18 أبريل 2012

فترة توقف


نعتذر عن توقف المدونة في استكمال التأملات في رسالة رومية وسنعاود تأملاتنا بمشيئة الرب بدأ من 6 مايو 2012


نرحب خلال فترة التوقف في استقبال تعليقاتكم علي اداء المدونة.. من حيث العيوب والميزات والاقتراحات .. لتطوير اداء الخدمة 

انزل لاسفل الصفحة واضغط علي كلمة تعليقات واضف تعليقك

صلوا لاجل الخدمة

15 أبريل 2012

عيـــــــد القيامـــــــــــة

عيـــــــد القيامـــــــــــة
لم يجرؤ الموت ان يقترب من المسيح بل المسيح قربه اليه
لقد مات المسيح حقا
لكن غير مقهور من الموت
لقد اقتحم المسيح قوات الجحيم ليس كمن سقط في مخالبها ولكن كغالب حطم قواتها

لقد ظن الموت انه فاز بغنيمته
وحالما ابصر يسوع متقدما نحوه تيقن أنه لابد من رد المسلوب
فلم يقو الموت علي مناهضة ابن الله فترك الغنيمة بين يدي صاحبها
وتقهقر الموت اما الجبار
لقد دخل يسوع الي مكان الموت ليميته ... ويحل أدم من سلطانه
اشرق النور علي الحزاني وأبهجهم




يا ابن الله يامن صعدت بنا الي الاب وقدمتنا لنكون أمامه كل حين فيك وبك، وأنت لنا شفيع وضامن وضمين لتكميل خلاصنا الي النهايه. أعطنا سر قيامتك وسر صعودك وسر نفخه روحك القدوس فينا لنستمتع بقيه أيام حياتنا، ياربي في حياة جديدة في خليقه جديده ننسي مافات ننسي ماوراء ونمتد الي ماهو قدام لعلنا نبلغ الي قيامتك.
نعم يا ابن الله بلغنا اياها بل قد بلغناها فيك وسوف نأخذ استعلانها يوما بعد يوم.

ياربنا يسوع المسيح يا من فرحت البشريه كلها في تلاميذك واعطيتنا فرحا لاينزع منا بقيامتك من بين الأموات. ماذا كان يحزن قلب الانسان الا الموت وخبر الموت هوذا ياربي الموت وطأته بقدميك يوم قيامتك وأعطيت حياة أبديه من بعد الموت والذين في القبور انعمت عليهم بالحياة.

بعد القيامه لايأس لانسان قط. نشكرك من اجل قيامتك التي بها اثبت ان المحبه لاتسقط ابدا واعطيتنا الشجاعه ان نحب بعضنا بعض ولايكون لمحبتنا حدود - المحبه التي صارت بالايمان سرا من اسرار الكنيسه.
نعم ياربنا يامن جعلت قيامتك بهذا المقدار وبهذا السلطان نتوسل اليك أن تكون ايضا قيامتنا ولا يكون هذا الفعل غريبا عن اي واحد فينا بل اجعله فعلنا ياربي

امين ليتمجد اسمك في كتيستك منذ الان والي الابد الابدين امين

14 أبريل 2012

سبـــــــــــت الفـــــــــــرح


سبـــــــــــت الفـــــــــــرح


قد سمي بهذا الأسم لأن فيه أنار سيدنا علي الجالسين في الظلمة وظلال الموت
الذين ماتوا علي رجاء الخلاص
وسمي أيضاَ سبت الفرح لأن فيه فرح أهل الجحيم بخلاصهم وانتقالهم للفردوس
وسمي ايضاً بليلة الابوغالمسيس لأن فيه يقرأ سفر الرؤيا الذي يسمي باليونانية أبوكالبسيس أي الأعلان أو الرؤيا

1024x768

في هذه الليلة تسهر الكنيسة مع اولادها
وهي تتابع في ايمان وفرح نزول سيدها للجحيم ليطلق اسري شعبه
تسهر الكنيسة لترسم امام أولادها صورة الحب الذي هو اقوي من الموت
الحب الذي يحطم القيود ويطلق المسبيين ويحرر من كل عبودية

حقا ان عريسها يرقد هناك في البستان لكنه في رقاده لا يهدأ
بل يعمل لأجل خلاص كل نفس
هذه هي كنيستنا الحكيمة تسهر ولا تتعب
تتأمل فتزداد حكمة
تسبح وتشكر فتعزف لحن يطيب القلب ويفرح النفس ويحرك الروح
فينطق اللسان بالشكرو بالتسبيح
عظيمة أنت يا كنيستي وعظيمة هي حكمتك يا امي الحنون
أنت لي سماء مرتفع
طقوسك الجميلة لي علامة جمال وبهاء تشهد بعظمتك
أنت يا أمي فخر وعز لكل أولادك طوبي لمن يسكن فيك يشبع من روحك ويسير في نورك
فيرتفع بك ليعاين سماء المجد مع عريسك الرب الاله ... يسوع المسيح الرب القائم من بين الاموات



ربي الحبيب ... يعجز لساني عن الشكر فقد أظهرت حباً يفوق الوصف علي خشبة الصليب... وها قد مت من اجلي أن الشقي المستحق للموت ولست أنت
أشكرك ربي لأنك أبي فلو لم تكن كذلك ما كنت أحيا حياة النصرة علي الخطية والموت
ربي أعطني أن أدرك ما قد قدمت من أجلي ... فاستحي ان اخطئ اليك مرة اخري
أعطني القوة والغلبة لكي اتغلب علي ضعفي كما تغلبت أنت علي الشيطان






12 أبريل 2012

الجمعـــــة العظيمـــــة

يــــوم الجمعـــــة العظيمـــــة

هذا هو ابن النجار الذي صنع صليبه بمهارة كقنطرة فوق الجحيم
يعبرون عليه ليدخلوا مسكن الحياة
وكما انه بالشجرة هوت البشرية الي الجحيم هكذا من علي شجرة الصليب عبر الجميع الي مسكن الحياة
فخلال الشجرة ذاقوا المرارة وخلالها أيضاً يتذوقون النعمة

حتي نتعلم انه لا يوحد في الخليقة شئ يقاوم الله
المجد لك يا من اقمت صليبك جسراً فوق الموت
تعبر عليه النفوس من مسكن الموت الي مسكن الحياة



++
++
++

تأملي يا اشعة الشمس الصافية في مشهد لم تشهديه منذ ان بسطك الاله علي صفحات هذا الكون
ومنذ القيت ردائك علي أكتاف هذا الوادي
بأي ميت تحرك الأموات وقاموا من القبور
مْن مِن الأموات سقطت أمامه أسوار الهاوية


من هو الميت الذي أعطي الحياة
فأرتعدت منه مدينة الأموات لما نظرته داخلاً اليها

هو الطبيب الذي افتقدهم فتقدموا نحوه وجرحوه
اسآلوا الدماء من الرأس المملوء حنانا وغرسوا فيه الأشواك عوضاً
حملوا السيوف والعصي ليضربوه أما هو فشفي المضروبين
جرح لكنه ضمد المجروحين


نعم بسطوا اليدين اللتين طالما امدت اليهم
ثقبوا الرجلين اللتين تقدمتا لتزيل أتعابهم
مرروا الفم الذي نطق لهم بكلمات الحياة
طعنوا الجنب المملوء حباً
فكشف لهم جنبه فأنفذوا فيه الحراب

جذبوه للموت فأحيا المائتين
الخليقة التي كساها بالمجد عرته من ملابسه
الأرض التي أبدعها ،،،، أنبتت له شوك ليغرس في رأسه ،،، وخشب ليصلب عليه

وأخيرا رفع صوت التأوه وأعلن ان يترك روحه بيد أبيه
فتحركت الخلائق لتبكي لوحيد الآب

ارتعبت الأرض وارتعشت المسكونة
ناحت الصخور واستغاثت الجبال
مالت أعمدة العالم لتسقط علي ساكنيها
فسندها المسيح الذى هو قوة الرب
تحركت الأرض لتهرب فمسكها بقوته لئلا تسقط



اظلمت الشمس وهرب النور هرب النهار
ودخل الليل وقام وسط الظهر ليستر الملك الذي عراه الصالبون
الشمس أغمضت أعينها حتي لا تري خالقها مكشوفاً
مدينة الاموات سمعت الصوت وأرتعبت أساسها
فأطلقت سراح ساكنيها



صعد صوته الي العلو وأطفأ كل الأنوار
نزل الي الهاوية وأصعد الاموات من الهلاك
شق حجاب الهيكل ليعلم الكل ان رئيس الاحبار قد مات

واخيراً سقطت حبة الحنطة
" الحق الحق أقول لكم ان لم تقع حبة الحنطة في الارض وتموت فهي تبقي وحدها
ولكن ان ماتت تأتي بثمر كثير "




مهما اشعر مهما افعل مهما احبك فهل اجازيك او ارد لك جزيل عملك لى
لو وضعت عمرى كلة تحت صليبك لن يكفى عمق محبتك وتنازلك وتواضعك فدائك لى

دع يا رب صليبك دائما فى فكرى وقلبى
وعلمنى كيف استفاد منك
كيف يا رب وان كنت لا استطيع ان اصلب عن غيرى فعلى الاقل احتملهم
وسع قلبى بفكر صليبك ودع عملك يبدا فى افتح لى يا رب كنز معرفتك وعلمنى كيف احب مثلك

كيف احبك يا رب واحب من حولى
اجعل صليبك مركز حياتى واجعلنى ادور فى فكر الصليب كل ايام حياتى
صليبك يا رب هو عربون محبتك هو لذتك فى بنى ادم
مهما اعمل هل استطيع ان ارد محبتك وصليبك عنى يا الهى








خمـــــــيس العهـــــــــد


خمـــــــيس العهـــــــــد

في هذا اليوم يقترب بنا الرب الى النهاية فيقدم لنا ارقي درجات حبه
يقدم لنا جسده المكسور يقدم عرقه ودمه ودموعه وصلواته وسهره وغسله أرجلنا

ان احداث هذه الليلة مزيج من حب الله العميق للانسان مع حزنه الشديد حتي الموت من اجل خطايانا
ان حب المسيج لنا في هذه الليلة وصل الي اعلي درجاته
فتحول الي شهوة ان يكسر ذاته ويطعم تلاميذهحتي هذا التلميذ الخائن

تحول العطاء في هذا الليلة الي شهوة في قلب السيد" شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم "

فلسنا اليوم واقفين عند الصليب متأملين فيه لكننا نقف مندهشين من وقوف سيدنا عند أرجلنا ليغسلها
فالتأمل عند اقدام السيد أمر سهل يقبله عقل
اما التأمل في السيد واقف تحت قدمي أمر عجيب لا يقبله عقل

أن الكنيسة لن تنال انتصار علي الشيطان رئيس هذا العالم
الا بالصلاة ،،، بالعرف والدم والسهر
ان الكنيسة شبابها ورجالها لم يجتازوا ساعة الظلمة الا عن طريق صلوات جثسيماني
وسيظل المسيح الجاثي في جسثيماني
ماثلا امام عيني الكنيسة كلها
ان قوة السيف تنهار امام جارية اما قوة الايمان بتعبر التجربة بالصلاة
++
++
++
++
++
تعال يا رب واقطع عهدك معى ان لا تتركنى ابدا والا تحجب وجهك عنى ابدا الا تفارقنى نعمتك ابدا
ولا تسمح يا اللة لا تسمح ان ابعد عنك
أو ان اخونك باى خطية تفصلنى عنك
أو ان اقبض شهوة فى العالم واترك يدك
أو ان اخرج من دفء حضنك لبرودة وظلام العالم الهى الحى
تعال يا رب وامسك يمينى ولا ترخنى ابدا من يدك انقشنى يا رب فى قلبك واغلق على بمحبتك
لاتدعنى اشتاق لسواك لا تحوجنى يا رب لاحد غيرك لاتدع روحك تبرد فى اشعلنى دائما بك ولك
دعنى اشبع بعهدك كلامك وكنيستك ولا اخرج ابدا من حضنك حاجى على يا رب فى طريقك ولا تسمح ان انحرف عن دربك الضيق اسندنى بنعمتك واشغلنى بوجودك فى يا الهى
وعندما اغسل قدم غيرى بالتسامح مقتادة باتضاعك دعنى اراك تجلس بجانبى ترشدنى وتعلمنى



10 أبريل 2012

أربعاء أيــــــــــــــــــــــوب



أربعاء أيــــــــــــــــــــــوب

في هذا اليوم قضي سيدنا يومه في بيت عنيا
بعد ان ترك الهيكل مساء يوم الثلاثاء وفي نيته عدم العودة اليه
بعدما قال لليهود هوذا بيتكم يترك لكم خرابا
وفيه أيضأ ذهب يهوذا الاسخريوطي الي رؤساء الكهنة
وباع سيده الذي أحبه وانتخبه ليكون له تلميذاً

وفيه ايضاً سكبت المرأة قارورة الطيب علي رأس مخلصنا

ولم يذكر الكتاب انه عمل شئ في هذا اليوم

ليشير انه قصد الوحدة والانفراد عن الناس

كما كان خروف الفصح يستريح قبل ذبحه في اليوم المعد له
++
+
+
++
++
++
ان تدخل الشيطان كعادتة وحسد محبتك لى ولكل البشر
تعال يا رب ودافع عنى اعطينى الصبر وكن بلسمى ودوائى من كل جروح الشيطان وسهامة المتقدة بالنار

تعال يا رب ودافع عنى فمن انا لاستحق حرب الشيطان انت يا رب لك الغلبة وكل القوة أمامك ضعفى وذلى ومسكنتى وغربتى
تعال يا رب واعمل وحارب عنى فللرب ح
رب مع عماليق من دور لدور لاتدع احد يشتتنى عنك
ابطل يا رب قوة المعاند وكل جنودة الاشرار
كن هدفى ووسيلتى اوصلنى بيدك اليك
واعطينى الصبر والصمت لتتكلم انت
فكثيرا ما تكلمت وندمت اما عن عملك وكلامك فلم اندم قط
تأمل شخصي في أربعاء أيــــوب ( منقول )

أصبت بالأمس بحالة إنهيار عصبى و إكتئاب نظراً لطول فترة التجربة و كثرتها، ففى يوم 1 يناير و سيارتى فى مكانها تصطدم بها سيارة و تحطم واجهتها، و فى يوم 2 يناير و أثناء إصلاح السيارة سقطت لأصاب بكسر فى ساقى أرقد على إثره شهرين و نصف فى الجبس و ما زلت أعانى من صعوبة فى الحركة حتى هذه اللحظة. و حينما بدأت أتحرك حركة بسيطة و أستطيع القيادة تتحطم سيارتى تماماً فى حادث مروع على الطريق الدائرى لأجد نفسى محبوساً مرة أخرى فى منزلى و أمس وجدت نفسى أصرخ: خلاص .. كفاية .. أنا تعبت و إتخنقت .. مش قادر بقى يا رب .. حرام كده .. هو مافيش غيرى ولا إيه؟؟
و أجد أيدى كثيرة ممتدة تحاول أن تربت على كتفى و تطيب خاطرى فتكون كلها كالطعنات فى قلبى و كالصفعات على وجهى ॥ كما قال أيوب عن معزيه
"أطباء بطالون" (أي 13: 4) و "معزون متعبون" (أي 16: 2). كلهم إعتبروا صراخى على إنه تذمر على مشيئة الله، و ما أكثر من يطيب خاطرك فيزيد فى جراحك فتجد من يقول: إنت أحسن من غيرك ... أشكر ربنا إنك لسه عايش .. عيب عليك تقول للناس كلام فى الوعظات و إنت تصرخ من التجربة و مش قادر تستحمل ..
و دخلت إلى سريرى و أنا لا أستطيع أن أجد من يفهمنى أو يسمع صراخى إلى الله سوى الله نفسه، لأستيقظ و أجد أن الله لم يغضب منى و لم يقل إن إيمانى ضعيف و لم يقل لى لماذا شككت يا قليل الإيمان؟ و لكنى وجدته قد أرسل لى كلمة قوية جداً و كلمة منفعة رهيبة عن طريق مرشدى الروحى الذى لم أشكو له حتى هذه اللحظة مما أعانى منه لأجد عنده كلمة المنفعة التى أرسلها فى شكل تأمل شخصى له أردت أن أنقله لحضراتكم كما هو



كتبت هذا التأمل اليوم وأنا أبحث لماذا نلقب أربعاء البصخة بأربعاء ايوب...
ربما ونحن ندخل فى عمق الآلام مخلصنا نتذكر أشهر المجربين فى الكتاب المقدس وربما فى التاريخ وفى التراث حتى لغير المسيحيين. فأيوب كما يذكر لنا سفر أيوب فى العهد القديم إنسان غنى جداً وقلبه قريب من الله.. وفجأة يسمح له الله بأن يفقد كل ثروته وأولاده وصحته.

شىء مرعب وصعب فكثير منّا ينهار أمام تجارب اقل من هذه المصائب التى أصابته ولكنه صبر واحتمل إلى أن رفع الله عنه التجربة بعد سنين طويلة لدرجة إن أى إنسان عنده فضيلة الصبر يقال ان عنده صبر أيوب... وهنا أتوقف قليلاً:
هل معنى أن صبرى على الألم يعنى أن أعيش فى هدوء داخلى كأن شىء لم يكن؟!! الجواب ....لا. ولننظر لأيوب نفسه كإنسان متألم يقف ويعاتب الله بكلام صعب يصل لحد الخناق معه فيقول لله: "اشكو بمرارة نفسى...كف عنى" (ايوب7) .. أى يقول لله كفاية بقى مش قادر..ويقول أيضاً "ابعد يديك عنى...اتكلم فتجاوبنى...لماذا تحجب وجهك عنى وتحسبنى عدوا لك " (ايوب21:13-25)। وبعد كل ذلك نرى الله يقول لأصحاب أيوب فى نهاية السفر "لم تقولوا فىّ الصواب كعبدى ايوب" (ايوب7:42). إذاً الله يقبل شكوانا من الألم ويقبل عتابنا على ما يسمح لنا به. فهناك فرق بين العتاب وبين التذمر..لذلك مخطىء من يقول أن العتاب ضعف إيمان و مخطىء من يقول أن كلمة "يا رب لماذا؟" تعنى تذمر و "حرام نقول كده ربنا يزعل منك" ...... إلى آخر الكلام الذى يثقل ضمير المجرب.. ولكن الله عكس ما نفكر يفرح جداً بمثل هذا العتاب الذى يصل لحد الخناق، فالعتاب هو تعبير عن الألم عن التعب عن العذاب الذى امر به .. هو مشاعر داخلية ... فلمن أخرجها؟!.. الإنسان يخرج مشاعره لاقرب الناس إليه ولذلك الله يفرح بالعتاب مهما كان ظاهره فيه قسوة منا ولكن الله بعمقه يفرح لاننا اعتبرناه اقرب شخص لدينا لذلك (بنفضفض معاه) .. أصحاب وبنتكلم مع بعض ومش بنزعل مع بعض علشان هو فاهمنا ومقدر اللى إحنا فيه هذا هو العتاب ॥ أما التذمر على الله فهو الرفض العملى لله يعنى أقول لربنا: طالما إنت سمحتلى بكده يبقى إنت من طريق وأنا هاشوف لى طريق تانى وطرق ملتوية بعيدة عنك طالما دى آخرة اللى يمشى معاك .. وانفذ كده فعلا مش مجرد كلام برطمة وخلاص.. لكن العتاب إنى أقف أصلى وأتخانق معاه. يعنى باقوله انا بحبك ومكانش العشم انك تسمحلى بكده... لكن انا لسه معاك والدليل انى واقف أصلى.

يبقى سؤال اخير: هل معنى خوفى من مرورى بأى ألم ومن التجارب يعنى ضعف ايمان؟

لا...فالسيد المسيح نفسه قد علمنا فى الصلاة الربانية أن نقول "ولاتدخلنا فى تجربة" بالاضافة أنه فى بستان جثيمانى قال للآب "يا ابتاه ان امكن فلتعبر عنى هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت" (مت39:26 )। فعدم حب الألم ليس فيه ضعف إيمان وطلب رفع التجربة ليس ضعف ولا تذمر لكن بشرط ان نترك الاختيار لله فى النهاية إما أن يرفع التجربة عنا أو يبقيها و يقوينا عليها الى ان تعبر. وكما سبق فالعتاب وهو حوار حاد بين اتين اصحاب بيحبوا بعض وفاهمين بعض ॥ الله فاهمنى وحاسس بىّ وعارف ان من كتر تعبى ومن كتر عشمى باعاتبه فمش بيزعل منى ومن جهتى لازم اكون فاهم ربنا ان حكمته اكبر من حكمتى وانه مش ممكن يسمحلى بتجربة الا لمصلحتى ومش ممكن يصر على بقاء التجربة وعدم رفعها الا لو كان متاكدا ان بقائها فى صالحى ولو انا مش شايف كده او مش فاهم كده اصرخ واقول له فى اربعاء ايوب: ارفع عنى التجربة....او هبنى قوة لاحتمالها.. اكشف لى عن فائدتها لى كى اصبر عليها....او هبنى ايمانا وثقة فى فائدتها لى دون ان ارى... "وطوبى للذين امنوا ولم يروا"(يوحنا29:20) لم أجد سوى أن أقول مع المرنم بعد هذا التأمل الذى وجدته فى صندوق بريدى هذا الصباح "الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق" (مز 145: 18)