27 مارس 2012

تجديد الخليقة ورجاء المجد الآتى


رومية 8 : 12 25 


تجديد الخليقة ورجاء المجد الآتى

. 12 فاذا ايها الاخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. 13 لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون.ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون. 14 لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله. 15 اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب. 16 الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. 17 فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح.ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه

    18 فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا. 19 لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله. 20 اذ اخضعت الخليقة للبطل.ليس طوعا بل من اجل الذي اخضعها.على الرجاء. 21 لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله. 22 فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن وتتمخض معا الى الان. 23 وليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا متوقعين التبني فداء اجسادنا. 24 لاننا بالرجاء خلصنا.ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء.لان ما ينظره احد كيف يرجوه ايضا. 25 ولكن ان كنا نرجو ما لسنا ننظره فاننا نتوقعه بالصبر.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع12-14
بعد كل عطايا الله المجانية السابقة، إذا فنحن مديونون له بحياتنا وأرواحنا ولا يصح أن نحيا عبيدا للجسد وشهواته، كأننا مديونون للجسد بشىء. لأننا إن عشا نعمل أعمال الجسد التى هى الشهوات الشريرة، فالنتيجة موتا أبديا. ولكن إن قاومنا أعمال الجسد بالشبع الروحى، نستطيع بسهولة أن ننتصر، وعندئذ نستمتع بالنعيم الأبدى مع المسيح. فالإنسان الذى يسلم حياته بثقة لقيادة الله وينقاد بروح الله ، متقبلا منه كل أحداث حياته، شاكرا إياه على الحلو منها وصابرا على المر فيها، فهذا يدعى ابن الله.


ع15-17 
من حنان الله، أنه لم يجعل علاقتنا به علاقة العبيد الخائفين عقوبة سيدهم، ولكن علاقة بنوة له. إذ جعلنا نناديه بدالة البنين قائلين له "أبا" بحسب لغة اليهود، أو الآب بحسب لغة الأمم. أى أن بولس يؤكد البنوة فى تكرار دعوته الله بأب، فكأنه يقول يا بابا الآب. 


لم نعد عبيدا خائفين أذلاء، بل صرنا أبناء للسيد، وياله من امتياز! ولأننا أبناء الله أصبح لنا نصيب في كنوز عظيمة. لقد أعطانا الرب فعلا أفضل عطاياه : ابنه، والغفران، والحياة الأبدية، ويشجعنا أن نطلب منه كل ما نحن في حاجة إليه.  


المسيح بكر بين إخوة كثيرين. فقد دخل الملكوت كنائب عنا، لكى ندخل نحن أيضا فى اليوم الأخير ونتمتع معه بعطاياه فى الملكوت. فنحن لا نقول أبونا بالفم، ولكن روح الله داخلنا يؤكد لنا هذا الإحساس أننا بالحقيقة أولاده المحبوبون، وبالتالى ورثة للملكوت مع ابنه يسوع المسيح، الابن الوحيد الجنس. وإن كان الله يسمح لنا بآلام على الأرض، فذلك لأنه يحب المجاهدين الصابرين؛ وقد سبق أن سلك السيد المسيح طريق الآلام ثم المجد، وهكذا نحن أيضا نتألم أولا ثم نتمجد مجدا أبديا.


يواجه المسيحيون ضغوطا لا تقل في قسوتها عن الضغوط التي عاناها أتباع المسيح في القرن الأول. وحتى في الأقطار التي تعتبر المسيحية فيها دينا رسميا أو مسموحا به، يجب على المسيحيين ألا يقنعوا بذلك. فأن نعيش كما عاش المسيح : نخدم الآخرين، ونتنازل عن حقوقنا ونقاوم الضغوط الواقعة علينا لمشاكلة العالم، كل ذلك يقتضينا ثمنا. ومع ذلك فلا شيء من الآلام التي نعانيها يمكن أن يقارن بالثمن الفادح الذي دفعه المسيح ليخلصنا ولا بالمجد الذي ينتظرنا.


+++  الله يهبك يا أخى نعمة البنوة وميراث الحياة الأبدية إن عشت روحيا، فكيف تتنازل عن مكانتك العظيمة وتنشغل بشهوات الجسد الزائلة؟! إنك أسمى من باقى المخلوقات بسلوكك الروحى، فكيف تتدنى إلى السلوك الحيوانى؟... لتكن لذتك هى الوجود مع الله، وارفع عينيك نحو الأبدية مكانك الطبيعى، وإن سقطت فى شهوة ردية قم سريعاً وسيساعدك الروح القدس أن تحيا كابن لله.


ع18 – 22


من ذا الذى يستطيع أن يضع آلام الزمان الحاضر المحدودة فى مقارنة مع المجد العتيد المزمع أن يظهر فينا ونناله فى الأبدية اللانهائية. فاحتمال آلام هذا العالم له مكافأة غير محدودة من الفرح والسعادة الأبدية، ولذا اشتهى القديسون الآلام ليزيدوا من رصيدهم فى المجد العتيد الأبدى.


أخضعت الخليقة للبطل، أى حلت عليها اللعنة عندما أخطأ آدم "ملعونة الأرض بسببك" (تك3: 17)، وكلمة "ليس طوعاً" أى ليس نتيجة خطأ صدر من الطبيعة، بل كأمر من الله قد أخضعها للدمار ولكن لها رجاءً أن تتجدد وتتحرر من الفساد واللعنة التى حلت بها، مثلما سيتحرر أولاد الله. ولكنها لن تتمجد لأن المجد خاص فقط بالكائنات العاقلة، بل تتغير لتصير روحية وليست مادية عندما تظهر السماء الجديدة والأرض الجديدة (رؤ21: 1)، التى يحيا فيها الإنسان إلى الأبد فى ملكوت السموات.


لا زالت الخليقة إلى الآن تئن متألمة، إذ أنها لا زالت مسرحاً لحروب ومذابح ومجاعات بسبب شر الإنسان، ولا زالت متمخضة (كأنها رحم يتوجع لخروج الجنين) بزلازل وبراكين وسيول وحرائق، منتظرة متى تنتهى تلك الأحداث المؤلمة، وعندها ستصير الطبيعة إلى حال أفضل متناسب مع استعلان الإنسان كابن لله فى الأبدية، أى تتحول كما قلنا إلى سماء جديدة وأرض جديدة.


ع23-25 
إن كان القديس بولس بتشبيه بليغ، صور لنا الطبيعة وكأنها إنسان يشعر ويحس، فكم بالأولى نحن البشر نئن بالرغم من تذوقنا لبعض بركات الروح القدس بشكل جزئى كعربون للدهر الآتى، إلا أننا نشتاق إلى الكل لا الجزء. فكمال البنوة لا يتم إلا بعد قيامة الأجساد من الموت، تلك التى فداها المسيح.


كلمة بالرجاء خلصنا لا تعنى أننا نلنا بالفعل الخلاص، بل تعنى أننا فى يقين أن الله سيحقق لنا وعده بالخلاص فى الحياة الأبدية، لأن وعود الله مضمونة إذ أنه صادق. فالخلاص والقيامة وكمال البنوة هى حالات آخروية لا تأخذ وجودها الحقيقى العلنى إلا فى الدهر الآتى، أما ما نتمتع به الآن هو فقط عربون للدهر الآتى الغير منظور. لذلك أعطانا الله الرجاء الذى به نثق أننا سننال الحياة الأبدية الغير منظورة الآن. 


فالرجاء أيها الحبيب أشبه بشيك فى يديك الآن، ولكن ميعاد صرفه والانتفاع به هو بعد خروجك من الجسد، وسلاحك الوحيد فى صرفه هو المحافظة عليه من الضياع، والصبر لحين ميعاد صرفه فى نهاية حياتك.


+++  إن كانت آلام الحياة مؤقته فلا تنزعج منها مهما تكاثرت، بل تستطيع أن ترتفع فوقها إن نظرت إلى المجد السماوى الذى ينتظرك، وحينئذ ستنال معونة إلهية وتشفق على من يسيئون إليك وتصلى لأجلهم. وإن كنت ترى الآلام بعينيك، إلا إنك تكاد لا تشعر بها من فرط نعمة الله المساندة لك.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : يا ربي يسوع اشكرك لأنك مرات كثيرة تسمح لي بالالم لكي تعلمني شيئاً . ساعدني لكي أثق فيك أيها السيد الرب حتي عندما لا استطيع ان اري الصورة كلها. 

26 مارس 2012

لا دينونة للسالكين حسب الروح


رومية 8: 1- 11 


لا دينونة للسالكين حسب الروح

 1 اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. 2 لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت. 3 لانه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية ولاجل الخطية دان الخطية في الجسد 4 لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. 5 فان الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون ولكن الذين حسب الروح فبما للروح

. 6 لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. 7 لان اهتمام الجسد هو عداوة لله اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع. 8 فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله. 9 واما انتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم.ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له. 10  وان كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية واما الروح فحياة بسبب البر. 11 وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم.  

+++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع1-2


ها قد وصلنا مع القديس بولس إلى قدس أقداس الرسالة، وهو أن المتحدين بالمسيح يسوع قد أُنقِذوا من الدينونة وفتح لهم أخيرا باب الفردوس، بشرط سلوكهم سلوك روحى، خاضعين لوصايا المسيح وغير منقادين وراء الشهوات والأهواء الجسدانية ... شكرا لله لأنه قد أعلن براءتنا ومنحنا الحرية من الخطية، كما منحنا القدرة على فعل مشيئته.


لماذا لا توجد دينونة على أولاد العهد الجديد؟
لأن الناموس الجديد الروحى المؤدى إلى الحياة الأبدية لهؤلاء المتحدين بالمسيح قد حررهم من سلطان الخطية أى ناموسها عليهم، وبالتالى حررهم من الموت كأجرة للخطية. وكيف ذلك؟


بالمسيح الذى لم يكتفِ بالوصايا والتعاليم، بل أعطاهم الروح القدس الذى به يستطيعون أن ينفذوا تلك الوصايا وينتصروا على الخطية.
لاحظ أيها الحبيب أن بولس الرسول ذكر كلمة الروح فى هذا الأصحاح 20 مرة، فى مقابل ذكره كلمة أنا المغلوب 20 مرة فى الأصحاح السابق، ليبرز عجز الأنا فى مقابل الانتصار بالروح فى هذا الإصحاح.


ع3 
عاجزا عنه: عاجزا عن مساندة الإنسان لتنفيذ الوصية.
ضعيفا بالجسد: أى الجسد الضعيف أمام الخطية ومائلا إليها.
شبه جسد الخطية: تجسد المسيح بجسد إنسانى كامل ولكن غير مائل للخطية، لذا يسميه "شبه" لأنه نقى وغير مائل للخطية.
لأجل الخطية: لينتصر على الخطية ولا يسقط فيها.
دان الخطية: أظهر شرها، فقد استعبدت الإنسان طوال العهد القديم، أما الآن فبتجسد المسيح ينال الطبيعة الجديدة فى سر المعمودية، فيميل للخير ويرفض الشر.


أظهر الناموس الصلاح، ولكن عجز عن مساعدة الجسد المائل للشر، فكان الإنسان يفعل الشر. ولكن عندما تجسد المسيح ليحررنا من الخطية، أعطانا طبيعة جديدة مائلة للخير، فأظهر خطأ الخطية وشرها وأصبح الإنسان لا يريدها ما دام ملتصقا بالله.


ع4-8 
يقسم الرسول بولس الناس إلى قسمين : الذين يتركون أنفسهم لتتسلط عليهم طبائعهم الدنيا، والذين ينقادون بالروح القدس. ولو لم يفتح لنا الرب يسوع طريق النجاة، لكنا جميعا من القسم الأول، لكن حيث إننا تجاوبنا مرة مع المسيح، فعلينا أن نواصل السير وراءه، لأن طريقه تؤدي إلى الحياة والسلام. يجب علينا، بكامل إرادتنا، أن نختار تركيز حياتنا في الله. 


ما يطلبه الجسد متنافى مع ما يطلبه الروح، والمبدأ الذى وضعه هنا القديس بولس واضح، أن من ركَّز كل اهتماماته على جسده فقد خرج من دائرة الله إلى دائرة العالم المعادية لله، ولا يستطيع أن يخضع لناموس الله حتى إن أراد، لأن جسده المدلل يجذبه للشهوات المختلفة، مانعاً إياه من تنفيذ الوصايا المرضية لله. فكيف للجسد المتراخى أن يسهر فى الصلاة، وكيف للجسد المتخم بالأطعمة أن يصوم، وكيف للذات المتضخمة أن تتضع، وكيف للزانى أن يحيا حياة القداسة؟


ع 9 – 10 
أما إن كان روح الله ساكناً وحياً فينا، فلا يقال عنا أننا جسدانيون بل روحيون، نعيش فى العالم ولا يعش فينا، كأننا زوار غرباء عنه، نستعمل من العالم ما هو ضرورى فقط لحياتنا بقناعة ورضا دون طمع وتعظم معيشة.


إذا هذه الآيات السابقة كلها تدل على أن المعمودية لا تكفى وحدها لخلاصنا، ما لم نمارس حياة لائقة بهذه العطية بعد نوالها. والذى ليس له حب واقتناع بطريق المسيح، وغير خاضع للروح القدس، معطلا عمله وكأنه ليس له روح المسيح فى داخله، فهذا لا سلام له ولن تكون له حياة أبدية.


إن سلكنا بالروح واتحدنا بالمسيح، ففى نهاية حياتنا على الأرض سيخضع الجسد للموت الطبيعى كنتيجة للخطية الأصلية، أما الروح فستكون لها حياة أبدية بسبب حياة البر التى عشناها بمساندة الروح القدس الساكن فينا. وكذلك عندما يتحد المسيح بنا، يموت الجسد عن الخطية، أى يرفضها ويتنافر معها، أما الروح التى يعمل فيها المسيح فتحيا للبر بنعمة الروح القدس.


ع11 
الروح الذى أقام يسوع : الروح القدس ، الذى أقام المسيح: الله الآب ، سيحيى أجسادكم المائته : إن كان الجسد لابد أن يموت، لكنه سيقوم فى اليوم الأخير بشكل جديد روحانى يتحد بالروح ليتمجد معها ، روحه الساكن فيكم : الروح القدس. 


إذًا فالله قادر أن يقيم أجسادنا فى اليوم الأخير، ليتمتع كل من الجسد والروح (الجسد الروحانى المقام) بملكوت السماوات مع المسيح.


++++  هذه الآية تعطى أيضا رجاء لكل نفس، بأن المسيح قادر أن يقيمها من سقطات الخطية مهما كانت بشعة، إن أرادت التوبة وأصرت على الجهاد.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة: يا ربنا يسوع أعنا دائما علي الرجوع الي الحق والثبات فيه . نشكرك  لأنك اشتريتنا بدمك الغالي الثمين لك كل مجد وكرامة من الآن والي الابد امين .




الإرادة الصالحة والخطية الساكنة فينا


رومية 7: 14-25 




الإرادة الصالحة والخطية الساكنة فينا 

 14 فاننا نعلم ان الناموس روحي واما انا فجسدي مبيع تحت الخطية. 15 لاني لست اعرف ما انا افعله اذ لست افعل ما اريده بل ما ابغضه فاياه افعل. 16 فان كنت افعل ما لست اريده فاني اصادق الناموس انه حسن. 17 فالان لست بعد افعل ذلك انا بل الخطية الساكنة في. 18 فاني اعلم انه ليس ساكن في اي في جسدي شيء صالح.لان الارادة حاضرة عندي واما ان افعل الحسنى فلست اجد. 19 لاني لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فاياه افعل. 20 فان كنت ما لست اريده اياه افعل فلست بعد افعله انا بل الخطية الساكنة في

. 21 اذا اجد الناموس لي حينما اريد ان افعل الحسنى ان الشر حاضر عندي. 22 فاني اسر بناموس الله بحسب الانسان الباطن. 23 ولكني ارى ناموسا اخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي. 24 ويحي انا الانسان الشقي.من ينقذني من جسد هذا الموت. 25 اشكر الله بيسوع المسيح ربنا.اذا انا نفسي بذهني اخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

هنا يبدأ بولس الرسول فى بلاغة رائعة وصف الصراع النفسى الداخلى للإنسان المحب للخير ولكن مغلوب من الشر، بادئاً بإعلانه أنه يحترم الناموس ولا يقلل من شأنه، إذ أن الناموس روحى مسلم بترتيب ملائكة (أع7: 53)، ملقياً بكل أسباب الخطية على نفسه كإنسان من لحم ودم قبل اتحاده بالروح القدس. فيقول القديس بولس نيابة عن كل نفس: أنا إنسان مُباع كعبد تحت أسر الخطية، فالناموس الروحى يطالبنى باتباع الصلاح بلا مساعدة، والنتيجة أنى كإنسان ممزق بين مطالب الروح وواقع الجسد المستعبد للخطية. 


أنا كإنسان لست أفهم هذا التناقض العجيب بين إرادتى وسلوكى، فإرادتى تبغض الشر ولكنى مغلوب فيه وضعيف أمامه، والنتيجة إننى أخطئ رغماً من صراخ ضميرى. فمثلاً أريد ألا أغضب، لأن الغضب يسبب مشاكل كثيرة، ولكن عندما أستثار أسقط فيه. فإذاً أنا لم أفعل ما أريده (طول الأناة)، بل فعلت ما لا أريده وهو الغضب.


+++ "لقد دفعني الشيطان لفعلها!" تبدو هذه حجة تافهة، رغم أنها قد تكون صحيحة، فبدون معونة المسيح نجد أن الخطية أقوى منا، وكثيرا ما لا نستطيع أن ندافع عن أنفسنا ضد هجماتها. ولهذا يجب ألا نقاوم الخطية بقوتنا منفردين، فالرب يسوع الذي انتصر على الخطية انتصارا كاملا مرة وإلى الأبد، يعدنا بأن يقف بجانبنا ويحارب عنا، فإذا التمسنا معونته، فلا يمكن أن نستسلم للخطية.


يؤكد الرسول ميل الطبيعة البشرية إلى الشر قبل عمل نعمة المسيح فى العهد الجديد، فى سر المعمودية وباقى الأسرار. وإن كانت إراده الإنسان التى يحركها الضمير ووصايا الناموس تريد عمل الخير، ولكنها لا تقدر أن تبعد عن الشر لضعف مقاومة الإنسان للخطية بل يميل إليها بسهولة.


يقدم لنا الرسول بولس ثلاثة دروس تعلمها في محاولته معالجة رغباته القديمة الأثيمة :
(1) ليست المعرفة هي الحل (7: 9)، فقد شعر بولس بأنه على ما يرام طالما أنه لم يفهم مطالب الشريعة، وعندما عرف الحقيقة أدرك أنه هالك. 
(2) إن الإرادة الذاتية لا جدوى منها (7: 15) فلقد وجد بولس نفسه يخطئ في أمور لم تكن جذابة له. 
(3) بل إن قداسة المؤمن العميقة لا تقمع فورا كل خطية في حياة المؤمن (7: 22-25). فمشابهة المسيح عملية تستغرق كل الحياة. ويشبه الرسول بولس النمو المسيحي بسباق عنيف أو صراع قاس (1كو 9: 24-27 ؛ 2تيمو 4: 7). 


وكما أكد بولس مشددا منذ أن بدأ كتابة رسالته إلى الكنيسة في روما، لا يوجد في العالم بريء، لا يوجد من يستحق الخلاص، لا الوثني الذي لا يعرف شرائع الله، ولا المسيحي، ولا اليهودي الذي يعرفها ويحاول أن يحفظها. كل واحد فينا عليه أن يعتمد اعتمادا كليا على عمل المسيح لخلاصنا، فنحن لا نستطيع أن نكسب الخلاص بسلوكنا الصالح.  


هناك ناموس آخر، وهو ناموس الخطية، أى رغباتى الشريرة فى تنفيذ الخطية بلا حدود، يجبرنى على صنع الخطية بالرغم من رفض ناموس ذهنى، أى ضميرى، لهذه الخطية.


من يحررنى أنا الإنسان الشقى بعد أن عجزت عن المقاومة؟ فإرادتى ضعيفة وعاجزة لا تستطيع أن تنصرنى على جسدى وفكرى الإنسانى، الذى أراد الخطية وصنعها، فأصبح جسداً محكوماً عليه بالموت. ورد السؤال، أن المنقذ هو المسيح بنعمته المخلصة من خلال المعمودية وأسرار الكنيسة وكل وسائط النعمة.


يشكر القديس بولس الله نيابة عنى وعنك، إذ قد جاء المنقذ والمخلص ربنا يسوع المسيح، لينهى الصراع ويحطم سلاسل الخطايا، ويفك أسر السبايا، ويصالح الإنسان الباطن مع الجسد فيتصالح الإنسان مع الله.


يشكر القديس بولس الله أيضا، لأن ناموس الخطية كان سارى المفعول على جسده فقط وليس على ذهنه الخادم لناموس الله. وبذلك كان حاله أفضل من الأمم، الذين خدموا ناموس الخطية بالجسد والذهن أيضا، فسلكوا فى الشر لأن وصايا الناموس لم تنبهم ولم يكن عندهم إلا الضمير فقط الذى يسهل تعويجه وانحرافه.


أما بولس فقد حُلت مشكلة ناموس الخطية الساكن فى جسده، عندما نال سر المعمودية، فمات الإنسان العتيق وأصبح ذهنياً وجسدياً خادماً لقوانين ووصايا المسيح. وبذلك نال التبرير الكامل وأصبح غير معرض للدينونة، وأصبحت دموع التوبة معمودية ثانية له فى أى وقت يقع فيه فى الخطية، ثم يقوم ويعلن رفضه لخضوعه لها.


+++ إن كنت تتمتع بنعمة المسيح التى تعطيك قوة للسير فى الطريق الصالح، فلا تعطِ فرصة للشر المسيطر عليك بالبعد عن مصادر الخطية والاقتراب من الكنيسة، فتزداد قوتك. ولا تنزعج من كثرة سقطاتك، فنعمة المسيح التى تتمسك بها قادرة فى النهاية أن تغلب كل ضعف أو ميل شرير يتولد داخلك نتيجة تهاونك أحيانا. فقط ثابر فى التوبة وطلب معونة الله.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : إلهنا المبارك ... انت رابح النفس الحكيم الذي تعرف رعيته وترفع عنها كل شر .. أعنا حتي نتبعك كل أيام حياتنا ونبارك اسمك القدوس.


22 مارس 2012

كم أنت عظيم ؟

كم أنت عظيم ؟

كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه
أف4:1

لقد خلُقت لتكون مسكناً لله يحل فيك بروحه القدوس وتعيش معه
فى صداقة وحُب كل أيام حياتك. خِلُقْت للتنعم بعشرة الله فى جنة
عدن ولابد أن تنتبه لغرض وجودك فى هذه الحياة، وهو محبة الله
التى تدوم إلى الأبد فى الملكوت.

أنت مخصص له؛ لذا يفرح بصلواتك وتسابيحك طوال اليوم. لم
تُخلق للخطية، فهى غريبة عنك ولابد أن تقوم منها مهما كانت
متكررة بالتوبة السريعة. أنت مؤهل للتزين بالفضائل، فإسع نحوها،
عالماً أن عملك الأساسى هو الخير، فاخدم الكل.

تذكر اليوم أنك مقدس لله، فإن تنجست بآية خطية، فتُب حالاً
وزين نفسك بالصلوات` والتأملات.



18 مارس 2012

وداعا البابا شنودة الثالث

عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ

السماء تفرح بانتقال البابا الانبا شنودة الثالث حامل عصى رعاية مارمرقس الرسولي 







الأرض خسرت اليوم حكمة سليمان وصبر أيوب وقوة إيليا ورقة داود

السماء فرحت اليوم ببولس رسول القرن الواحد وعشرين

إشفع من أجل كل واحد فى شعبك




12 مارس 2012

الناموس كاشف الخطية


رومية 7 :7-13 

الناموس كاشف الخطية

    7 فماذا نقول.هل الناموس خطية.حاشا.بل لم اعرف الخطية الا بالناموس.فانني لم اعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته. 8 ولكن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية انشات في كل شهوة.لان بدون الناموس الخطية ميتة. 9 اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا.ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمت انا. 10 فوجدت الوصية التي للحياة هي نفسها لي للموت. 11 لان الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها وقتلتني. 12 اذا الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة. 13 فهل صار لي الصالح موتا.حاشا.بل الخطية.لكي تظهر خطية منشئة لي بالصالح موتا لكي تصير الخطية خاطئة جدا بالوصية

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع7-8
التبس الأمر على بعض الناس، فظنوا أن الناموس والخطية شئ واحد باعتبار أننا تحررنا من كليهما فى آن واحد بعد المسيح. وبالقطع ليس الناموس هو الخطية بل حاشا أن يكون هذا صحيحا، فالناموس عرفنى الخطايا بأنواعها وأشكالها ولكنه نهانى عنها. فالناموس قال لى لا تشته،ِ وبدلاً من أن أبتعد عن الشهوة وأفرح بوصية الله، إذ بى قد اشتهيت الخطية أكثر، عملاً بالمبدا النفسى القائل (الممنوع مرغوب).


لقد كشفت الوصية الخطية، فتعلقت النفس بها بدلا من أن تتركها؛ أى أن الوصية كشفت لى الشر فسعيت إليه وتعلقت به. وعبارة "بدون الناموس الخطية ميتة"، ليس معناها أن الخطية كانت غير موجودة، بل المعنى أن الإنسان قبل الناموس كان يصنع الخطية كشئ طبيعى فى سلوكه اليومى، غير عارف أن هذا السلوك خطية، أى ظن أن الخطية غير موجودة وكأنها ميتة، ثم جاء الناموس فكشف خطاياه.


وعدم تمييز الإنسان للخطية قبل الناموس سببه هو أن الإنسان عوج الضمير الذى كان يميز به الخطأ من الصواب، فاحتاج إلى الناموس لكى يرشده ويكشف له الخطية.


ع9-11
أكد القديس بولس كلامه بقوله أن الإنسان قبل الناموس مارس الخطية كشئ عادى، فكان يقتل ويشتم ويسرق ويغضب، وكان عائشا بالجسد، أى يعيش حياة جسدانية حيوانية غير روحية وراضيا بحاله هكذا. ولم يكن ناموس موسى قد جاء بعد ليكشف ويحسب عليه خطاياه، فلما جاءت الوصية بالناموس أدرك الإنسان ورطته وقال لنفسه، أنا هالك لا محالة وسأموت بسبب خطاياى.
وكلمة "عاشت الخطية" لا تعنى أنها كانت ميتة فعاشت، بل المعنى أن الإنسان استطاع أن يعرفها بالناموس، فكُشِفَت وصارت حية، وفى نفس الوقت ظهر خطأ الإنسان واستحقاقه للموت.


تخيل أنك ذهبت إلى شاطئ البحر في يوم مشرق جميل، وما إن غطست في الماء وأحسست بالانتعاش، حتى لاحظت راية ترفرف فوق السارية على الشاطئ : "ممنوع السباحة، فأسماك القرش تحوم في الماء". لقد ضاع عليك يومك، لكن هل هي غلطة الراية؟ هل تسخط على الناس الذين رفعوها؟ إن الشريعة تشبه هذه الراية. إنها لازمة، ويجب أن نكون لها من الشاكرين، ولكنها لا تخلصنا من أسماك القرش.


لقد خدعت الخطية الناس بإساءة استخدام الشريعة. عندما تقابلت حواء مع الحية في جنة عدن (تك 3)، خدعتها الحية بجذب انتباهها بعيدا عن الحرية الواسعة التي منحها لها الله، لتركز نظرها على القيد الوحيد الذي وضعه. ومنذ تلك اللحظة صرنا جميعا عصاة. فالخطية تبدو جميلة في نظرنا لأن الله قال عنها إنها سيئة. وبدلا من أن نعير تحذيراته انتباهنا، نتصرف وكأنه أمرنا بفعلها. وعندما نشعر بالعصيان، علينا أن ننتبه وننظر إلى الشريعة من منظور أوسع، في ضوء نعمة الله ورحمته، فإذا ركزنا على محبته العظيمة لنا، نستطيع أن ندرك لماذا يطلب منا أن نقيد سلوكنا، فهو لا ينهانا إلا عن أمور تؤدي في النهاية إلى ضررنا.


ع 12-13
الناموس مقدس وصالح وعادل لأنه كلمات خارجة من فم الله القدوس، والإنسان الحكيم يحب الناموس ويفهمه ويطبقه، ولكن الجاهل الذى يحور الوصايا لتوافق هواه، يخدع نفسه ويسقط فى الخطية والموت.... لا يمكن أن يُلام الناموس كسبب لسلوك الجاهل فى الشر ثم موته، مثلما لا يمكن أن يُلام القاضى ويوصف بالقاتل إذا حكم على مجرم بالموت. وبالتالى لا يمكن لصلاح الناموس أن يصير سبب موت، إلا لمن أراد لنفسه عدم طاعة الناموس وتحوير وصاياه.


فيا لخبث الشيطان؛ فهو يحرض على فعل الخطية، مستغلاً كل الفرص لإسقاط الإنسان، ولم يكتفِ بذلك، بل استغل حتى وصايا الله ليعمل دعاية للخطية ويعرفها للناس. وبذلك تصير الخطية شئ بغيض وخاطئ جدًا، لأنها لم تستحِ من وصية الله بل بالحرى استغلتها لصالحها.


+++  لعلك صديقى الآن قد أدركت أن الشيطان يريد أن يغويك بالخطية حتى عن طريق استغلال الوصية نفسها. لذلك إقرأ وافهم كتابك المقدس جيداً، متعمقاً فيه بدقة، فكم من أناس هلكوا عندما أساءوا فهم بعض الآيات أو فسروها بطريقة تطابق هواهم الشخصى، أو أخذوا بمبدأ الآية الواحدة دون محاولة معرفة ظروف كتابة كل آية، كيف ولمن قيلت، ودون حتى مقارنتها مع بقية نصوص الكتاب. وإن كنت خادماً أو أبا أو أما، فلا تتحدث بالتفصيل عن الخطايا لئلا تثير حواس مخدومك، ولا تتحدث عن أنواع جديدة من الخطايا لئلا تثير حب استطلاع المخدوم، فيسعى وراء هذه الخطايا الجديدة لاكتشافها وممارستها.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
يا رب ساعدني أن أثبت نظري فيك علي الدوام خاصة في وقت الظروف الصعبة  . ساعدني ان أفكر في قوتك ومعونتك وليس في قسوة الظروف وقوة الأعداء ومؤامراتهم 





10 مارس 2012

بالمسيح تحررنا من الناموس


رومية 7: 1-6 


بالمسيح تحررنا من الناموس

     1 ام تجهلون ايها الاخوة.لاني اكلم العارفين بالناموس.ان الناموس يسود على الانسان ما دام حيا. 2 فان المراة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحي.ولكن ان مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل. 3 فاذا ما دام الرجل حيا تدعى زانية ان صارت لرجل اخر.ولكن ان مات الرجل فهي حرة من الناموس حتى انها ليست زانية ان صارت لرجل اخر. 4 اذا يا اخوتي انتم ايضا قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لاخر للذي قد اقيم من الاموات لنثمر لله. 5 لانه لما كنا في الجسد كانت اهواء الخطايا التي بالناموس تعمل في اعضائنا لكي نثمر للموت. 6 واما الان فقد تحررنا من الناموس اذ مات الذي كنا ممسكين فيه حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


فى هذا الإصحاح، إذ يصعب على اليهود الذين عاشوا سنينًا طويلة محافظين على تقاليد الناموس، أن يتخلوا عنه فجأة بعد قيامة المسيح، بدأ القديس بولس إثبات أن الناموس بفرائضه لم يعد له سلطان على الإنسان، موجهاً حديثه لليهود العارفين بالناموس، متعجباً منهم أنهم نسوا وجهلوا معلومة أن الناموس موضوع للأحياء فقط، بمعنى أن الإنسان واجب عليه تنفيذ طقوس ناموس موسى ما دام على قيد الحياة فقط، إذ أن الموت يبطل أى عقد بين إثنين.


أعطى القديس بولس مثالاً لذلك، وهو التزام المرأة بالناموس (القانون) الذى يربطها برجلها ما دام حياً فهى لا تستطيع أن تتركه وتتزوج برجل آخر، إلا إذا مات رجلها، وهنا تكون حرة من الناموس الذى ينظم علاقتها الزوجية بهذا الرجل.


يستخدم الرسول بولس "الزواج" ليصور علاقتنا بالشريعة. فعندما يموت أحد الزوجين تنتهي شريعة الزواج، ولأننا قد متنا مع المسيح، فلا تستطيع الشريعة أن تديننا. والشريعة لم تمنحنا قوة لنحيا حياة البر، ولكن الروح القدس يعطينا القدرة على أن نثمر ثمرا صالحا لله، كأشخاص جدد نحيا حياة جديدة بقوة الروح القدس، وقد ارتبطنا بالمسيح ونخدمه بكل قلوبنا وأفكارنا.


هكذا أنتم أيضا المسيحيون من أصل يهودى، كان الناموس ينظم العلاقة بينكم وبين الإنسان العتيق، أى طبيعتكم المائلة للشر، كما يربط الناموس المرأة، التى ترمز لنفوسكم، والرجل الذى يرمز للإنسان العتيق.


أما الناموس والوصايا فهى كاللجام الذى يضبط غرائزكم وقدراتكم، فلا تنحرف وراء الإنسان العتيق المائل للشر. وعندما مات الإنسان العتيق مع المسيح على الصليب، تحررت النفس من سلطان الإنسان العتيق عليها ومن الناموس، وأصبحت حرة فى أن تقترن بآخر، الذى هو العريس الجديد ربنا يسوع المسيح بقوانينه ونواميسه الجديدة عليها فى العهد الجديد. وثمرة هذا الاتحاد الزيجى هو ثمار الروح القدس والأعمال الصالحة.


يحاول بعض الناس شق طريقهم إلى الله بحفظ مجموعة من القواعد، وكل ما يحصلون عليه من كل جهودهم إنما هو الإحباط وخيبة الأمل، ويالها من نجدة أن يكتشف هؤلاء الناس أنه بسبب ذبيحة المسيح، أصبح الطريق إلى الله مفتوحا، وفي استطاعتهم أن يصبحوا أولادا له. ومن العجب أنهم حالما يشعرون بالأمان في محبة الرب، يتحسن سلوكهم، ويكفوا عن محاولة الوصول إلى الله بحفظ قواعد معينة، بل بالحري يتحولون شيئا فشيئا إلى صورة المسيح نفسه، حيث إنهم يحيون معه يوما بعد يوم، ولكن لعله لا غرابة مطلقا في ذلك، فعندما يحول الروح القدس أنظارنا بعيدا عن إنجازاتنا إلى محبة يسوع، فلابد أن تنعكس صورته على حياتنا.  


+++ هل تفرح قلب الله بارتقائك من العبادة الشكلية بالجسد إلى انطلاق الروح وتحليقها فى السماويات فى علاقة حب متبادلة مع الله؟ فيصبح صومك ليس فقط بالجسد، بل تسمو عن ماديات ومظاهر تعظم المعيشة، فيكون سجودك بالجسد فى اتضاع وانسحاق بالروح، وتكون صلاتك بعمق والتهاب بحب عريسك السماوى.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : ايها الآب السماوي نرجوك ان تضع في قلوبنا الثقة التامة أنن اعزاء في عينيك حتي عندما نضل او ننحرف بعيدا عنك. 






9 مارس 2012

الحرية الحقيقية




الحرية الحقيقية
"إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً " يو 8: 36

يقول القديس مار اسحق السريانى :
"مائت صار حياً لما تحرر. أنه حى مع الله لما مات عن العالم".
الحرية هى مطلب كل إنسان، ولكنها تختلف من شخص إلى آخر، فالحرية التى طلبها الإبن الضال أدت به إلى اشتهاء أكل
الخنازير، بينما كان بولس وسيلا يسبحان ويرتلان فى منتهى الحرية وهما مقيدان بالسلاسل فى السجن.

فالسيد المسيح أعطانا معنى جديداً للحرية، ليست هى الانطلاق فى الشهوات، أو مجرد الاعتراض على الغير، ولكن الحرية الحقيقية هى القيامة من الأموات والقبر مغلق، أى لا يوجد شئ فى العالم يسيطر على، بل وأعطانى الله سلطاناً على كل العالم.

تحرر اليوم من خطيتك، بتذكر قيامتك فى المسيح، فتتوب سريعاً.




8 مارس 2012

عبد الخطية وعبد المسيح

رومية 6: 15 – 23

عبد الخطية وعبد المسيح 

15 فماذا اذا.انخطئ لاننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة.حاشا. 16 الستم تعلمون ان الذي تقدمون ذواتكم له عبيدا للطاعة انتم عبيد للذي تطيعونه اما للخطية للموت او للطاعة للبر. 17 فشكرا لله انكم كنتم عبيدا للخطية ولكنكم اطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها 18 واذ اعتقتم من الخطية صرتم عبيدا للبر. 19 اتكلم انسانيا من اجل ضعف جسدكم.لانه كما قدمتم اعضاءكم عبيدا للنجاسة والاثم للاثم هكذا الان قدموا اعضاءكم عبيدا للبر للقداسة. 20 لانكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم احرارا من البر. 21 فاي ثمر كان لكم حينئذ من الامور التي تستحون بها الان.لان نهاية تلك الامور هي الموت. 22 واما الان اذ اعتقتم من الخطية وصرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة ابدية. 23 لان اجرة الخطية هي موت.واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

قد يقول البعض : الآن لم نعد مقيدين بالشريعة، فهل أصبحنا أحرارا لنخطئ؟ يقول الرسول بولس : "حاشا!". عندما كنا مقيدين بالشريعة، كانت الخطية تسود علينا، فالشريعة لا تبررنا أو تساعدنا على الغلبة على الخطية، أما الآن، وقد ارتبطنا بالمسيح، أصبح هو سيدنا، وهو الذي يمنحنا القوة لعمل الصلاح بدلا من عمل الشر.

في الحرف الدقيقة التي تحتاج إلى مهارة خاصة، يتتلمذ "الصبي" على يد "معلم ماهر" يقوم على تدريبه وتشكيله وصياغته في النقاط الدقيقة من حرفته. وكأناس روحيين نختار لنا "معلما" ونشكل أنفسنا على منواله، وبعيدا عن "يسوع"، لا خيار لنا إلا أن نتتلمذ على يد الخطية وتكون النتيجة الإثم والألم والانفصال عن الله. ولكن شكرا ليسوع، فنحن نستطيع الآن أن نختار الله سيدا و "معلما" لنا، وإذ نتبعه، نستطيع أن نستمتع بحياة جديدة ونتعلم طرق الملكوت. هل مازلت مع "معلمك" القديم، وهو الخطية، أم أنك قد تتلمذت لله؟

+++ إحذر أيها الحبيب... فطاعتك للخطية هى طاعة لإبليس نفسه، الذى يعطى مسميات خادعة للخطية، ليخفف من وقعها على ضمير الإنسان لئلا يتوب، مثل تسمية الزنا بالخطايا الشبابية، والغضب بقوة الشخصية، والطمع بالطموح... إلخ.

يشكر بولس الرسول الله، ليس لأنهم عاشوا كعبيد للخطية، ولكن لأنهم تركوا تلك الطريق، وساروا بكل قلوبهم وراء تعاليم المسيح التى تسلموها من الرسل.
صورة التعليم: تؤكد أن التعليم اعتمد على قدوة ترى فى حياة المعلمين، وليس مجرد كلام أو وعظ نظرى. 

الطاعة من كل القلب معناها تسليم النفس تماما لله، أن تحبه من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك (مت 22: 37)، ومع ذلك فما أكثر الأحيان التي فيها لا يمكن أن توصف طاعتنا لوصايا الله بأكثر من "نصف قلب" أي بفتور! ما مدى تقييمك لطاعة قلبك؟ إن الله شديد الرغبة في أن يمنحك القوة لطاعته من كل قلبك.  

من المستحيل أن تقف موقف الحياد، فلكل إنسان "سيد" إما الله أو الخطية، والمؤمن ليس شخصا معصوما من الخطية أو أنه لا يخطئ بالمرة، ولكنه شخص لم يعد عبدا للخطية، فهو ملك لله وليس للخطية.

هناك طريقان رئيسيان :
أ‌ طريق الشر والشهوات، والذى يسير فيه يصير عبدا لإبليس متحررا من وصايا المسيح.
ب‌ الطريق الروحى، والسائر فيه هو عبد لرئيسه يسوع المسيح ملك السلام، متحرر من أى سلطان للخطية عليه.

+++ يأتى الشيطان أيها الحبيب مخادعاً قائلاً: هيا تحرروا من كل قيود الوصية، فلماذا تتعب جسدك بالصوم؟ ولماذا تحرم جسدك من اللذة والمتعة والخطية؟ ولماذا تصون لسانك من الخطأ؟
فهيا إفعل ما يحلو فى عينيك متحرراً من وصايا الإنجيل المؤدية للبر. ولكنك أيها الحبيب ما أن تحصل على هذه الحرية الزائفة المزعومة، إذا بك تخرج من بر الله الرؤوف المحب للبشر، المعطى السلام على الأرض والأبدية فى السماء، وتدخل تحت سيطرة الشيطان القاسى الكاره للبشر، فيذلك ويحطم حياتك ومستقبلك بل وأبديتك.

وكل سيد يدفع من عملته، وأجرة الخطية هي موت، أما عملة المسيح فهي حياة أبدية، حياة جديدة مع الله تبدأ هنا على الأرض وتستمر إلى الأبد معه.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة: اشكرك يا رب لأنه يمكنني أن اترك كل همومي عندك لأنك تهتم بي . " ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم " 1بط7:5 




7 مارس 2012

دور المعمودية في التبرير


رومية 6: 1-14 




دور المعمودية في التبرير

    1 فماذا نقول.انبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. 2 حاشا.نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها. 3 ام تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. 4 فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة. 5 لانه ان كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير ايضا بقيامته 6 عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية. 7لان الذي مات قد تبرا من الخطية. 8 فان كنا قد متنا مع المسيح نؤمن اننا سنحيا ايضا معه

 9عالمين ان المسيح بعد ما اقيم من الاموات لا يموت ايضا.لا يسود عليه الموت بعد. 10 لان الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة والحياة التي يحياها فيحياها لله. 11 كذلك انتم ايضا احسبوا انفسكم امواتا عن الخطية ولكن احياء لله بالمسيح يسوع ربنا. 12 اذا لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته. 13 ولا تقدموا اعضاءكم الات اثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كاحياء من الاموات واعضاءكم الات بر لله. 14 فان الخطية لن تسودكم لانكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ع1-4 
يستنكر بولس الرسول رأى الخطاة، الذين يقولون أنه إن كان الله يزيد نعمته ورحمته على الساقطين فى خطايا شديدة وظروف صعبة حتى يساعدهم على الخروج منها، فلنبق إذا فى حياة الخطية لننال مراحم الله الكثيرة .


ينفى بولس الرسول هذا الرأى، لأنه إن كان الله بكثرة رحمته أفاض علينا بنعمه الجزيلة لينزع عنا كل أثر للخطية، فهذا لا يدفعنا للاستهتار والاستمرار فى الخطية. ثم يوضح أننا متنا عن الخطية بالمعمودية فيجب ألا نستهين بالثمن الذي دفعه عن خطيتنا. فليكن من عادتك أن تعترف بخطاياك لله وتطلب منه المغفرة.  


يوضح الرسول ان من اعتمد ليسوع المسيح اي نال المعمودية المسيحية ايمانا بالمسيح المخلص فهو بذلك قد اعتمد لموته أى يموت مع المسيح عند نزوله إلى ماء المعمودية ويقوم معه. فقيمة المعمودية عظيمة جدا، لأننا فيها نموت مع المسيح عن خطايانا. فبموته رفع خطايانا وخلّصنا منها.


بالمعمودية، نشارك المسيح فى موته وقيامته التى تمت بمجد الآب (بقوة الآب)، فندفن ليموت فينا الإنسان العتيق الضعيف أمام الخطية، ثم نقوم كإنسان مولود من جديد، يسلك فى حياة جديدة بسيرة مقدسة. إذًا الحياة بالمعمودية شبيهة بعملية الخلق.


ع 5 – 7
التغطيس فى ماء المعمودية يشبه موت المسيح على الصليب وهو ما يقصده الرسول بـ ( شبه موته) ونتيجة لذلك (نصير أيضا بقيامته) اي نحيا حياة القيامة والنصرة على الخطية والتمتع بعشرة المسيح ... عندما اعتمدنا وماتت الخطية فينا فى صورة شبيهة بموت المسيح على الصليب، اتحدنا به اتحادا وثيقا، فصارت ذاتنا واحدة مع ذاته وتمتعنا بفرح القيامة معه. تلك هى القيامة الأولى فى حياتنا، عندما تموت فينا الخطية فنحيا للبر، كقول السيد المسيح عن الابن الضال "ابنى هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد" (لو15: 24).


مات الإنسان العتيق (هو الطبيعة الفاسدة القديمة الموروثة من آدم والمائلة للشر) مع المسيح بطريقة سرية، عندما صلب على الصليب. وبموت الإنسان العتيق، أبطل "جسد الخطية"، أى أصبحت الخطية غير سارية المفعول علينا، لأننا متنا بالنسبة لها.
ويذكرنا هذا بقول القديس أغسطينوس، عندما جاءت إليه بعد توبته امرأة، كانت قد تعودت ممارسة الخطية معه فى زمن ماضٍ، فقال لها "أغسطينوس الذى تعرفينه قد مات". وبهذا يتحرر الإنسان من سلطان الخطية عليه، ولا يصير عبداً لها. بل أيضا يتبرأ، أى لا يعود هناك شئ يربطه بالخطية، ولن تعد لها سيطرة عليه وانتهت علاقتها به.


ع 8-10 
كما شاركنا المسيح فى الموت عندما دفنا فى ماء المعمودية، هكذا نقوم معه بطبيعة جديدة مقدسة لا تميل للشر، كما قام هو بجسد نورانى. والذى يجعلنا واثقين من قيامتنا الروحية فى المعمودية هو أننا آمنا أنه توجد قيامة، لأن المسيح قد قام من الأموات ولن يموت مرة أخرى أبدًا، إذ أنه إله قدوس حى لا يموت وإنما مات بإرادته من أجل خطايانا، ثم قام ليحيا فى وحدانية مع الآب. هكذا كل من اعتمد، يموت عن الخطية ويحيا فى البر ليرضى الله.
كلمة (مرة واحدة) تشير إلى أن المعمودية لا تتكرر، مثلما مات المسيح أيضا مرة واحدة.


+++  تذكر فى بداية كل يوم طبيعتك الجديدة التى نلتها فى المعمودية، لتحيا حياة جديدة للمسيح، تراه أمامك فى كل عمل وكلام لترضيه وتقدم حبا لكل من يقابلك.


ع 11-14
تقدم هذه الأعداد ضمانا عجيبا لحياتك كأبن للرب يسوع ، الذي يجعلك لا تخشى الموت إطلاقا وبذا يمنحك الحرية لعمل مشيئته وللحياة في شركة غير منقطعة مع الرب يسوع المسيح، وسيؤثر هذا على كل نشاطاتك : عملك وعبادتك، لعبك ودراستك للكتاب المقدس، وخلوتك وأوقات رعايتك للآخرين. فعندما تعلم أنك قد تحررت من سلطان الموت، تختبر قوة جديدة في حياتك.


لا تجعل أعضاءك صانعة للخطية. لا تجعل لسانك شتاماً، ولا يدك ضاربة ولا جسدك زانيا وكأنه جسم حيوانى متجرد من العقل والحكمة؛ بل قدم ذاتك، والتى هى نفسك وفكرك وعقلك وقلبك، كإنسان حى مدرك لقيمة نفسك وكابن لله يصنع البر بكل ما وُهِبَ من أعضاء (يصلى/ يخدم...).


بهذا لن تستطيع الخطية أن تتسلط عليك، لأنك لست فى عصر الناموس القاصر على توبيخ الإنسان على خطاياه دون إعطائه أى قوة للغلبة، بل أنت الآن فى عصر النعمة، نعمة الروح القدس الذى يعمل فيك بقوة سرية، وحب المسيح الذى يحاصرك، وعناية الآب الذى يعينك. وبهذا تتقوى أعضاؤك وتغلب وتنتصر.


++أنت يا من تحررت من عبودية الخطية، لا تعود لتبيع نفسك لها رخيصا فتصير عبدا لها مرة أخرى، مطيعا لأوامرها على جسدك الذى عاد ليشتهى لذة الخطية. ولماذا بعدما أمات المسيح فيك، فى المعمودية، الشهوات المختلفة تعود أنت لتحييها من جديد، مثيرا ومنشطا إياها بحواسك عندما تعرضها للمؤثرات والمثيرات الخارجية، فتنحدر مرة أخرى إلى قاع الخطية؟


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة: ارفع صلاة شكر لله من أجل نعمة الصلاة ، واطلب منه ان يهبك الشجاعة التي تواجه بها ظروف الحياة الصعبة 







5 مارس 2012

خطية آدم وبر المسيح

رومية 5: 12-21 


خطية آدم وبر المسيح

12 من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطا الجميع. 13 فانه حتى الناموس كانت الخطية في العالم.على ان الخطية لا تحسب ان لم يكن ناموس. 14 لكن قد ملك الموت من ادم الى موسى وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي ادم الذي هو مثال الاتي. 15 ولكن ليس كالخطية هكذا ايضا الهبة.لانه ان كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالاولى كثيرا نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالانسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين. 16 وليس كما بواحد قد اخطا هكذا العطية.لان الحكم من واحد للدينونة.واما الهبة فمن جرى خطايا كثيرة للتبرير

. 17 لانه ان كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد فبالاولى كثيرا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح. 18 فاذا كما بخطية واحدة صار الحكم الى جميع الناس للدينونة هكذا ببر واحد صارت الهبة الى جميع الناس لتبرير الحياة. 19 لانه كما بمعصية الانسان الواحد جعل الكثيرون خطاة هكذا ايضا باطاعة الواحد سيجعل الكثيرون ابرارا. 20 واما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية.ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا 21 حتى كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الابدية بيسوع المسيح ربنا

+++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع 12- 14  
كيف نكون مذنبين في شيء ارتكبه آدم منذ آلاف السنين؟ كثيرون يرون أنه ليس من العدل أن يديننا الله من أجل خطية آدم، لكن عندما أخطأ آدم بأكله من شجرة معرفة الخير والشر، واستهان بتحذير الله الواضح "يوم تأكل منها موتاً تموت"، أدخل الخطية إلى العالم لأول مرة، لأنها كانت من قبل مجهولة، وبالتالى نال عقوبة الموت. وأورث آدم لذريته الطبيعة الفاسدة العارفة بالشر والضعيفة فى مقاومته، ومع ذلك فكل واحد منا يثبت بخطاياه تضامنه مع آدم. ونحن ندان لأجل الخطايا التي اقترفناها نحن أنفسنا، ولأننا خطاة فنحن في حاجة لا إلى العدل بل إلى الرحمة.


لقد أوضح الرسول بولس مرارا كثيرة أن حفظ الشريعة لا يخلص، لكنه يضيف ، بأن كسر الشريعة ليس هو الذي يجلب الموت، فالموت جاء نتيجة خطية آدم. ويذكر الرسول بأنه قد مضت آلاف السنين قبل أن تعطى الشريعة صراحة، ومع ذلك ساد الموت على الناس مثل قايين واهل سدوم وعمورة .. اذ كان يحركهم الناموس الطبيعي في ضمائرهم 


وقد ظن الأشرار أن الله لن يحسب لهم خطاياهم، لأنه لم يكن قد أنزل الناموس (القانون) بعد، الذى سيحاسبهم بمقتضاه. فسلكوا بقانون الغابة، واستحقوا الموت، مع أنهم كان ينبغى أن يسلكوا بصوت الله داخلهم، وهو الضمير.لكن الإنسان عوج الناموس الطبيعى الذى داخله، وهو الضمير، بابتعاده عن الله. فلم يعد قادرًا على تمييز الخطأ من الصواب.


ع 15 – 19
لقد ولدنا جميعا في عائلة آدم الطبيعية، العائلة التي اصبح مصيرها الموت الأكيد، فجميعنا نحصد ثمار خطية آدم، حيث إننا ورثنا طبيعتنا الأثيمة، والميل للخطية، وقصاص الله. وفي الرب يسوع المسيح، نستطيع استبدال الدينونة بالغفران، نستطيع أن نستبدل نمحو خطيتنا ونتبرر بنعمة المسيح ، فالرب يسوع يقدم لنا الفرصة لكي نولد في عائلته الروحية، العائلة التي تبدأ بالغفران وتؤول إلى الحياة الأبدية، فإن لم نفعل شيئا، فليس أمامنا سوى الموت في آدم، ولكن إن جئنا إلى الله بالإيمان، نحصل على الحياة بالمسيح، فإلى أي عائلة تنتمي؟


+++ لا تخضع للخطية، فهى أمر دخيل علينا. ولنتب ونتمتع ببر المسيح، ونواصل جهادنا  فى سلوك روحى حتى نملك إلى الأبد فى السماوات.


ع 20- 21
يظهر هنا أن المسيح له الدور الكامل فى التبرير، وليس للناموس أى دور ... فلماذا إًذا جاء الناموس؟


لقد جاء (لتكثر الخطية) أى تتضح، ويبطل حجة البشر بأن الخطية لا تحسب إذ لم يكن ناموس.  فقد جاء الناموس حاملًا قائمة طويلة من الممنوعات بلا أى ثغرات ليسد على البشر فرصة السقوط فى الخطايا بحجة عدم معرفتهم أنها خطايا. إذًا الناموس كان كمرآة كشفت للبشرية بشاعة وكثرة خطاياها. ولكن كما كثرت أسماء وأشكال وأنواع الخطايا بالناموس، كثرت وفاقت وفاضت نعمة ربنا يسوع المسيح، لتستطيع أن تغفر وتمحو كل إثم مهما عظم.


+++ إن كنت تحيا فى ظروف صعبة تحاول إبعادك عن الله، فلا تضطرب. إهرب منها قدر ما تستطيع، وثق أن قوة الله تساندك وتحفظك بمعونة أكبر من الذى يحيا فى ظروف عادية. أى لا تلقِ باللوم على الظروف عندما تخطئ، بل تب وأطلب معونة الله، فتنتصر على الخطية مهما كانت صعبة أو مسيطرة.


الخلاصة هى، إن كنت أيها الإنسان حزينًا لأن خطية آدم جلبت لنا الموت بالجسد بعد شقاء الحياة، بالرغم من عدم مسئوليتنا المباشرة عن أكل آدم من الشجرة، فها المسيح مات لأجلنا بلا ذنب لكى نرث الحياة الأبدية، إن سلكنا فى حياة البر بالإيمان والأعمال مستندين على نعمة المسيح.


+++ وأنت كخاطئ منفصل عن الله، ترى شريعته من أسفل، كسلم عليك أن تتسلقها لتصل إلى الله، ولعلك حاولت تسلقها مرارا عديدة، لكنك كنت تسقط إلى الأرض في كل مرة كنت تصعد درجة أو اثنتين، بل لعل ارتفاع السلم الشاهق أصابك بالدوار حتى إنك لم تحاول الصعود أبدا. 


وفي كلتا الحالتين، ما أعظم النجدة في أن تجد الرب يسوع يمد لك ذراعيه المفتوحتين ليرفعك إلى ما فوق سلم الشريعة، ليحملك إلى الله مباشرة! وعندما يرفعك الرب يسوع إلى محضر الله، تصبح حرا للطاعة عن محبة وليس عن اضطرار، وبقوة الله لا بقوتك أنت، وتعلم أنك إذا عثرت لن تسقط إلى الأرض، بل سيمسكك ويحميك الرب يسوع بذراعيه، ذراعي المحبة.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


صلاة : نشكرك يا رب من أجل عمل النعمة في حياتنا وخلاصنا . اعنا حتي ما نحفظ نفوسنا طاهرين امامك حتي لا نسئ الي الاسم الحسن الذي دعي علينا بل املآ قلوبنا مجدا وتسبيحا لانك افتديتنا ومنحتنا الحياة الابدية التي بها نعيش معك كل ايام حايتنا امين.





3 مارس 2012

ثمار بر المسيح


رومية 1:5-11

ثمار بر المسيح

    1 فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح 2 الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله. 3 وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا 4 والصبر تزكية والتزكية رجاء 5 والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. 6 لان المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لاجل الفجار. 7 فانه بالجهد يموت احد لاجل بار.ربما لاجل الصالح يجسر احد ايضا ان يموت. 8 ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا. 9 فبالاولى كثيرا ونحن متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب. 10 لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته. 11 وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الان المصالحة

+++++++++++++++++++++++++++++++++++


ع1-2
تفتتح هذه الأعداد جزءا يتضمن بعض المفاهيم الصعبة، ولفهم الفصول التالية، علينا أن نحتفظ في أذهاننا بالحقيقة المزدوجة للحياة المسيحية فمن جانب نحن كاملون في المسيح (فقبولنا معه مضمون)، ومن الجانب الآخر نحن ننمو في المسيح (أي نصبح أكثر فأكثر مثله). وفي نفس الوقت لنا مقام ملوك وواجبات عبيد. إننا نشعر، في نفس الوقت، بحضور المسيح وبضغط الخطية. نستمتع بالسلام الذي لنا بالمصالحة مع الله، ومع ذلك نواجه يوميا مشاكل تعيننا على النمو. فإذا وضعنا نصب أعيننا هذين الجانبين للحياة المسيحية، فلن نفشل عندما نواجه التجارب والمشاكل، بل بالحري نتعلم الاتكال على القوة المتاحة لنا من المسيح الذي يحيا فينا بالروح القدس.  


عندما نلنا التبرير بالإيمان، والذى هو غفران الخطايا بالمعمودية، وبدء حياة القداسة بالروح القدس فى مسحة الميرون، أصبحنا فى حالة سلام مع الله، وهذا الصلح تم بربنا يسوع المسيح ... وبالمسيح أيضا "صار لنا الدخول". وكلمة صار تعنى أننا تحولنا من موقف الخاطئ المرفوض المطرود، إلى المبرر المحبوب المدعو للدخول إلى حظيرة المسيح بالإيمان، للتمتع بنعمة الفداء فالتبرير فالسلام. 


ع 3-5 
يخبرنا الرسول بولس عما سنصير إليه في المستقبل، ولكن إلى أن يأتي ذلك الوقت، يجب علينا أن نغلب، وهذا معناه أننا سنواجه صعابا تساعدنا على النمو، فالمتاعب التي سنجتاز فيها ستنمي صبرنا، الذي بدوره سيقوي شخصيتنا ويعمق اتكالنا على الله، ويمنحنا ثقة أعظم من جهة المستقبل. والأرجح أنك لابد أن تتعرض لامتحان صبرك على وجه ما كل يوم. اشكر الله لأجل هذه الفرص التي يتيحها لك النمو، وتعامل معها بقوته والذى يجعلنا نحتمل الضيقات هو أن الروح القدس المسكوب فى قلوبنا، يؤكد لنا على الدوام حب الله لنا، لذا لا نخشى أى شر.


+++ لا تنظر أيها الحبيب إلى مرارة الضيقة، بل إلى يد الله الحانية المتحكمة فى الضيقة، فلن يصيبك منها إلا ما هو لخيرك على الأرض، ولمجدك فى السماء.


ع 6-9 
يعلمنا المنطق البشرى أنه بالكاد قد يموت إنسان من أجل إنسان بار منشغل بالعبادة والتقوى، أو ربما يموت شخص من أجل إنسان صالح (وهو أكثر تفوقًا من الإنسان البار فى خدمته وأعماله الخيرة وبذله لنفسه من أجل الآخرين ) . لكن من ذا الذى يموت ويضحى بحياته من أجل فاجر، غير مستحق للحياة أصلاً؟!!


هنا يبين المسيح عظم محبته للبشر، عندما مات وهو البار من أجل خطاة مثلى ومثلك ... "ونحن مازلنا خاطئين"، هذه عبارة مذهلة! أرسل الله ابنه يسوع المسيح ليموت عوضا عنا، ليس لأننا كنا على درجة كافية من الصلاح، بل لأنه أحبنا بهذا المقدار. عندما تتنازعك مشاعر الشك في محبة الله لك، اذكر أنه أحبك قبل أن تتجه أنت إليه.


+++ إن المحبة التي جعلت المسيح يموت، هي نفس المحبة التي ترسل الروح القدس ليحيا فينا ويباركنا كل يوم، فالقوة التي أقامت المسيح من الأموات هي نفسها القوة التي خلصتنا، وهي نفسها القوة المتاحة لك في حياتك اليومية. فثق أنك، وقد بدأت حياتك مع المسيح، لك ذخيرة من القوة والمحبة تستمد منها ما يعينك على مواجهة تحديات وتجارب كل يوم. وكما تستطيع أن تصلي طلبا للغفران، تستطيع أن تصلي ملتمسا من الله أن يمنحك ما أنت في حاجة إليه من قوته ومحبته.


ع 10-11 
هنا يصل بنا القديس بولس إلى فكرة منطقية، وهى أنه بما أن المسيح عندما كان ميتًا بالجسد كان سبب صلحنا مع الآب نحن الخطاة، فبالأولى بعدما نلنا الصلح، ننال الخلاص بالنمو فى محبته والالتصاق به.
( نخلص بحياته): يكشف القديس بولس عن جزء هام من عمل الخلاص، وهو حياة السيد المسيح نفسه وتشمل:
- حياته بالجسد التى عاشها فى الأرض، والتى فيها أكمل كل بر عنا، فصار مرضيًا  للآب نيابة عن بشريتنا، كما صار لنا مثالا لنتبعه.
- حياته فى جسدنا، فعندما نتناول من جسده ودمه الأقدسين، يثبت فينا ونحن فيه. 
وعندئذ يعمل فينا وبنا أعمالا حسنة مرضية للآب، تكون سبب خلاص لنا.


 هكذا نفرح ونفتخر بمصالحتنا مع الله، المدبر لحظة خلاص البشرية من خلال ابنه الذى بذله لأجلنا. وهنا يلفت القديس بولس نظرنا إلى أن الخلاص ليس عمل الابن فقط، بل هو من تدبير الآب أيضا، لنفرح ونفتخر بالآب والابن.


++++ إن كنت يا أخى قد اصطلحت مع الله، فاستغل محبته بأن تقيم علاقة قوية معه، فتهتم بصلواتك وتأملاتك فى كلامه والذهاب إلى بيته (الكنيسة) ، لتثبت علاقتك به، بل وتختبر أعماق جديدة من محبته. وليكن لك طموح متجدد كل يوم نحو الله.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : 
عندما أجلس الي نفسي أتذكر حضورك أيها الأب في وقت ضيقي وشدتي . أنت قريب دائما لمن يدعوك ... انت تنتظر ان نفتح لك قولبنا فتدخل وتتعشي معنا. 





2 مارس 2012

ملك لا يفنى



ملك لا يفنى 



يقول القديس أشعياء : 

"تفكر فى القديسين كيف بصبر قليل ورثوا ملك لا يفنى". 



حتى متى يظل اهتمامى بالعالم وكل ما فيه؟، حتى متى لا 

أنظر إلى الملكوت الأبدى، حيث يمسح المسيح كل دمعة من عينى؟ 

إلى متى يا نفسى لا تهتمى بخلاصك ونجاتك؟ 



آه يا نفسى كم أنت غريبة، تتركين المسيح مصدر الماء الحى 

وتجرين و ا رء آبار مشققة لا يبقى فيها الماء، لماذا تنسين ما فعله 

القديسون حتى يرثوا الملكوت؟ لا للملكوت بعينه، ولكن للمسيح 

الموجود معهم فى الملكوت، حتى أن أحد القديسين قال : "لن أحتاج 

للملكوت لو لم يكن المسيح فيه". 



هكذا ينبغى لى أن أفكر وأن أهتم، حتى لا أكون مسيحى بالإسم 

فقط. أعطنى يا إلهى أن أستريح فيك وأن أحبك وأن أكتفى بك وأقول 

كما قال المرتل فى المزمور "من لى فى السماء ومعك لا أريد شيئاً 

فى الأرض مز73 



اطلب المسيح فى كل احتياج عاطفى ونفسى ليملأه.