الرسول بولس إن أحد الأسباب التي أعطى الله لأجلها الشريعة، هو أن يكشف للناس عن مدى شرهم وإثمهم (غل 3: 19). كما أن الشريعة كانت ظلا للمسيح، أي أن نظام الذبائح كان ليعلم الناس، حتى متى جاء الذبيح الحقيقي، يمكنهم أن يدركوا عمله. كان نظام الشرائع الطقسية ليستمر إلى أن يأتي المسيح، فالشريعة كانت تشير إلى المسيح، وكان هذا هو السبب في كل تلك الذبائح الحيوانية.  


عوضا عن الحياة بالإيمان في الله، وضع اليهود عادات وتقاليد (بالإضافة إلى شريعة الله) لكي يجعلوا أنفسهم مقبولين في نظر الله، ولكن الجهد البشري، مهما كان مخلصا، لا يمكن أن يكون بديلا عن الصلاح الذي يمنحه لنا الله بالإيمان، فالسبيل الوحيد لنوال الخلاص هو الكمال، وهو أمر مستحيل، فما علينا إلا أن نمد أيدينا الفارغة ونأخذ الخلاص هبة مجانية.


+++ ليتك تنظر إلى فضائل الناس وليس إلى أخطائهم لتدينهم. وأعلم أنه لا يمكن أن يخلو إنسان، مهما كان شريرا، من الفضائل. فإن دربت عينيك على اكتشاف فضائل الناس، أى امتداحها، ستريح قلبك وتستفيد من هذه الفضائل، وفى نفس الوقت تكسب محبة الآخرين، وحينئذ ستنظر إلى أخطائهم بعين الشفقة فتلتمس الأعذار لهم وتصلى لأجلهم.


ع6-8 


هكذا تساءل الناس فى العهد القديم، إذ رأوا البر عالٍ وبعيد عنهم مثل السماء، وقالوا هل يوجد إنسان يستطيع أن يرتفع إلى السماء ويحيا البر؟! أى لا يوجد إنسان بار واحد يقدر أن يتمم الناموس ... تمنى الناس وانتظروا المسيا المخلص وقالوا فى العهد القديم من يرتفع إلى السماء ليأتى إلينا بالمسيح الذى يهبنا البر؟


قدم لنا المسيح الفداء على طبق من فضة، حينما مات ثم نزل إلى الهاوية ليحرر المسبيين فيها، ثم قام من الأموات بلا مجهود منك ودون أن يطلب منك أحد النزول للهاوية لإقامته. وكل ما عليك هو أن تؤمن بقيامته وبقوة تبريره ولا تكن كاليهود الذين استنكروا قيامته قائلين من يستطيع أن يحضر المسيح من الهاوية؟
فاليهود عجزوا عن فهم عمل المسيا كيف سيصعد من الجحيم الذى نزل إليه ليصعد الذين ماتوا على الرجاء، ونسوا أنه الله القادر أن يقيم نفسه ويرفع معه كل الذين ماتوا على الرجاء.


+++ نعم أيها الحبيب فقد أصبح الخلاص ميسوراً بالمسيح يسوع. أفلا نستغل تلك الفرصة مادمنا أحياء على الأرض لئلا يفوتنا الوقت؟ وذلك بالتوبة والتناول من الأسرار المقدسة التى ينتج عنها الاهتمام بالحديث مع الله فى الصلاة وقراءة كلامه فى الكتاب المقدس كل يوم.
ع9-13 


هل سألك أحدهم : كيف أصير مؤمنا؟ هذه الأعداد تقدم لك الجواب الجميل. فالخلاص قريب جدا منك مثل قلبك وفمك. يظن الناس أن الخلاص عملية معقدة، لكنه ليس كذلك. فمتى آمنوا بقلوبهم ونطقوا بأفواههم أن المسيح هو الرب المقام، فإنهم يخلصون.  


ولكن ليس اعترافاً شفهيا فقط. فالمسيحى قديماً كان يعترف بالمسيح والسيف على رقبته، أما نحن فلنعترف بالمسيح على الأقل:
أ‌بسلوكنا الحسن وتصرفاتنا الخارجية فنشهد أننا أولاد الله.
ب‌ بإيماننا القلبى بأن الله الذى أقام المسيح من الأموات، قادر أن يقيمنا من كل سقطاتنا فتتنقى حياتنا الداخلية وهكذا نخلص.


+++ ما أعظم جود ربنا يسوع المسيح الذى لا ينظر إلى الوجوه بل إلى القلب. فالعالم يقسم الناس إلى مراكز ودرجات، وأغنياء وفقراء. وقد تفرق الأم بين أبنائها بمحاباة، أما فى المسيح يسوع فكل البشر لهم فرص متكافئة فى نوال الخلاص. لذا لا تتضايق من ضعفاتك ونقائصك، فالمسيح يحبك ومستعد أن يكمل كل احتياجاتك ويعطيك فرحاً كاملاً.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : اللهم اعني حتي تكون صلاتي وعبادتي مقبولة امامك وان تكون من قلب مخلص تائب ومحب للجميع ... أعني أن اقول ما أعني وما في باطني لاني ضعيف فامنحني قوتك من اجل حياة مباركة فيك. 








10 مايو 2012

تبرر الأمم وعثرة اليهود


رومية 9: 22 – 33 


تبرر الأمم وعثرة اليهود

22 فماذا ان كان الله وهو يريد ان يظهر غضبه ويبين قوته احتمل باناة كثيرة انية غضب مهياة للهلاك. 23 ولكي يبين غنى مجده على انية رحمة قد سبق فاعدها للمجد.24 التي ايضا دعانا نحن اياها ليس من اليهود فقط بل من الامم ايضا 25 كما يقول في هوشع ايضا سادعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة. 26 ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي انه هناك يدعون ابناء الله الحي. 27 واشعياء يصرخ من جهة اسرائيل وان كان عدد بني اسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص. 28 لانه متمم امر وقاض بالبر.لان الرب يصنع امرا مقضيا به على الارض. 29 وكما سبق اشعياء فقال لولا ان رب الجنود ابقى لنا نسلا لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة

    30 فماذا نقول.ان الامم الذين لم يسعوا في اثر البر ادركوا البر.البر الذي بالايمان. 31ولكن اسرائيل وهو يسعى في اثر ناموس البر لم يدرك ناموس البر. 32 لماذا.لانه فعل ذلك ليس بالايمان بل كانه باعمال الناموس.فانهم اصطدموا بحجر الصدمة 33 كما هو مكتوب ها انا اضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل من يؤمن به لا يخزى

+++++++++++++++++++++++++++++++++

ع 22- 29 
آنية الغضب هو فرعون القاسى القلب أصلا، الهالك فى جميع الأحوال، هذا قد استغله الله كوسيلة إيضاح ليبين غضبه على الأشرار وقوة انتقامه منهم، بأن أغرق فرعون والمصريين فى البحر الأحمر، بعدما احتمله طوال فترة الضربات العشر. ونلاحظ أن القديس بولس لم يقل أن الله هو الذى صنع آنية الغضب، بل فقط احتملها لأن الإنسان بشره يصير آنية تغضب الله.

آنية الرحمة هى إسرائيل المتذلل من العبودية فى أرض مصر، فأخذهم إلى أرض الموعد، وأصبحوا شعبا ذا شأن وجعل لهم اسمًا عظيمًا ممجدًا بين الشعوب، وهنا ظهرت عظم رحمة الله بهم. وكذلك الله يفعل مع كثيرين يظهرون مضطهدين ومذلين فى العالم من أجل اسمه، ولكنه يسندهم ثم يمجدهم فى السماء. 

كما اختار الله اليهود البؤساء ليرحمهم، هكذا أيضاً امتدت رحمته لتشمل الأمم البؤساء، ليصنع منهم شعبه أى كنيسة العهد الجديد جنباً إلى جنب مع المسيحيين من أصل يهودى.

موضوع اختيار الله للأمم ليس موضوعاً جديداً على اليهود، لأن نبوات كثيرة من العهد القديم تحدثت عن دخول الأمم إلى الكنيسة مثل هوشع (2: 23)، الذى قال إن الأمم الذين لم يكونوا من شعب الله أصبحوا شعبه والذين كانوا مبغضين أصبحوا محبوبين.

 +++ تعلمنا الكنيسة ألا نحكم على أحد بأنه هالك أبداً، مهما كان خاطئا، إلى أن يموت. فخاطئ اليوم قد يكون قديس الغد، والعكس صحيح. ولا نتسرع أيضا بإعلان قداسة إنسان إلا بعد نياحته واطمئنان الكنيسة على صدق سيرته. فارفع صلوات من أجل كل إنسان يخطئ، وقدم محبتك له أكثر من المؤمنين الصالحين.


سيظل الله يدعو اليهود للإيمان حتى نهاية الأيام، وسيؤمن به عدد يسميهم نسل قليل، ومن أجل هؤلاء يتأنى على شعب إسرائيل إلى هذا اليوم، ولم يهلكهم كأهل سدوم وعمورة (إش1: 9). فهذا يعلن أن هناك عددا من اليهود سيؤمنون بالمسيح رغم أن كثيرين منهم قد رفضوا الإيمان.


 +++ ألا تلاحظ معى أيها الحبيب طول أناة الله ورأفته. فهو الذى احتمل فرعون مرات كثيرة، وصبر على شعب إسرائيل طوال حوالى 2000 عام، وهكذا يصبر علينا ليعطينا كل الفرص للتوبة، حتى إن كنا قساه القلوب نخجل من محبته ونسرع إليه بالتوبة.


ع 30-33 
الأمم الذين عاشوا فى ظلمات الجهل الروحى، ولم يسيروا فى طريق أعمال الناموس، وصلوا الآن إلى التبرير بالإيمان؛ بينما شعب إسرائيل الذى قضى طوال حياته يسعى فى طريق تنفيذ الناموس بكل حرف فيه، لم يدرك عمق ناموس البر وإنه المؤدى للوصول للمسيح، وكانت النتيجة أنه لم يحصل على البر الحقيقى.

يقدم القديس بولس سبب عدم إدراك إسرائيل للبر، وهو أنه لم يسعَ للبر عن طريق الإيمان بالمسيح، بل سعى إليه كثمن يستحقه كنتيجة طبيعته لسلوكه بأعمال الناموس، فاصطدم الإسرائيليون بحجر، وهو السيد المسيح، الذى فضح رياءهم ورفض برهم الذاتى وكبرياءهم، فما كان منهم إلا أن صلبوه وقتلوه وأنكروا قيامته.

استشهد القديس بولس على كلامه بسفر إشعياء (إش8: 14)، بأن اليهود الذين رفضوا المسيح اصطدموا به، فسقطوا وخرجوا من حظيرة الإيمان. أما المتكل على السيد المسيح، صخر الدهور وحجر الزاوية وأساس الكنيسة، فهذا لن يخجل ولن يتعرض للخزى الأبدى فى الدينونة.


 +++ لذا فلنسجد شكرًا لإلهنا، ذاك الذى سعى إلينا ببره، وحسبنا كآنية رحمة، فاختارنا وتراءف علينا، وجعلنا آنية للكرامة والمجد كحسب مشيئته. ولكن علينا أيها الحبيب أن نثبت نحن فى هذا الاختيار وإلا رفضنا نحن أيضاً، كما رفض إسرائيل بسبب قساوة قلبه.


 وكل هذا لا يبطل ولا يلغى مكانه وأهمية الناموس فى العهد القديم، بل الناموس كقائد عظيم يتقاعد الآن ويسلم القيادة للقائد الجديد ربنا يسوع المسيح له كل المجد والكرامة.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الهي الحبيب أرجو أن تساعدني حتي تزداد ثقتي فيك وأن يكون ايماني بك كاملا . أعني يا رب حتي اتمم وصاياك واسلك حسب مشوراتك كل ايام حياتي . 



8 مايو 2012

اختيار الله وحرية الإنسان


رومية 9: 14 – 21 


اختيار الله وحرية الإنسان

 14 فماذا نقول.العل عند الله ظلما.حاشا. 15 لانه يقول لموسى اني ارحم من ارحم واتراءف على من اتراءف. 16 فاذا ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم. 17 لانه يقول الكتاب لفرعون اني لهذا بعينه اقمتك لكي اظهر فيك قوتي ولكي ينادى باسمي في كل الارض. 18 فاذا هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء. 19 فستقول لي لماذا يلوم بعد.لان من يقاوم مشيئته. 20 بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله.العل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا. 21 ام ليس للخزاف سلطان على الطين ان يصنع من كتلة واحدة اناء للكرامة واخر للهوان.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


بالقطع ليس الله ظالمًا، فاختيار الله لإنسان دون الآخر ليس معناه أبدًا أن الله قد حدد للبعض النعيم الأبدى وللبعض الهلاك الأبدى، وإلا لكان الإنسان غير مسئول عن حياته، ولكن الحقيقة أن اختيار الله مبنى على سابق علمه بقلب الإنسان وسلوكه وأعماله وكل تفاصيل حياته. إذًا الخلاصة أن الله يختار الإنسان الذى يريد أن يختار الله.


لذلك قال الله لموسى مع كل تقديرى للإنسان فى جهاده وأعماله، فإن هذا لا يعنى أن ما يناله الإنسان من عطايا سماوية هى ثمن هذا الجهاد، بل هى نعمة لا تقدر بثمن تُمنح بالقطع للمجاهدين وتُمنع عن المتراخين. لذلك قال الله، إنى أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف، لأن الفضل كله فى النعمة يرجع إلى رحمتى ورأفتى وبالتالى ليس من حق إسرائيل أن يغضب بسبب اختيارى للأمم، لأن رحمتى ورأفتى المبنية على سابق علمى تخصنى أنا وحدى كإله.


في ع 16 يذكر الرسول " ليس لمن يشا" وهي لا تعني أن الله لا يقيم وزناً للمشيئة الإنسانية والسعى الإنسانى بالأعمال الصالحة، بل معناها أن الإنسان بمشيئته وسعيه غير قادر على الوصول إلى مستوى جيد يستحق عليه الرأفة والرحمة، وإن فعل الصلاح هو من مراحم مساندة نعمة الله للعجز الإنسانى كما قال السيد المسيح "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو15: 5)، لذلك جاءت النتيجة ليس لمن يشاء بل لله الذى يرحم.


+++ لا تصر على شر فى قلبك مهما كان لك أعمال صالحة، فهى لن تنفعك. يلزم أن تنقى قلبك بالتوبة والتسامح حتى تخلص.


عندما أراد الله أن يخلص شعبه إسرائيل من أرض مصر، اختار فرعون القاسى القلب المقاوم لله ليظهر طول أناة الله فى احتماله معاطلة فرعون وعناده طوال فترة الضربات العشر. واختار موسى الحليم ورحمه ومجده ليخلص الشعب من يد فرعون. وكلمة يقسى من يشاء تعنى أن الله سمح لفرعون أن يظهر قساوته الموجودة أصلاً فيه ويتحدى الله، لكن لو شاء الله لأهلك فرعون من أول ضربة، ولكنه تركه فى قساوته مرة بعد مرة ليتمجد الله فى النهاية. 


يعود القديس بولس للحديث إلى اليهود، الذين أنكروا على الله حقه بأن يضم الأمم إلى حظيرة الإيمان. فيرد القديس بولس عليهم بشدة "من أنت أيها اليهودى حتى تحاكم الله"، فمشيئة الله وإرادته ورحمته أمور تخصه وحده ومن صميم عمله كإله له كل القدرة وعمق الفكر وكمال العدل فى اختياراته، ولا يحق لأى إنسان أن يحاسب الله لأن المخلوق لا يحق أن يحاكم الخالق إذ أن فهمه يعد لا شئ أمام حكمة الله الغير محدودة.


+++ من حقك أن تتكلم مع الله بكل ما فى قلبك ببراءة الابن، وثق أنه يحبك ويريد أن يسمع صوتك. فقط اتضع أمامه وتكلم كما تريد حتى لو أخطأت التعبير، فهو سيرشدك لأنه أبوك الحنون.


استشهد بولس بمثل الخزاف الذى له سلطة مطلقة على العجينة الواحدة من الطين، أن يصنع منها إناء للكرامة كتحفة فنية جميلة، أو إناء للهوان كإصيص زرع.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : اعني يا الله حتي أظهر بأعمالي ايماني 



7 مايو 2012

وعد الله للمختارين فقط


رومية 9: 1-13 




وعد الله للمختارين فقط

    1 اقول الصدق في المسيح.لا اكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس 2 ان لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع. 3 فاني كنت اود لو اكون انا نفسي محروما من المسيح لاجل اخوتي انسبائي حسب الجسد 4 الذين هم اسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. 5 ولهم الاباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الها مباركا الى الابد امين

    6 ولكن ليس هكذا حتى ان كلمة الله قد سقطت.لان ليس جميع الذين من اسرائيل هم اسرائيليون. 7 ولا لانهم من نسل ابراهيم هم جميعا اولاد.بل باسحق يدعى لك نسل. 8 اي ليس اولاد الجسد هم اولاد الله بل اولاد الموعد يحسبون نسلا. 9 لان كلمة الموعد هي هذه.انا اتي نحو هذا الوقت ويكون لسارة ابن 10 وليس ذلك فقط بل رفقة ايضا وهي حبلى من واحد وهو اسحق ابونا. 11 لانه وهما لم يولدا بعد ولا فعلا خيرا او شرا لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الاعمال بل من الذي يدعو. 12 قيل لها ان الكبير يستعبد للصغير. 13 كما هو مكتوب احببت يعقوب وابغضت عيسو

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع1-5
أبدى الرسول بولس اهتماما بمواطنيه اليهود، بقوله بأنه على استعداد أن يتحمل عنهم عقابهم لو أن في ذلك خلاصهم، بينما الوحيد الذي يقدر أن يخلصنا هو المسيح. ولكن بولس يبدى أعماقا نادرة للمحبة، فكان مثل سيده يسوع على استعداد للتضحية من أجل الآخرين. فما مدى اهتمامك أنت بمن لا يعرفون المسيح؟ هل أنت على استعداد أن تضحي بالوقت والمال والجهد والراحة والأمن في سبيل أن تراهم يأتون بالإيمان إلى الرب يسوع؟


+++ إن كان الله قد منحك ظروف تساعدك على الحياة الروحية، فاستغلها وتمتع ببنوتك لله، لئلا إذا أهملتها تدينك فى اليوم الأخير. إنتهز كل فرصة وتجاوب مع صوت الله اليوم لتقترب إليه.


ع 6-13
لعل البعض يظن أن كلمة الله قد سقطت، أى وعد الله بخلاص شعب إسرائيل. فنفى بولس ذلك مؤكداً أن كلمة الله ووعوده ثابتة لا تسقط عبر الأزمنة. لأن وعد الله هو فقط للإسرائيلى الحقيقى الروحى الذى سيرتبط بالمسيح المخلص الموعود به، والذى هو غاية العهد القديم وليس لكل بنى إبراهيم بحسب الجسد، بدليل أن إسماعيل ابن لإبراهيم بالجسد ولكن لم ينل الوعد، بل أن الوعد يتم بإسحق الذى سيحافظ على الإيمان ثابتاً كأبيه إلى أن يأتى المسيح، الذى هو غاية الوعد والبركة لإبراهيم.


البنوة أساسًا هى بنوه لله، وشرط البنوة لله ليست البنوة لإبراهيم بالجسد، بل الإيمان والتمسك بوعود الله أى الإيمان بالمسيح. فعندما وعد سارة أنه سيكون لها ابن فى شيخوختها، صارت سارة مستودعًا لإقامة نسل لله ،و لكى يؤكد القديس بولس أن اختيار الله غير قاصر على النسب الجسدى، قدم مثلاً قوياً بيعقوب وعيسو التوأمين من بطن رفقة زوجة أبينا إسحق والمتشابهين من حيث الأب والأم.


هنا لم يختار الله الإثنين، بل بسابق علمه نظر إلى مستقبل كل منهما فوجد يعقوب الأصغر أكثر حباً له وأكثر حرصاً على إرضائه من أخيه، فاختاره الله بالرغم من أن يعقوب لم تكن أعماله كاملة، إذ سقط فى خطيتى الخداع والكذب. وكلمة (ليس من الأعمال) بمعنى أنه مهما بلغت أعمال الإنسان من البر فهو لم يصل بعد إلى درجة استحقاقه لاختيار الله له، ولكن الاختيار هو هبة ونعمة فائضة من الله المحب للبشر المتجاوبين معه، لتسندهم وترفعهم إلى كماله ... بالرغم من أن عيسو هو الأكبر، فقد اختار الله يعقوب فصار سيدًا لعيسو، لأنه مؤهل أكثر لميراث فضائل وبركة إسحق أبيه.

لذا جاءت محبة الله ليعقوب ليس كمحاباه من الله له، بل لأنه سبق ورآه مستحقًا لهذه المحبة. فجاءت أعمال يعقوب الحسنة بعد ذلك مؤكدة لدقة اختيار الله له، وكتقدمة بسيطة من يعقوب لله المحب، بينما جاءت بغضة الله لعيسو ليس ظلمًا له ولكن بناء على سابق علم الله أن عيسو إنسان قاسى القلب مستهتر بالنعمة.


+++ وأيضا ليس كل من فى الكنيسة مختارًا، فالكنيسة كرفقة تحمل الإنسان المختار والإنسان المرفوض. فاحرص أيها الحبيب أن تكون من المختارين المرضيين لقلب الله بطاعتك لوصاياه.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة :
أيها الرب يسوع من فضلك ساعدني لكي اشبع بك ، وأفسح المجال للروح القدس لكي يعكس صورة مجدك علي من حولي. 





6 مايو 2012

المسيح المدبر والشفيع


رومية8: 26-39 


المسيح المدبر والشفيع

 26 وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا.لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها. 27 ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح.لانه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين. 28 ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده. 29 لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين

. 30 والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم ايضا.والذين دعاهم فهؤلاء بررهم ايضا.والذين بررهم فهؤلاء مجدهم ايضا. 31 فماذا نقول لهذا.ان كان الله معنا فمن علينا. 32 الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. 33 من سيشتكي على مختاري الله.الله هو الذي يبرر. 34 من هو الذي يدين.المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا 35 من سيفصلنا عن محبة المسيح.اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. 36 كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار.قد حسبنا مثل غنم للذبح

. 37 ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. 38 فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة 39 ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++


ع26-27
كيف نتحلى بالصبر وسط آلام الحاضر وخلاص غير منظور نصلى لأجل نواله ولا ندرك طبيعته، فنحن بهذا لا نعلم ما نصلى لأجله، أى الملكوت، فيتدخل الروح القدس ليسندنا فى جهادنا ويهبنا نعمه ويعيننا فى ضعفنا، وليس ذلك فقط بل يشفع من أجلنا ويعلمنا كيف نصلى، أى يوحى ويلهم الإنسان بصلاة قلبيه يعجز اللسان البشرى عن التعبير عنها، ويهب قلوبنا عمق فى فهم وإدراك أسرار الله مما يعجز العقل البشرى عن إدراكه.


+++ إن كنت لا تعرف ماذا تقول فى الصلاة، أو يحاربك إبليس بالكسل أو طياشة الفكر أو الملل، فلا تنزعج، بل قف للصلاة وأطلب معونة الله فيسندك ويعلمك كل شئ. وما تصنعه بصعوبة الآن، سيصبح سهلا ومعزيا لقلبك، بل تشتاق للصلاة ولا تريد أن تنهيها، وكل هذا بعمل الروح القدس الساكن فيك.


ع28 - 30 
يجعل الله كل الأشياء، وليس الأحداث المنفصلة، تعمل معا لخيرنا، وليس معنى هذا أن كل ما يحدث لنا هو خير، فالشر هو السائد في عالمنا الساقط، لكن الله قادر أن يحوله في النهاية إلى خيرنا. لاحظ أن الله لا يعمل كل الأشياء لنكون سعداء، بمقاييس العالم، بل لنتمم غرضه. ولاحظ أيضا أن وعده هذا ليس لكل إنسان، ولكنه وعد يتمسك به فقط كل من يحب الله ويتفق مع مشيئته. وهؤلاء الناس صارت لهم نظرة جديدة وفكر جديد من نحو الحياة. إنهم يتكلون على الله وليس على كنوز الحياة، يتطلعون إلى أمنهم في السماء وليس على الأرض، يتعلمون تحمل الآلام والاضطهادات على الأرض دون امتعاض لأنها تجعلهم أكثر التصاقا بالله.


+++ لاحظ أيها الحبيب أن دعوة الله وحدها لا تحقق الخلاص، إنما نية المدعوين وطاعتهم لله بعد الدعوة. فالدعوة ليست ملزمة أو قهرية كما قال السيد المسيح "كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون" (مت20: 16). فإن شجعك الله على صلاة أو قراءة أو أى خدمة، فلا تتكاسل أو تضع العراقيل، بل أسرع للاستجابة لتصير ابنا حقيقيا له.


ع31-34 
هل راودك الظن بأن الله لن يخلصك لأنك لست صالحا تماما أمامه؟ هل شعرت أن الخلاص هو لكل إنسان ما عداك أنت؟ إذا فهذه الأعداد موجهة إليك. إن كان الله قد بذل ابنه لأجلك، فهو لن يضن عليك بعطية الخلاص! إن كان المسيح قد بذل نفسه لأجلك، فهو لن يتحول عنك ليدينك! إن الرسالة إلى الكنيسة في روما أكثر من مجرد تفسير لاهوتي لنعمة الله المخلصة، إنها رسالة تعزية وثقة ويقين موجهة إليك.


ع35 – 39 
حيث أن محبة الله لنا لا نهائية ولا تشكيك فيها، فمحاولات الشيطان موجهة نحونا بالتجارب والضيقات المرهقة وهدفها منعنا نحن من حب الله، وكثيرًا ما ينجح الشيطان فى ذلك. ولكن القديس بولس يصرخ بثقة مع المختارين الثابتين فى حبهم لله قائلا: أن لا شئ يفصل بيننا وبين الله، سواء كان شدة وهى الضغط والظلم، والضيق وهو أعنف من الشدة، اضطهاد أى إلحاق الأذى والتحطيم، أما الجوع فهو انقطاع كل موارد الحياة، والعرى أى نقصان الكساء الضرورى، ثم الخطر والسيف أى تهديد حياة المسيحى حتى الموت.


التاريخ يشهد بكثرة الشهداء، الذين يذبحون طوال النهار أى على مدى الأيام، كالأغنام، من أجل حبهم للملك المسيح. وكل مسيحى يقبل الموت طوال حياته لاحتمال الآلام، سواء فى الجهاد ضد الخطية أو النسك أو الخدمة الباذلة وبالأكثر فى عذابات الاستشهاد لأجل محبة المسيح.


يعود القديس بولس ليؤكد أن حبنا للمسيح، الذى أحبنا أولاً، لا يقدر الخوف من الموت أو حب الحياة على إضعافه. أما ذكره للملائكة وبعض طغماتهم من (رؤساء وقوات)، فالمقصود بها أننا نحب المسيح لا لأجل تمتعنا المستقبلى بحضرة الملائكة، بل من أجل شخصه الحبيب


+++ إفحص نفسك فى نهاية كل يوم ماذا عطلك عن التمتع بمحبة المسيح، ومهما كان غاليا لا تتركه يحرمك من هدف حياتك.
+++ إفسح وقتاً أكبر وتنازل ليس فقط عن الشهوات الشريرة أو قلق واضطرابات الحياة، بل عن أى انشغال يحرمك من حياتك الروحية.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : 
ايها الرب يسوع هناك مكان لك في قلبي اليوم فوق كل المشاغل والهموم